شلل الأرصفة والطنطات في حلب
تستحوذ «شلل الرصيف»، الذين يؤثرون قضاء قسط وافر من وقتهم على أرصفة الطرقات وخصوصاً في فترة المساء، على اهتمام الرأي العام الحلبي الذي راح يطلق تعليقات ظريفة على الظاهرة العالمية التي استوطنت مدينة حلب المحافظة بطريقة خرجت فيها عن أعرافها وتقاليدها.
ولفت حفل الفنان المصري تامر حسني الذي قصد حلب الجمعة الماضية الانتباه إلى الوزن الفعلي لأفراد «شلل الرصيف»، بعضهم يطلق عليهم اسم «الطنطات» أي المخنثين، حيث استقطب نحو 4 آلاف مراهق معظمهم من هؤلاء، وهو ما أطلق العنان للكثير من التعليقات التي استهجنت الفن الهابط ومريديه الجدد.
وشهد الحفل عشرات حالات الإغماء ولاسيّما في صفوف الجنس اللطيف الأمر الذي فرض استنفار متطوعي الهلال الأحمر لإنقاذ «ضحايا» المطرب الوسيم صاحب «بنت الإيه» الأغنية التي أثارت حفيظة بعض الرجال ممن حضروا الحفل واستنكروا «الهجوم» الذي شنته الفتيات اللواتي ادعين صلة قرابة مع تامر حسني، على فندق الشيراتون كي يحظين بفرصة اللقاء مع مطربهن المحبب.
والواقع أن أبعاد ظاهرة «شلل الرصيف» في حلب لم تتبلور بعد كما هي في مدن الدول المتحضرة حيث تفرز تيارات فكرية نخبوية واكتفى المقلدون الشباب بالوقوف على قارعة الطريق لتبادل أحاديث الشلّة وأخبار الفرق الأخرى التي فاق تعداد أفراد إحداها 200 مراهق لا توحّدهم وثيقة عهد أو قواسم مشتركة تمليها عليهم شروط الانتساب إلى المجموعة. ويلاحظ ولع هؤلاء بمفردات التكنولوجيا الحديثة مثل الخلويات والإنترنت، وهو ما دفع بعض الشلل لتأسيس مواقع على الشبكة الدولة للكمبيوتر مهمتها «النميمة ونقل أخبار باقي الشلل» كما يقول عضو في إحدى شلل العزيزية لـ «الوطن» والذي رأى أن تواصل أفراد مجموعته مع «الزملاء» ومع ما يدور من أحداث عالمية سيفرز حتماً تداعيات ستترك آثاراً واضحة على توجه «الشباب».
ويكثر انتشار «شلل الرصيف»، التعبير العالمي الدارج، في أحياء العزيزية والسليمانية ومحطة بغداد والفيلات والشيخ طه والموكامبو، وللحي الأخير الذي بني في ثلاثة العقود الأخيرة وسكنه بعض محدثي النعمة فصول من حكايات هذه الشلل التي لا تقف عند حدّ التواصل بين أفرادها بل تتعداه إلى التحرش بعابري الطريق وبخاصة الفتيات منهن وتحدي شرطة المرور الذين تقف دورياتهم المتمركزة طوال 24 ساعة عاجزة عن الحدّ من ذيوع ظاهرة «تشفيط» السيارات المنتشرة بكثرة في هذه الحي.
خالد زنكو
المصدر: الوطن
إضافة تعليق جديد