تواصل العنف والمحاكم تنفي صلتها بهجمات شمالي الصومال
تواصلت الهجمات المسلحة وأعمال العنف بمقديشو, في حين ينتظر الصوماليون تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار الذي وقع بجيبوتي في 26 من أكتوبر/تشرين الأول الجاري.
فقد شن مقاتلون من المحاكم الإسلامية هجوما على كل من المبنى السابق للائتمان (عيمسكا) الذي اتخذته القوات الحكومية مقرا عسكريا, ومصنع حولته القوات الإثيوبية إلى قاعدة عسكرية.
وأفاد شهود عيان أن المهاجمين استخدموا الصواريخ المحمولة على الأكتاف وصواريخ "آر بي جي" بشكل مكثف خلال الهجوم الذي استغرق أكثر من ساعة.
وقال أحد المهاجمين ويدعى محمد آدم كوفي "لقد تخطينا دفاعات العدو وعملائهم (في إشارة للقوات الحكومية والإثيوبية) وأجبرناهم على اللجوء للمبنى واستولى مقاتلونا على المنطقة المحيطة بالقاعدتين وشارع رئيسي".
وأوضح كوفي أن القتال نجم عنه قتلى في صفوف "جنود العدو", كما أصيب مسلحان بجروح.
من جهة أخرى قتل جنديان وأصيب آخر من القوات الحكومية عندما شن مسلحون هجوما عليهم عندما كانوا يجمعون أموالا "غير شرعية" من المواصلات العامة في حي طركينلي جنوبي مقديشو.
وفي مدينة بيدوا هاجم مسلحون مجهولون بقنبلة يدوية عددا من أفراد القوات الحكومية بأحد أسواق المدينة, مما أدى إلى إصابة خمسة مدنيين بجروح.
كما أفاد شهود عيان أن مسلحين مجهولين قتلا شخصين بمدينة أفقوي, كان أحدهما يتردد على حاجز للقوات الإثيوبية خارج المدينة.
وفي سياق آخر نفت المحاكم الإسلامية أي صلة لها بالتفجيرات التي حدثت في مدينتي هرغيسا وبوصاصو بشمال وشرق الصومال, والتي أسفرت عن مقتل نحو ثلاثين شخصا.
وقال المتحدث باسم المحاكم عبد الرحيم عيسى إن المحاكم "تعارض مهاجمة المدن والقرى التي تنعم بالاستقرار", مشيرا إلى أن مثل هذه الأعمال تعتبر "خارج المبادئ المؤسسة للمحاكم".
وكانت السلطات الأمنية في هرغيسا قد أفادت أن عدد الانتحاريين الذين شنوا الهجمات ستة.
وقال وزير الداخلية بحكومة ما يعرف بأرض الصومال عبد الله إسماعيل في مؤتمر صحفي إن منفذي الهجمات استأجروا ثلاثة منازل في أحياء سكنية متفرقة داخل هرغيسا حيث كانوا يدبرون للهجمات لمدة أربعة أيام.
وأوضح الوزير أن التحقيقات توصلت لهوية اثنين من منفذي الهجمات, وقال إنهما قدما من مقديشو.
وكانت وكالة رويترز قد ذكرت أن "حركة الشباب المجاهدين" بثت تسجيلا مصورا مدته 30 دقيقة يتضمن الوصية الأخيرة لمن يعتقد أنه أحد منفذي التفجيرات بشمال الصومال, ووصفته بأنه التاسع دون الإدلاء بمزيد من التفاصيل.
ويظهر في اللقطات مقاتل شاب يدعو المسلمين للدفاع عن الإسلام وطرد الأجانب بمن فيهم الاتحاد الأفريقي والإثيوبيين من الصومال. كما أشاد بزعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن ونائبه أيمن الظواهري والقيادي بالتنظيم أبو الليث الليبي.
وشوهدت شاحنة بيضاء صغيرة وهي تبتعد, وبعد ذلك بلحظات شوهد تسجيل مصور لوقوع انفجار.
وكانت الولايات المتحدة قد اتهمت تنظيم القاعدة بتنفيذ الهجمات وقالت إنه ينشط في الصومال.
مهدي علي أحمد
المصدر: الجزيرة نت
إضافة تعليق جديد