أهارون زئيفي يفضح الوضع الميداني لمليشيات قوى 14 آذار
الجمل: تساءل كثيرون حول عدم تناسب الاهتمام الإسرائيلي الرسمي الحالي بأحداث 9 أيار اللبنانية مع حجم الاهتمام الإسرائيلي الكبير بما يدور في لبنان، خاصةً وأن الإسرائيليين ظلوا أكثر اهتماماً وحساسية بالشأن اللبناني منذ لحظة اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري.
* أبرز الأسباب والتفسيرات:
هل أسباب وعدم الاهتمام تعود إلى انشغال الساحة الإسرائيلية بفضيحة أولمرت، التي جعلت الإسرائيليين أكثر اهتماماً وتركيزاً على ترتيب الأمور استعداداً لمرحلة ما بعد أولمرت التي بدأ العد التنازلي لها وباتت تنتظر قرار المدعي العام الإسرائيلي؟ أم أن السبب هو انشغال الإسرائيليين باحتفالات الذكرى الستين لقيام «إسرائيل» التي سوف يحضرها الرئيس الأمريكي جورج بوش والرئيس الفرنسي ساركوزي ورئيس الوزراء الإيطالي بيرلوسكوني إضافةً إلى لفيف من الشخصيات القريبة من إسرائيل؟ أم أن السبب عسكري – أمني، يتعلق باحتمالات أن تقوم القوات الإسرائيلية بمغامرة جديدة في المنطقة جرى الترتيب لها من قبل، خاصةً وأن إسرائيل ما تزال تحشد خمس فرق عسكرية في المنطقة الشمالية المتاخمة للحدود السورية واللبنانية.
* ماذا تقول التسريبات الإسرائيلية:
تداولت بعض المواقع الإلكترونية الإسرائيلية والعالمية حديث الرئيس السابق للمخابرات العسكرية الإسرائيلية أهارون زئيفي، الذي علق فيه على أحداث 9 أيار وتداعياتها على إسرائيل، وقد أشار زئيفي إلى النقاط الآتية:
• سبق أن نصحنا وكالة المخابرات المركزية الأمريكية بعدم الاعتماد على زعماء قوى 14 آذار: الحريري – جعجع – جنبلاط.
• أنصار قوى 14 آذار ليس لديهم القوة والجرأة لخوض أي مواجهة ضد حزب الله.
• سبق أن جرب الإسرائيليون زعماء 14 آذار وأنصارهم ولم يستطيعوا تقديم شيء لهم في حرب صيف العام 2006م.
• أنصار سعد الحريري ووليد جنبلاط هم من العاطفيين الذين تمت تعبئتهم عن طريق الحماس والخطب والتصريحات فقط، وبالتالي لن تستطيع إسرائيل تدريبهم لأن التدريب لن ينفع معهم أصلاً.
• استطاعت إسرائيل تدريب «القوات اللبنانية»، وبسبب التدريب الجيد فإنهم سيصمدون وقتاً أكبر في حالة المواجهة مع حزب الله، لكن الهزيمة ستكون من نصيبهم في نهاية الأمر.
• الإسرائيليون والأمريكيون يواجهون مأزقاً كبيراً في الوقت الحالي بعدما تبين لهم عدم وجود أي قوة في لبنان تستطيع ضرب حزب الله.
• الإسرائيليون والأمريكيون ليسوا جاهزين حالياً للتورط في لبنان، وكل ما يمكنهم القيام به هو إرسال طواقم حراسة لمراكز إقامة كل من جنبلاط والحريري والسنيورة.
• اتصل السنيورة بوزيرة الخارجية الأمريكية طالباً المساعدة، وكان منهاراً، متهماً جنبلاط بالهرب من المعركة وحينها وعدته رايس بأنها ستعمل لإقناع الرئيس بوش بإصدار أمر رئاسي لإرسال قوات المارينز إلى بيروت لحماية مقره في وسط العاصمة.
• بسبب من الصداقة القوية التي تربط سمير جعجع برئيس الموساد الإسرائيلي السابق أوزي عراد فقد اتصل الأخير بجعجع الذي كان منهاراً أيضاً ومرتبكاً بسبب انكشاف وعوده الكاذبة لحلفائه في الموساد ووكالة المخابرات المركزية الأمريكية.
• أشرف الأردنيون على تدريب قوات سعد الحريري ولكن التدريب الأردني لم ينفع معهم، لأن إرادة القتال ليست موجودة لديهم والسبب هو أن جماعة الحريري يحبون الحريري لكنهم في الوقت نفسه لا يكرهون حسن نصر الله وبالتالي لا يمكن أن تدرب شخصاً على قتال شخص لا يكرهه.
• الآن، خرج عملاء المخابرات الأمريكية من بيروت بعد أن ضاعت جهود مخابراتية غربية وعربية استمرت لثلاثة أيام.
• خرج عملاء المخابرات الأمريكية من بيروت لأنهم لم يعودوا قادرين على التحرك لأداء مهامهم اليومية والحصول على الغطاء المناسب لذلك، والسبب يعود إلى مباغتة حسن نصر الله لحلفاء المخابرات الأمريكية في لبنان.
• تم إحباط مخطط في الخامس والعشرين من الشهر الماضي، ولكنه لم يكن مستحيل التنفيذ بسبب وجود آلاف المخبرين اللبنانيين العاملين مع الأمريكيين.
• لا أستطيع التأكيد بأن إسرائيل هي التي قتلت عماد مغنية القائد العسكري لحزب الله، وما أعرفه هو أن الإسرائيليين عرضوا صوراً لعدد من مسؤولي الحزب وقد اختار هذا الزعيم صورة عماد مغنية.
• تعرف الزعيم اللبناني على صورة مغنية باعتباره الحاج رضوان أو الحاج ربيع الذي سبق أن قام بالإشراف على تدريب حراسه الشخصيين وجهاز أمنه عندما كان حزبه في الماضي حليفاً لحزب الله.
سوف لن تواجه قوى 14 آذار إن بقيت واستمر تحالفها، الصراعات الداخلية التي ستعصف بروابط زعمائها وكياناتها، وإنما ستواجه أزمة المصداقية مع حلفائها الخارجيين، وبالذات الإدارة الأمريكية والحكومة الإسرائيلية وفرنسا وذلك بسبب عجزها عن استقطاب وحشد أي دعم شعبي لبناني حقيقي يقف وراءها، إضافةً لذلك، ستنشأ المزيد من الخلافات داخل قوى 14 آذار. وبالنسبة لتيار المستقبل فسيواجه زعيمه سعد الحريري المعارضة والرفض، وبالنسبة لزعامة جنبلاط للحزب التقدمي الاشتراكي فستستمر ولكن قاعدة هذا الحزب ستواجه الانقسامات على يد أرسلان ووئام وهاب أما بالنسبة لحزب «القوات اللبنانية» فستبقى متماسكة بسبب ارتباطاتها الاستخبارية الخارجية الواضحة منذ البداية. وبالنسبة لحزب الكتائب فمن الممكن أن تواجه الضعف من جراء مغادرة العناصر واحتمالات التحاقهم بميشيل عون أو جماعة المر.
الجمل: قسم الدراسات والترجمة
إضافة تعليق جديد