ضعف القوة الشرائية للمستهلكين جعل أسواق رمضان باردة ..
عوامل عديدة بدأت تؤثر في الأسواق وفي حركة تداول المواد والسلع ووفرتها وأسعارها يأتي في مقدمتها انخفاض أسعار النفط، وانعكاسها إيجابياً على خفض الكلف إضافة للوفرة الكبيرة في إنتاج مواسم الحبوب العالمية..
فالإنتاج الروسي من الحبوب زاد بنسبة 16% عن الموسم الماضي.
كما أن انخفاض أسعار النفط أدى إلى تقلص حجم المضاربات العالمية في سوق الحبوب والأعلاف وبالتالي إلى تراجع أسعارها في الأسواق العالمية والمحلية وتراجع أسعار العديد من المواد والسلع المرتبطة بها.
أما في الأسواق المحلية فإن أهم ما يميزها الوفرة الكبيرة في كل المواد والسلع وضعف القوة الشرائية بالنسبة للمستهلكين وانعكاس ذلك بشكل كبير على أسعار الخضر والفواكه خاصة في العشر الثاني من رمضان.
فقد نفدت كل المدخرات وكل الموارد في الشهر الكريم فمتطلبات رمضان تفوق بقية الأشهر إضافة إلى ترافق الشهر الكريم مع افتتاح المدارس وكذلك التحضير لعيد الفطر.
حتى ان أسعار بعض المواد والسلع التي شهدت ارتفاعات ملحوظة وبعضها كبير لم تكن الأسباب محصورة بزيادة الطلب في شهر رمضان بل تعود إلى انخفاض الانتاج نتيجة ارتفاع أسعار الكلف التي استمرت طوال عام مضى وأدى ذلك إلى خفض انتاج الفروج والبيض وارتفاع أسعار المادتين.
فقد فضل أو اضطر العديد من المربين إلى تقليص حجم الإنتاج بهدف تخفيض الكلف.
أما بالنسبة لأسعار الأعلاف فإن العوامل الخارجية إضافة إلى الإجراءات الحكومية التي عملت على توفير المادة وأدت إلى حدوث انخفاضات ملحوظة ومتواصلة في أسعار الأعلاف فالشعير انخفض إلى 15 ل.س وكان قد وصل قبل شهرين إلى 23 ل.س والذرة تراجعت إلى 16.1 ل.س وكانت قبل شهرين بـ 23 ل.س والصويا هبطت إلى 25.25 وكانت قبل شهرين بـ 29.5 ل.س...
أما التبن فيباع حالياً بين 11 ـ 13 ل.س، أما القمح فهو على حاله بـ 19 ل.س والطحين بـ
أما بالنسبة للفروج فقد حافظ على ما حققه من ارتفاع في أسعاره إذ يباع الكغ بـ 135 ل.س وسعر كغ الشرحات بـ 250 ل.س والدبوس بـ 170 ل.س.
والبيض يباع جملة بـ 145 ل.س وبالمفرق 155 ل.س وفي بقاليات الأحياء فوق الـ160 ل.س.
أما بالنسبة للحم العواس فقد شهد ارتفاعاً ملحوظاً خلال الأسبوع الماضي سببه فتح باب التصدير براً إلى السعودية فأصبح سعر الكغ الحي في السوق المحلية بـ 175 ل.س.
وعلى صعيد المواد الأساسية فقد تراجعت أسعار الرز إلى ما بين 65 ـ 80 ل.س.
أما بالنسبة للألبسة التي يعد شهر رمضان أهم موسم للعاملين في تجارتها وتداولها بسبب التحضير للعيد لذلك فقد رفع الباعة الأسعار بشكل جنوني أما المستهلكون من جانبهم فقد تصرفوا تحت تأثير عاملين الأول قلة السيولة المالية وضعف القوة الشرائية إلى أدنى مستوى.
والعامل الثاني تمثل بتفضيل المستهلكين عدم شراء ألبسة جديدة إلى ما بعد انقضاء العيد لأن هذا التأجيل من شأنه أن يوفر مبالغ مالية كبيرة على المستهلك بسبب التنزيلات الكبيرة التي يتم الإعلان عنها بعد انقضاء موسم العيد.
لكن في كل الأحوال فإن أسعار الألبسة تعد فوق طاقة وقدرة المستهلك. وهوامش ربحها فاحشة ومجهولة للجهات الرقابية.
وبالوصول إلى أسعار الخضر والفواكه نجد أن بعضها معتدل جداً لمثل هذه الفترة من العام كالخيار والبندورة والباذنجان، أما الفاصولياء والبامياء والتفاح الشتوي فأسعارها مرتفعة جداً..
أيضاً إن الضغط الكبير على استخدام السكر بسبب موسم الحلويات فلم يحرك أسعاره بسبب وفرته الكبيرة..
وفيما يخص الحلويات فإن أسعارها أصبحت تقاس بتصنيف النجوم فهناك النوع العادي الذي يتراوح بين 500 ـ 600 والجيد الذي يباع بـ 900 ل.س والممتاز الذي يباع بـ 1200 ل.س.
وبالعموم فإن حركة بيع الحلويات باردة قياساً بمواسم سابقة.
أما بالنسبة لمادتي الجوز والفستق الحلبي اللتين تدخلان في صناعة الحلويات فقد شهدت أسعار المادتين ارتفاعاً كبيراً فالجوز البلدي بـ 700 ل.س والفستق الحلبي أيضاً بـ 700 ل.س.
وبالانتقال إلى مواد البناء فقد تواصل انخفاض أسعار الحديد ليتخطى عتبة الـ 45 ألف ليرة للطن الواحد.
أما الاسمنت فيباع الطن بين الـ 8500 إلى 8800 ل.س.
كما أن تجارة العقارات والمنازل لا يزال الجمود يميزها.. أو على الأقل انخفاض تداولها بشكل كبير لكن تجارة وبيع المحلات التجارية نشطت في الفترة الأخيرة كنوع من أنواع الاستثمار.
أما مبيع الأراضي المعدة للبناء والزراعية لا تزال تجارتها تشهد تحسناً متواصلاً في كل المناطق..
أخيراً بيع غرام الذهب في السوق السورية يوم أمس بـ 1115 ل.س وصرف الدولار بـ 46.25 واليورو بـ 66ل.س.
المصدر: تشرين
إضافة تعليق جديد