يوم رابع من المواجهات في اليونان والحكومة تتعهد بمعاقبة المسؤولين
اشتدت المواجهات بين الشرطة اليونانية والآلاف من الشبان الغاضبين في العاصمة آثنيا ومدن أخرى الثلاثاء، بالتزامن مع انتهاء مراسم دفن شاب كانت عملية إطلاق النار عليه من قبل الشرطة الشرارة التي أشعلت عمليات الشغب المستمرة منذ أيام، والتي تدعمها أحزاب يسارية وفوضوية.
وتواجهت قوات مكافحة الشغب مع المتظاهرين قرب البرلمان، بعدما زحف قرابة عشرة آلاف شخص إلى الموقع للتعبير عن تنديدهم بالحادث، في حين أشارت مصادر إلى أن خلف الأحداث مجموعة من العوامل المتصلة بقضايا سياسية واقتصادية، إلى جانب البطالة والشكاوى حول الفساد الرسمي، في حين تعهدت الحكومة بمعاقبة المسؤولين عن الشغب.
ورأى خبراء في الشأن اليوناني أن المواجهات المستمرة لليوم الرابع على التوالي تُظهر التراجع الكبير في شعبية الحزب الحاكم، وقد حاول رئيس الحكومة، كوستاس كراماناليس، امتصاص النقمة العارمة عبر اجتماع عقده مع الرئيس كارولوس بابولياس، خرج بعده ليلتقي مع قادة التيارات السياسية في البلاد لمناقشة الوضع الأمني.
وشوهدت محال محطمة في شوارع كاملة من أثينا، وخاصة في وسط المدينة، وقرب الحي الذي وقع فيه حادث إطلاق النار على الشاب الجمعة.
وتعهّد كراماناليس بمعاقبة المتسببين بالأحداث، وقال للصحفيين: "لقد أكدت للرئيس أنه لن يكون هناك تسامح في التعامل مع المتورطين.. لا يمكن لأحد أن يستغل هذه الحادثة المؤسفة ذريعة لأعمال عنف."
وقالت مصادر الشرطة اليونانية أن المواجهات المندلعة الثلاثاء أسفرت حتى الساعة عن جرح 12 شرطياً، واعتقال 87 من المحتجين بعد صدامات في عشر مواقع بالعاصمة.
وقد لجأ العديد من مثيري الشغب في جامعات البلاد، مستفيدين من عرف يعود لعقود، يحظر دخول الشرطة إلى الحرم الجامعي، علماً أن عميد الجامعة اليونانية قدّم استقالته احتجاجاً على أحداث الشغب التي قام بها الطلاب.
وكان عشرات الشبان من أصول يونانية قد قاموا باقتحام مقر قنصلية أثينا في العاصمة الألمانية، برلين، وسيطروا عليه الاثنين، رافعين شعارات تدين مقتل شاب على يد الشرطة اليونانية الجمعة، في تحوّل يشير إلى امتداد موجة الاحتجاجات المستمرة منذ أيام إلى خارج حدود البلاد.
وأحكم الشبان، الذين ينتمون بمعظمهم إلى تنظيمات فوضوية، قبضتهم على مبنى القنصلية، المنفصلة عن السفارة، منذ ساعات الصباح، وفقاً لما أكده بانتيليس بانتيلوريس، الناطق باسم السفارة اليونانية في برلين، والذي قال إن المعتصمين دخلوا غداة فتح الأبواب لبدء الدوام الصباحي، حيث قدموا رسالة احتجاج على مقتل الشاب.
يذكر أن الشرطة اليونانية أصدرت بياناً قالت فيه إنها أوقفت العنصر المسؤول عن إطلاق النار بتهمة "القتل عن سابق إصرار" كما أوقفت زميلاً له بتهم جنائية.
المصدر: CNN
إضافة تعليق جديد