حركة الشباب تستولي على مدينة استراتيجية في الصومال

استولت حركة “الشباب” الإسلامية المعارضة ليل الخميس/الجمعة، على مدينة “جربهاري” حاضرة إقليم “جدو” جنوب غرب الصومال، وأشارت مصادر إلى أن مقاتلي الحركة تمركزوا في أطراف المدينة التي تحظى بموقع استراتيجي، وأجروا محادثات مع إدارتها وسلاطين القبائل، وجاء وصول الحركة إلى المدينة في إطار جهود لتوسيع نفوذها بعد سيطرتها على مدينة “بارديرا”.

وتزامن دخول الشباب إلى “جربهاري” مع نشوب خلافات بين إدارتها ومنظمة “إم.سي.آي” الإغاثية حول الخدمات الإنسانية، أدت إلى إغلاق مكاتب المنظمة، واعتبر مراقبون سقوط “جربهاري” ضربة للعقيد النائب بري هيرالي الذي يدرب ميليشياته لشن هجوم على مدينة “كسمايو” التي استولى عليها إسلاميون في أغسطس/آب الماضي، وأجبروا ميليشياته على مغادرتها.

وأصيب 5 مدنيين بجروح في انفجار وقع أمس، في سوق بمدينة “بيدوا” مقر البرلمان الصومالي المؤقت، وأشار شهود عيان إلى أن الهجوم الذي استخدمت فيه قنبلة يدوية استهدف عناصر من قوات الأمن، وجاء الحادث مع خطة أمنية جديدة كشف عنها نائب محافظ الإقليم شينو معلم نورو.

وفي مدينة “أفجوي” بإقليم شبيلي السفلى جنوب العاصمة اغتال مسلحون رجلا مختلا عقليا مشهورا في المدينة، كما لقيت سيدة حتفها بالنيران التي أطلقها المسلحون على الرجل الذي اتهم مرارا بأنه يتجسس لحساب قوات إثيوبية تتمركز في المدينة.

على صعيد سياسي، انتهت أول أمس الخميس، قمة عقدتها منظمة “إيقاد” في العاصمة الكينية نيروبي، وأصدرت القمة في بيانها الختامي قرارات تهدف إلى إيجاد مخرج من مسلسل العنف في الصومال، كان أهمها دعم اتفاقية جيبوتي للسلام، وإشراك المعارضة في الحكم، وتعهدت “إيقاد” بتقديم دعم اقتصادي، وحثت الأمم المتحدة على تحمل مسؤولياتها تجاه الشعب الصومالي بتعزيز القوات الإفريقية أو نشر قوات دولية.

وقال رئيس الوزراء الصومالي إنه سيكون مستعدا للتنحي من أجل نجاح حكومة ائتلافية تضم المعارضة وأعضاء في الحكومة تم الاتفاق بشأنها في محادثات اقليمية مؤخرا.

وأضاف نور حسن حسين للصحافيين في العاصمة الكينية نيروبي انه إذا طالبت المعارضة بمنصب رئيس الوزراء فانه سيعتزم التنحي إذا كان ذلك سيساعد على إنهاء الأزمة، وتابع “منصب رئيس الوزراء ليست له قيمة كبيرة بالنسبة لي عند البحث عن التصدي (لمشكلة) الصومال، وعليه فلا شك ولا داعي للقلق عندئذ بشأن أنني سأكون مستعدا للتنحي من أجل مصلحة البلاد”.

وكان حسين وعد بتشكيل حكومة جديدة خلال أسبوعين كما يطالب قادة دول شرق إفريقيا، في محاولة للخروج من المأزق السياسي، وقال “سنشكل حكومة من الآن وحتى 15 يوما، لكن من دون أن تضم الوزراء الذين استقالوا أخيرا من حكومتي، وهذا يتطابق مع تعليمات “ايقاد”، وأكد أن “دستورا (صوماليا) جديدا سيتم وضعه قريبا وسيطرح على استفتاء”.

من جهته، دان مجلس الأمن الدولي موجة العمليات الانتحارية التي استهدفت أبنية استراتيجية ومكاتب للأمم المتحدة أوقعت ما لا يقل عن 30 قتيلا في منطقتين شمال الصومال، وتبنى المجلس بيانا غير ملزم صاغته بريطانيا أشار إلى ضرورة “إحالة منفذي ومنظمي وممولي هذه الأعمال الإرهابية إلى القضاء وحث الدول على التعاون”.

على صعيد القرصنة والجهود لمجابهتها، قال مدير مكتب النقل البحري الدولي ومقره لندن الكابتن بوتنجال موكوندان إن السفن التي يستخدمها القراصنة قواعد تنطلق منها هجماتهم تحتاج “تحركا وقائيا لمكافحة السفن الأم قبل أن ينفذ القراصنة عملية خطف”، وأضاف “مواقع السفن الأم معروفة جيدا، والمطلوب أن تتجه القوات البحرية إلى اعتراضها والاستيلاء على أي أسلحة على متنها”.

من جهته، قال وزير الدفاع الهندي أيه.كيه.انتوني إن بلاده تعكف على وضع سياسة للتعاون مع القوات البحرية بدول أخرى لمواجهة التهديد المتزايد للقرصنة البحرية.

ونقلت وكالة برس ترست أوف إنديا للأنباء عن وزير الدفاع الهندي قوله “لا يمكننا السماح باستمرار هذا الوضع”، وأضاف “يتعين أن يكون هناك حل، لا بد أن نضع نهاية للقرصنة”.

من جهته، قال قائد الأسطول الهندي الأدميرال سوريش ميهتا إن بلاده تقوم بالتنسيق مع أساطيل الدول المعنية، وأضاف “يتعين على جميع الأساطيل الراغبة في التصدي للقراصنة العمل معا”.

المصدر: وكالات