شجرة عوسج صامدة منذ قرون في البحرين
تقف شجرة عوسج على هضبة وسط الصحراء في جنوب البحرين شامخة منذ أربعة قرون وصامدة في وجه قسوة الطبيعة، حتى إنها تحولت إلى قبلة للزوار وللسياح في هذه الدولة الخليجية الصغيرة.
وأشارت دراسة علمية أجريت مؤخرا على الشجرة التي أضحى يطلق عليها اسم "شجرة الحياة" بهدف كشف سر عمرها المديد وسط ظروف مناخية غير ملائمة، إلى أن شجرة العوسج قد تدين بعمرها الطويل إلى فطريات تعمل على تغذيتها بالماء.
وحسب أستاذ فسيولوجيا النبات بجامعة الخليج العربي في المنامة غازي الكركي فإن سر بقاء هذه الشجرة "يعود إلى نوع من الفطريات تسمى المايكورايزا".
وقال الكركي الذي أجرى الدراسة "السبب الحقيقي وراء بقاء الشجرة لمئات السنين دون ري أو تسميد في أرض جرداء قاسية يعود لهذه الفطريات"، وأضاف "الشجرة ابتكرت آلية خاصة لتغذية نفسها ذاتيا بمساعدة فطر المايكورايزا".
وتابع أن جذور الشجرة ممتدة باتجاهات مختلفة أفقية وعمودية في عمق التربة، الشجرة أوجدت لنفسها آلية للحصول على الماء والغذاء من طبقات التربة العميقة جدا، حيث يوجد الماء سواء ذلك الذي تسرب من مياه الأمطار الموسمية أو أجسام مائية أخرى، هذه الآلية ساعدتها على النمو والبقاء.
ويعد فطر المايكورايزا من الفطريات المهمة جدا في البيئة الصحراوية، حسب الكركي، وأوضح أنه موجود في 90% من نباتات الكرة الأرضية، واستدرك "لكنه تأثر بشدة بالأسمدة خاصة الكيماوية التي تضعفه، ولذلك أصبحت هناك حاجة أحيانا لإدخاله في النباتات لمساعدتها على النمو".
وفي أوائل ثمانينيات القرن الماضي قام باحث بحريني متخصص في التاريخ القديم هو علي أكبر بوشهري بدراسة هذه الشجرة، في محاولة لتحديد عمرها عبر تحليل مختبري لحلقات جذع الشجرة توصل بعدها إلى أن عمر الشجرة يصل إلى نحو 400 عام.
وعلق بوشهري على الاكتشاف الجديد قائلا إن النتائج التي توصل إليها الكركي وفريقه دليل آخر يعزز الفرضية التي توصلت لها في الثمانينيات في تحديد عمر الشجرة.
وتعرضت هذه الشجرة لحريق العام الماضي، لكن الكركي قال إن الحريق طال جزءا ميتا من جذع الشجرة، مضيفا أن هذا ربما حمى الأجزاء الحية منها حتى الآن.
المصدر: الفرنسية
إضافة تعليق جديد