بتراوس يوصي بتجميد سحب القوات من العراق
أوصى قائد قوات الاحتلال الأميركي في العراق الجنرال ديفيد بتراوس، أمس، بتجميد عملية انسحاب القوات الأميركية من العراق لمدة 45 يوما بعد الانسحاب المقرر في تموز، واتهم طهران بالقيام بدور «تدميري» في النزاع، وحزب الله بمساعدة طهران على تدريب وتمويل وتسليح «الجماعات الخاصة» لمهاجمة المنطقة الخضراء.
وقال بتراوس، خلال شهادته أمام لجنتي القوات المسلحة والعلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ حول التقدم في العراق واستراتيجية الرئيس جورج بوش بزيادة عديد القوات، «منذ أن مثلنا أنا والسفير (رايان) كروكر أمامكم قبل سبعة أشهر، حدث تقدم امني كبير لكن غير متساو في العراق»، موضحا أن هناك تقدما حاليا في المجال الأمني، حيث انخفض عدد القتلى بشكل كبير، وزاد عدد عناصر «الصحوة» إلى 91 ألفا من السنة والشيعة، وتطورت القوات الأمنية العراقية.
وأشار بتراوس، إلى «أن الأحداث التي وقعت خلال الأسـبوعين الماضــيين ذكــرتنا، كما حذرت مرارا، بأن التــقدم المحــقق منذ الربيع الماضي هش، ويمكن أن تعـود الأمــور لما كــانت عليه».
وأضاف بتراوس أن «الزيادة الأخيرة في أعمال العنف بالبصرة وبغداد وأنحاء أخرى من البلاد تشير إلى أهمية وقف إطلاق النار الذي أعلنه مقتدى الصدر العام الماضي، في انخفاض العنف بشكل عام في العراق. ومؤخرا نشطت بعض عناصر الميليشيا مجددا. وبالرغم من أن قرار الصدر حل المسألة بنسبة معينة، فإن الزيادة في العنف تلقي الضوء على الدور التدميري الذي تقوم به إيران في تمويل وتدريب وتسليح وتوجيه الجماعات الخاصة. إن الجماعات الخاصة تمثل على المدى الطويل التهديد الأكبر لقابلية استمرار العراق الديموقراطي».
وحول طبيعة الصراع في العراق، أوضح بتراوس أن «المنافسة بين الجماعات العرقية والطائفية تتواصل من اجل السلطة والمصادر... وهناك العناصر الإرهابية، والميليشيات والعصابات الإجرامية. إن قادة القاعدة الذين لا يزالون يرون أن العراق هو الجبهة الأمامية لاستراتيجيتهم العالمية يرسلون الأموال والمقاتلين الأجانب إلى العراق. تصرفات عدد من دول الجوار تزيد من التحديات. لقد قامــت سوريا بعدد من الخطوات لخفض مرور المقاتــلين الأجانب عبر أراضيها، لكن ليس بالطريــقة الكافية لإغلاق الشبكات التي تدعم القاعــدة في العــراق، كما أن إيران أشعلت العنف خصوصــا من خلال دعمها القاتل للجماعات الخاصــة. وفي النهاية، الحكومة العراقية غير الفعــالة وعــدم الثقة بين الطوائـف والفـساد زادت من مشاكل العراق».
وأوضح بتراوس «ركزنا، مع القوات الأمنية العراقية، على الجماعات الخاصة. هذه العناصر تمول وتدرب وتسلح وتوجه من قبل قوة «القدس» الإيرانية، بمساعدة من حزب الله اللبناني. هذه الجماعات هي التي أطلقت صواريخ وقذائف إيرانية على البرلمان العراقي قبل حوالى الأسبوعين، أدت إلى وفاة أبرياء وخوف في العاصمة، وأجبرت القوات العراقية والتحالف على الرد، وجددت القلق بشأن إيران لدى العديد من القادة العراقيين... علينا الآن أن نراقب أعمال إيران عن كثب في الأسابيع والأشهر المقبلة، حيث إنها ستظهر نوع العــلاقة التي تريــدها إيران مع جارها ومستقبل التدخل الإيـراني في العراق».
وقال «أوصي بفترة من التعزيز والتقييم تبلغ 45 يوما فور اكتمال انسحاب القوات القتالية الإضافية (30 ألفا) التي أمر الرئيس بوش بإيفادها إلى العراق في تموز المقبل». وأضاف «في نهاية تلك الفترة، سنبدأ عملية من التقييم لدراسة الأوضاع على الأرض، وبمرور الوقت، نحدد الموعد الذي يمكننا أن نوصي فيه بمزيد من التخفيضات». وأكد أن «العملية ستكون متواصلة، وسيتم تقديم توصيات لمزيد من خفض القوات عندما تسمح الظروف بذلك».
وردا على سؤال حول عدد القوات التي ستبقى في العراق، قال بتراوس «لا يمكنني إعطاؤكم تقديرا».
وحول الاشتباكات في البصرة، قال بتراوس إن الهجوم الذي شنته الحكومة العراقية الشهر الماضي «لم يتم التخطيط والإعداد له بشكل كاف». وأشار إلى انه أوصى بشن هجوم على الميليشيات الموالية للصدر، وانه لم يتم إبلاغه عن الخطط العراقية بالهجوم إلا قبل ثلاثة أيام فقط من شنه. وأوضح «كان من الممكن التخطيط للهجوم بشكل أفضل. لم يتم التخطيط والإعداد له بشكل كاف». ووافق على وصف المرشح الجمهوري لانتخابات الرئاسة السناتور جون ماكين بأن العملية مخيبة للآمال.
واعتبر رئيس اللجنة السيناتور كارل ليفين أن خطة بتراوس بوقف سحب القوات ستكون ببساطة «الفصل التالي في خطة حرب من دون استراتيجية للخروج منها»، مضيفا انه حتى الخطوات السياسية الصغيرة التي اتخذتها الحكومة العراقية مهددة بسبب «عدم الكفاءة، والقيادة ذات التوجه الطائفي المتشدد» لرئيس الوزراء نوري المالكي.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد