أسرار 9 أيار وخطة العدوان الإسرائيلي على بيروت
الجمل: تداعيات أحداث 9 أيار اللبنانية والإنجاز الكبير الذي حققه حزب الله اللبناني تجاوزت مرحلة الأخبار والتقارير العادية التي لا تتجاوز سطح الأحداث ومؤخراً بدأت تظهر بعض التسريبات والمعلومات التي تشير إلى وجود الكثير من الخفايا التي ما زال الكثير منها مستتراً تحت سطح الأحداث.
* تسريب رئيس المخابرات العسكرية الإسرائيلية:
تحدث هذا الأسبوع عاموس يالدين رئيس المخابرات العسكرية الإسرائيلية قائلاً بأن:
• حزب الله اللبناني يمثل الطرف الأكثر قوة في الوقت الحالي داخل الساحة اللبنانية.
• لو أراد حزب الله الاستيلاء على السلطة فبإمكانه القيام بذلك بكل سهولة ويسر.
• ما زال حزب الله يشكل الخطر الأكبر تهديداً لأمن إسرائيل خاصةً وأن صواريخه تستطيع الوصول إلى جزء كبير من الأراضي الإسرائيلية.
* ما لم يكشفه رئيس المخابرات العسكرية الإسرائيلية:
تقول المعلومات التي أوردها موقع كاونترنيش الإلكتروني الأمريكي بأن رئيس المخابرات العسكرية الإسرائيلية والموساد والحكومة الإسرائيلية تلقوا معلومات عبر مصدرين هما المخابرات الفرنسية والأمريكية تشير إلى أنه في حال تم تنفيذ خطة الهجوم على بيروت فإن إسرائيل ستتلقى من حزب الله 600 صاروخ في الساعات الـ24 الأولى وما يعادلها في الساعات الـ24 التالية.
* خطة العدوان الإسرائيلي الجديد ضد بيروت:
نقلت تسريبات موقع غلوبال ريسيرتش الكندي تقريراً للصحفي الأمريكي فرانكلين لامب، أعده بناءً على تسريبات مصادر لجنة المخابرات التابعة لمجلس الشيوخ الأمريكي وأشار التقرير إلى:
• أن تتم مفاجأة حزب الله بمعركة داخلية عقب عملية تصعيد سياسي سريعة يتم من خلالها الاستفزاز والتحرش بالحزب.
• أن يتصدى حلفاء أمريكا اللبنانيون لمقاتلة حزب الله وأن يصمدوا لبعض الوقت ضمن فترة أقصاها 28 ساعة على الأقل.
• أن تقوم الطائرات الإسرائيلية بقصف مكثف في جنوب لبنان ومناطق الضاحية الجنوبية والبقاع.
• أن يتصدى حلفاء أمريكا اللبنانيون خلال الـ48 ساعة الأولى من القتال إلى القيام بعملية تخريب شبكة اتصالات حزب الله.
• أن تقوم إسرائيل خلال اللحظات الأولى في المواجهة بين المليشيات اللبنانية الحليفة لأمريكا وحزب الله بإرسال طائرة إف 15 وطائرة إف 16 للتحليق في الأجواء اللبنانية بما يؤدي إلى:
* إرسال إشارة تؤكد للمليشيات اللبنانية الحليفة لأمريكا بأن إسرائيل ملتزمة بتنفيذ الخطة وبأن عليهم الصمود والاستمرار.
* تعمد انتهاك القرار الدولي 1701 بشكل أولي بما يمهد لانتهاك أكبر بواسطة الهجوم الإسرائيلي الرئيسي.
* ما الذي أحبط خطة العدوان الإسرائيلي الجديد؟
أشار التقرير إلى أن الأسباب التي أدت إلى إحباط مخطط العدوان الإسرائيلي الجديد تمثل في الآتي:
• الانهيار السريع للمليشيات اللبنانية الحليفة لأمريكا.
• متابعة الإسرائيليين عن طريق أقمار التجسس لتفاصيل الوقائع الميدانية التي جرت في لبنان ومشاهدتهم لعناصر مليشيات حلفاء أمريكا وهي تنهار باستسلام أو الهروب وإخلاء مواقعها التي كان الإسرائيليون يرصدونها بدقة عبر الأقمار الصناعية.
• عدم نجاح مليشيات حلفاء أمريكا في إنجاز مهمة تخريب شبكة اتصالات حزب الله.
• مخاوف الإسرائيليين من مواجهة خطر الصواريخ طالما أن شبكة اتصالات حزب الله ما تزال سليمة.
راجع الإسرائيليون تقديرات الموقف والتخمين الاستخباري النهائي في الاجتماع العاجل لمجلس الوزراء الإسرائيلي الذي انعقد يوم الأحد 10 أيار بناءً على دعوة عامي إيعالون وزير شؤون مجلس الوزراء الإسرائيلي بهدف مناقشة الأزمة اللبنانية المتصاعدة ومدى إمكانية قيام إسرائيل بمساعدة "القوات الصديقة" في لبنان. وقد اختلفت آراء الوزراء الإسرائيليين وكانوا أكثر إزاء إصدار القرار بتنفيذ مخطط العدوان الإسرائيلي الجديد الذي كان مقرراً له أن يتم تحت ذرائع:
• مساعدة القوات الصديقة في لبنان.
• القضاء على حزب الله.
• طمأنة الرئيس الأمريكي عند قدومه لإسرائيل بأن ‘إسرائيل تحارب الإرهاب.
وعلى خلفية إخفاق القوات الصديقة اللبنانية وعدم قدرة مليشياتها لا على الصمود ولا على تخريب شبكة اتصالات حزب اله، قرر مجلس الوزراء الإسرائيلي إلغاء فكرة التدخل العدواني، وكان لا بد للحكومة الإسرائيلية من إخبار "زعماء" القوات الصديقة الموجودين في الساحة اللبنانية بأن إسرائيل سوف لن تحضر لمساعدتهم وبأن عليهم أن "يدبروا راسهم" وبالفعل، صرح رئيس الوزراء الإسرائيلي لأجهزة الإعلام الإسرائيلية بأن إسرائيل تتابع بشكل وثيق ما يحدث في لبنان وأنها سوف تتجنب القيام بأي تدخل في الساحة اللبنانية، وهكذا فهم "زعماء القوات الصديقة" بأن إسرائيل قد تخلت عنهم وبأن عليهم أن "يدبروا راسهم" بحثاً عن المخرج، وبالفعل فقد وافقوا على مبادرة عمرو موسى أمين عام الجامعة العربية الذي كان موجوداً آذناك في أمريكا.
الجمل: قسم الدراسات والترجمة
إضافة تعليق جديد