رئيس الاستخبارات الإسرائيلية: إسرائيل تواجه خمس مخاطر
كشف رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية الجنرال عاموس يدلين، النقاب في مقابلة مع صحيفة «هآرتس» نشرت أمس، أن «تقويم الشعبة الاستخباراتية يرى أن الاحتمالات ضعيفة إلى ضعيفة جدا لاحتمال مبادرة العدو لشن حرب على إسرائيل». وشدد على أن ذلك لا يعني أن «العدو» لا يستعد لمثل هذه الحرب بسبب خشيته من احتمال شن إسرائيل الحرب عليه.
وأوضح يدلين أن الردع الإسرائيلي بعد حرب لبنان الثانية بات أقوى، لكن «العدو» يأمل أن تتغير الظروف لمصلحته في العامين المقبلين، ومع ذلك اعتبر أن الخطر من الحرب قد يكمن في سوء الفهم، أو سوء التقدير، لدى طرف من تحركات الطرف الآخر، فكل من الطرفين يحاول العمل تحت سقف ما، يمكن أن يقود إلى حرب، لكن ذلك يخلق وضعا متفجرا يمكن أن يؤدي للتدهور.
واعتبر يدلين أن إسرائيل تواجه خمسة مخاطر: إيران، سوريا، حزب الله، حركة حماس والجهاد العالمي. وشدد على أن رؤية الدولة العبرية الاستخباراتية لهذه المخاطر ليست متجانسة، وهي تتفاوت من عنصر إلى آخر. فالإيرانيون يطورون سلاحا نوويا، وهي بالتالي مشكلة عالمية لأنها تهدد أيضا العديد من دول الشرق الأوسط والعالم. وأشار إلى أن قدرات إيران الحالية تتيح لها نظريا إنتاج مواد مشعة تكفي لقنبلة واحدة سنويا، ومع ذلك اعترف بأنه ليس مؤكدا إذا كانت طهران تريد امتلاك سلاح أم الاكتفاء بامتلاك القدرة على إنتاج سلاح نووي.
وفي هذا المجال أوحى يدلين أن الخيار الإسرائيلي في مواجهة المشروع النووي الإيراني لا يستبعد اللجوء للقوة، برغم أن الرؤية الأوروبية ترى أن الحل المعتمد على القوة بات «خارج الوجبة الاستراتيجية». وشدد على أن الولايات المتحدة تبدي حاليا ترددا إزاء الضربة الاستباقية ضد المشروع النووي الإيراني.
وركز يدلين على أنه من المهم القول ان «نظاما متطرفا مع سلاح متطرف يشكل خطرا وجوديا على دولة إسرائيل، وهو خطر لا يزال في هذه المرحلة في طور الخطر الكامن. ومع ذك لا ينبغي لنا المبالغة. محظور علينا التعامل مع هذا الخطر، كأنه سينهي آلاف سنوات بقاء الشعب اليهودي. فعلا ليس كذلك. فدولة إسرائيل تعرف وتعلم كيف تواجه هذا الخطر بكل أبعاده».
وحول سوريا، قال يدلين إنها «ليست حزب الله. وهي تفهم أنها إذا استهدفت الجبهة الداخلية، كما فعل حزب الله، فإنها سوف تفقد ذخائرها الاستراتيجية، وهذه ذخائر تميز بين دولة كسوريا وبين تنظيم هو أقل من دولة كحزب الله».
وأشار يدلين إلى أن السوريين لا يزالون يرون أنفسهم أضعف من إسرائيل جويا وتكنولوجيا وتسليحا، »لذلك فإنهم يعدون أنفسهم لنوع آخر من الحرب. لا يعاظمون قوتهم الجوية والمدرعة، وإنما يعاظمون صواريخهم المضادة للطائرات، والمضادة للدروع والصواريخ البعيدة المدى». ورأى أن دمشق استفادت من نجاحات حزب الله في حرب لبنان الثانية، وهم «يعززون عناصر الحركات الإرهابية أو المنظمات العصابية، التمويه، الخداع، السلاح المضاد للدبابات والصواريخ البسيطة، المدرعات المجهزة لسلاح المشاة وسلاح الجو المحول إلى صواريخ أرض ـ أرض. ومن جهة يعزز السوري جدا قدراته الدفاعية ومن جهة ثانية يعزز قدرته لضرب الجبهة الداخلية الإسرائيلية».
وأكد يدلين أن لدى سوريا منذ سنوات طويلة قدرات لضرب تل أبيب والمقرات القيادية للجيش الإسرائيلي وفرقه العسكرية. وأشار إلى أن على الجميع فهم أن دمشق لا تفكر بالطريقة التي تفكر بها إسرائيل، فهي لا تتطلع في الحرب لتحقيق انتصار وإنما لمنع إسرائيل من تحقيق انتصار، وهي تعتبر أن ذلك كاف لها لاعتبار النتيجة نصرا. وقال إن سوريا مع ذلك تفضل إيصال إسرائيل إلى بلوغ النقطة السياسية المريحة لها من دون أن تتورط في حرب تقليدية.
واعتبر يدلين، في مقابلته المطولة مع «هآرتس»، أن سوريا تريد السلام مع إسرائيل لكن بشروطها، وأن هذا ما يميزها عن بقية قوى «محور الشر». وشدد على أن الوضع تغير منذ فشل المفاوضات بين سوريا وإسرائيل في العام .2000 وقال إن قدرة سوريا اليوم على التنصل من إيران وحزب الله باتت أضعف في أعقاب ما جرى في لبنان.
وأضاف يدلين ان الترتيبات الأمنية المطلوبة اليوم في أي سلام مع سوريا تختلف عن تلك التي جرى بحثها في العام ,2000 ففي ذلك الوقت ركزت الترتيبات الأمنية على خطر الفرق المدرعة في حين أن الخطر اليوم يتمثل بالقوة الصاروخية، كما أن أميركا رعت المفاوضات في حينه وكانت على استعداد لتعويض الطرفين عن خسائرهما، في حين أن المقاربة الأميركية مختلفة حاليا.
حلمي موسى
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد