بوش يعترف بكذبه على شعبه فيما يخص نصره بالعراق
أقر الرئيس الأمريكي جورج بوش بأنه كان يروج لمزاعم النصر بينما كان يخشى الهزيمة في العراق عام ،2006 خلال الأوقات العصيبة التي مرت بها قوات الاحتلال هناك، وأعلن أنه لا ينوي مهاجمة إيران قبل مغادرته البيت الأبيض في شهر يناير/كانون الثاني المقبل، لكنه احتفظ بإمكان اللجوء إلى القوة إذا اعتبر الأمر ضرورياً، ودعا سفير واشنطن لدى بغداد رايان كروكر الدول العربية إلى بذل المزيد من الجهود في العراق من خلال إعادة فتح سفاراتها كي يظهر العرب للعراقيين أنهم يهتمون بهم، ما سيساعد على موازنة نفوذ إيران في البلد المحتل. واستمرت الاشتباكات في بغداد أمس، بين القوات الأمريكية والعراقية وبين جيش المهدي، في وقت شددت الخارجية العراقية على أن المباحثات مع واشنطن بشأن الاتفاقية بعيدة المدى لاستمرار احتلال العراق ستبقى سرية حتى التوصل إلى اتفاق مشترك. وقال بوش خلال مقابلة أجرتها معه شبكة “إيه بي سي” الإخبارية بثتها الليل قبل الماضي “كنت اشعر بالقلق، أعلم أنني اشعر بالقلق في أي وقت يبدو أننا سنتعرض فيه للإخفاق في العراق”، وأضاف “نعم كنت اعتقد أننا سنفشل. حدث ذلك”.
وعندما سئل عن السبب الذي جعله يبلغ الشعب الأمريكي وقتها بأن القوات الأمريكية تحقق الانتصار قال بوش “اعتقد انه إذا أمعنت النظر بنوع من التحليل الكامل لتصريحاتي فإنني قلت أيضا إن القتال عنيف جدا”. وردا على سؤال عما إذا لم يكن عنده أي مشروع عسكري ضد إيران، أجاب بوش “هذا صحيح”. وقال “أنا أمزح لأنه من عليائي ومن موقعي، هذه الشائعات تطلق دائماً، لا أقول إنها تسليني، انها جزء من عملي، كما أتصور”. وأضاف “مع ذلك، قلت دائماً إن جميع الخيارات يجب أن تكون مطروحة على الطاولة، ولكن جهودي تتركز أولاً على حل هذه المشكلة بالدبلوماسية”.
ومن جملة المآخذ التي أبداها، اتهم بوش إيران بالسعي للحصول على السلاح النووي، وتسليح وتمويل قسم من أولئك الذين يقاتلون الأمريكيين في العراق. وأشار، وربما للمرة الأولى، بوضوح إلى ما يعنيه ب”التحرك” من أجل حماية الأمريكيين أو العراقيين ضد ما يقوم به الإيرانيون في العراق، وقال “هذا يعني: نعتقل أو نقتل الإيرانيين أو عملاءهم”.
من جانبه قال السفير كروكر في لقاء مع صحافيين في وزارة الخارجية الأمريكية إنه يتوجب على العرب الانخراط في العراق دبلوماسياً واقتصادياً والعمل على مسائل التنمية، إذا كانوا يشعرون بالقلق من النفوذ والتدخل الإيراني في العراق.
وشدد وكيل وزارة الخارجية العراقية لبيد عباوي على أن جولة المباحثات بين بغداد وواشنطن بشأن الاتفاقية بعيدة المدى لاستمرار احتلال العراق ستبقى سرية حتى التوصل إلى اتفاق بين حكومة نوري المالكي والولايات المتحدة، وأوضح أن هذه اللقاءات دقيقة وسرية وتتعلق بالكثير من القضايا، ومن الصعب أن يعلن عنها في كل جلسة.
في الأثناء، رد الزعيم العراقي الشاب مقتدى الصدر، أمس، في بيان شديد اللهجة على تصريحات وزير الدفاع الامريكي روبرت غيتس الذي قال فيها إن الاشخاص المستعدين للدخول في العملية السياسية في العراق ليسوا أعداد للولايات المتحدة.
وقال الصدر في بيان وزعه مكتبه في النجف “بعدما سمعت تصريحات الارهابي وزير الدفاع الامريكي، كان لزاماً عليّ أن أرد عليه بما يليق بأمثاله الارهابيين وأقول: لم تكونوا يوماً لي من الأيام إلا عدواً، وستبقون الى آخر قطرة من دمي انتم ومن يتخذكم صديقا او وليا او يهادنكم او يفاوضكم، فأنا بريء منه إلى يوم الدين”.
اضاف الصدر موجها كلامه للولايات المتحدة “اني لم أعاد غيركم ايها المحتلون، فكل الشعب العراقي هم أخوة لي، ماداموا لكم يعادون ولخروجكم يطلبون، وبجدولة انسحابكم ينادون”.
المصدر: الخليج
إضافة تعليق جديد