«جنـون» رجـل يحـوّل قرية كوبية إلى تحفة فنية
«لعلني مخبول.. لكنني سأواصل»، هذا ما يقوله الفنان الكوبي خوسيه فاستر كلما نظر من شباك منزله، وهو أيضاً محترفه، إلى البيوت المجاورة، التي زيّنها بمكعبات من السيراميك الملون، جاعلاً من شارعين في قريته جايمانيتاس المتواضعة في ضواحي هافانا، «تحفة فنية عامة».
من شاهد رسوم فاستر (62 عاماً) التي تزين الجدران والمنازل، بما في ذلك منزله، يعلم لماذا يحمل الفنان لقب «بيكاسو الكوبي». ليس «الفن التكعيبي» وحده ما يميز هذه اللوحات، فهي أيضاً مستوحاة من بيئتها. إذ تفيض بالألوان، وتكثر فيها رســوم أوراق النخــيل والطيور، أكثرها الطاووس، والحــيوانات، أكثرها التمساح والحصان، لأن هذه الكائــنات «أيقـونات كوبية».
أمام منزله، صــنع الفنان ما يشبه المنتزه المزين بالقرميد، مخـصص للعب الشطرنج. وراءه نصب منحوتة طولــها ثمانية أمتار، صُقلت خصيصاً لتكريم «الأبطال الخمسة»، المتهمين بالتجسس على الولايات المتحدة لمصلحة كوبا.
مشروع جايمـانيتاس، لا يزال بعد 14 عاماً من إطلاقه «في بدايتـه» يقــول فاســتر، الذي «يعتز في استثمار الكثــير من أمواله في قريته»، لأنــها هــي ما جعــلته يجــني «ثروته» في بلاد يبلغ مسـتوى الدخــل الفــردي فيه 20 دولاراً شهرياً، وذلك عملاً بالمبادئ «الكوبانيســمية»، وهي بحسب فاستر خليط من الاشتــراكية والشيوعية، التي «تحترم العدالة».
المصدر: رويترز
إضافة تعليق جديد