إيران: موجة استياء من استقالة لاريجاني

يبدو أن استقالة أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، علي لاريجاني، قد تركت بصماتها على المشهد السياسي للنظام الإسلامي، وأثارت موجة من الاستياء، امتدت إلى داخل البرلمان، بعدما طالت عدداً من قادة هذا البلد، الذي لا يزال يصر على تمسكه باستراتيجيته النووية.
ولعل «التطورات غير المتوقعة» في إيران، والتي بررت بها أرمينيا قرار الرئيس محمود أحمدي نجاد قطع زيارته لها، تتعلق مباشرة بتصاعد حدة الانتقادات في طهران لاستبعاد لاريجاني عن إدارة الملف النووي الإيراني، علماً بأن الرئيس الإيراني أكد أن زيارته ليريفان «استغرقت أكثر من البرنامج المقرر من قبل». وجاءت أبرز هذه الانتقادات، أمس، على لسان نائب الرئيس الإيراني السابق، محمد هاشمي، في وقت رحّب فيه 183 نائباً إيرانيا (من أصل290 نائباً)، في رسالة دعم للاريجاني، بـ«الجهود القيّمة» التي بذلها «خلال السنوات الأخيرة في ما يتعلق بالملف النووي»، منتقدين ضمناً تعيين سعيد جليلي، القريب من نجاد، خلفاً له.
وشدد النواب المعارضون لهذا الإجراء على أن «المضي في البرنامج النووي يجب أن يكون عملية منطقية وحكيمة كما كان عليه الأمر في الماضي».
أما هاشمي فقد «أسف» لاستقالة لاريجاني، التي «تدل على أن حلقة المسؤولين في السلطة التنفيذية تضيق أكثر فأكثر».
ووصف هاشمي، حسبما نقل عنه موقع «افتاب» الإلكتروني، لاريجاني بأنه «ينتمي إلى الأوساط المحافظة ويحتل مركزاً مهماً في هذه الأوساط».
وتكمن أهمية تصريح هاشمي، الذي رأى أن «قدرة الحكومة تتراجع على القبول بأفكار مختلفة عن أفكارها»، في أنه يعكس آراء شقيقه، الرئيس السابق أكبر هاشمي رفسنجاني، الذي يرأس حالياً مجلس تشخيص مصلحة النظام، ومجلس خبراء القيادة.
وفي أول تصريح علني يدلي به منذ تعيينه، تعهّد سعيد جليلي بالتقدم «بثبات» في المفاوضات الجارية حول الملف النووي. وأضاف، قبل لقائه أمس في روما الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا، ان القضية النووية موضوع يحظى بإجماع في إيران، حسبما نقلت وكالة «فرانس برس».
أما لاريجاني، الذي حضر محادثات روما بصفته ممثلاً للمرشد الأعلى للثورة الإسلامية السيد علي خامنئي، فقد صرّح بدوره «أن سياسات إيران النووية مستقرة ولا تتغير بتغير أمين المجلس أو حتى الرؤساء»، حسبما نقل عنه التلفزيون الإيراني الرسمي.

المصدر: وكالات