محمد اعتقل لقراءته مقالا ساخرا عن صناعة القنبلة النووية

تحت عنوان "كيف أدت أمي إلى اعتقال شخص بغوانتانامو" كتبت روزا بروكس بصحيفة لوس أنجلوس تايمز تقول إن مقالا ساخرا كتبته والدتها قبل 30 عاما حول كيفية صناعة قنبلة ذرية في البيت هو أحد الأسباب الأساسية لاعتقال الإثيوبي المقيم ببريطانيا بنيام محمد.

"أمي إرهابية! هذا على الأقل ما يبدو أن عددا من المحققين الأميركيين يتوهمون" بهذه الفقرة بدأت بروكس مقالها.

وأضافت أن أمها بربارا أيرنريش كتبت مع كاتبين آخرين مقالا ساخرا حول هذه القضية نشرته مجلة "سفن ديز" يستطرد بصورة فكاهية كيفية صناعة قنبلة نووية داخل البيت.

وينصح المقال مثلا من يريدون تخصيب اليورانيوم قائلا "اصنع جهاز طرد مركزي بسيط بالبيت، املأ ربع سطل من فلوريد اليورانيوم السائل، اربط حبلا بطول ستة أقدام بمقبض السطل, ثم اجعل السطل يدور حول رأسك بأعلى سرعة ممكنة, استمر على تلك الحال لمدة 45 دقيقة".

وتعليقا على ذلك قالت بروكس بتهكم "ومن حسن الحظ أن الإيرانيين لم يكتشفوا التقنيات التي وردت في هذه الوصفة", مضيفة "لا تستهزئوا من هذا إن قرأتموه... وصدقوني إن تعرضتم للتعذيب فستقبلون بالاعتراف بأي شيء".

وقالت بروكس إن من يشكك في هذا ما عليه إلا أن يسأل الإثيوبي المقيم ببريطانيا بنيام محمد الذي أطلق من معتقل غوانتانامو هذا الشهر.

محامو محمد يعتقدون أنه اتهم بالإرهاب لأنه اعترف بأنه قرأ ذلك المقال, مؤكدين أن ذلك الاعتراف اعتبر دليلا حاسما ضد موكلهم.

بعدها أصبح هذا "الاعتراف" ينقل من محقق إلى آخر في المعتقلات التي مر بها إلى أن وصل السلطات الأميركية التي عدته جزءا من مؤامرة نووية خطيرة ضد الولايات المتحدة.

واستطردت بروكس في سرد قصة محمد قبل أن تقول إنه لمن المقلق والمربك أن تشتهر أميركا على أنها أمة تعذب المعتقلين, كما أن عواقب هذه المسألة بالنسبة للسلطات التي سمحت بالتعذيب ستكون أسوأ, لو ظهرت للملأ, من مجرد الإرباك والقلق.

وختمت بالقول إن المشكلة الحقيقية التي كشفتها قصة محمد هي أن مسؤولي الاستخبارات الأميركيين لا يستطيعون التمييز بين تهديد العقول المدبرة الإرهابية الخطيرة وشاب تعس كان قد قرأ مرة مقالا ساخرا حول كيفية صناعة الأسلحة النووية.

المصدر: الجزيرة