مقتل طفلة وإصابة 16 مواطناً بحادث سير
تدهورت حافلة ركاب كبيرة وانقلبت وتحطمت داخل مشتل للأزهار على طريق (دمشق ـ الغوطة الشرقية) مساء الخميس الماضي، ما ادى لمقتل الطفلة (سماح) وعمرها 3 سنوات نتيجة انقطاع رأسها كما اصيب 16 شخصا آخرون على الاقل من اقربائها بجروح وكسور ورضوض.
ففي الساعة 30،8 مساء الخميس الماضي وبينما كانت مجموعة من العائلات من ذوي القربى تستقل حافلة ركاب «محلية الصنع» في طريق عودتهم من النزهة على طريق (الغوطة الشرقية ـ دمشق) بعد مفرق المليحة بحوالي 1كم باتجاه العاصمة كان موعدهم مع الموت، وقال السيد احمد رضية وهو شاهد عيان: (تفاجأ سائق الحافلة المسرع بالجزيرة المنصفة تظهر امامه فجأة دون وجود لوحات تحذيرية عاكسة!!.. فانحرف يمينا ما ادى لانكسار محور العجلة الخلفية اليسرى وطارت العجلات، فتهاوت الحافلة ذات اليمين وذات الشمال واصطدمت بالجزيرة المنصفة، ثم انقلبت يمين الطريق واستقرت داخل مشتل للأزهار فأصيب معظم الركاب وماتت الطفلة سماح بعدما خرج رأسها من النافذة فانقطع وعثر عليه أسفل الحافلة).
السيد عبد الحكيم بويضاني صاحب المشتل قال: (اثناء قامي بالعمل مساء هالني صوت اصطدام مخيف ثم غطت المكان سحابة من الغبار وعلت صيحات صراخ نساء واطفال يستغيثون ويبكون قادمة من حافلة مقلوبة حطمت سور مشتلنا فكسرت الزجاج الامامي وبدأت مع المواطنين باخراجهم منها).
ونظرا لعدم وجود نقاط (لاسعاف الريف) بالغوطة حتى اليوم!! تم نقل 7 مصابين «بميكروباص» عابر لمشفى الصفا بالمليحة، ثم هرعت للمكان سيارات الاسعاف من وسط دمشق ومن مشفى دوما البعيد، ونقلوا بقية المصابين والطفلة الميتة لمشافي حرستا ودوما، كما تم طلب زمرة الانقاذ من فوج اطفاء محافظة دمشق لاستخراج بقايا جثة الطفلة اسفل الحافلة المقلوبة، وتم طلب سيارة الانارة من المديرية العامة للدفاع المدني، حيث يغط مكان الحادث على طريق الغوطة بالظلام الدامس ولوحظ مغادرتهم المكان قبل ازالة الركام وفتح الطريق ما عرقل مهام الشرطة.
السيد عدنان حمود وعدد كبير من المواطنين التقيناهم في مكان الحادث قالوا لتشرين: (هذا طريق حيوي ورئيسي لعدد كبير من القرى والبلدات بريف دمشق ولكنه مهمل جدا، ويفتقد الانارة ليلا، ما ادى لعشرات حوادث الدهس المميتة للمشاة والتدهور للمركبات كما ترون) السيد العقيد مدير ناحية المليحة الذي أشرف على اعمال التحقيق بمكان الحادث اكد انه تم رفع عدد من الكتب للمحافظة لتأمين انارة الطريق دون جدوى.
ولاحظنا ان هذا المحور يفتقد عوامل السلامة الطرقية وفي مقدمتها:
1 ـ غياب اللوحات العاكسة «الوجيهية والتحذيرية» بأنواعها وخصوصا عند رؤوس الجزر والمنصفات والتقاطعات دون ان تكلف الجهات المعنية بالطرق وفرع المرور بمحافظة ريف دمشق نفسها عناء تدارك هذه الكوارث المؤلمة، عبر اجراءات بسيطة.
2 ـ يفتقد الطريق «للمطلبات المرورية الملونة» مع المسامير العاكسة، قبل التقاطعات الرئيسية والمفارق المهمة والخطرة، وهي ضرورية جدا لاجبار السائقين المسرعين على تخفيف السرعة، تفاديا لوقوع الحوادث.
3 ـ غياب «رادارات» ضبط السرعة وقلة «المفارز المرورية» ما ينمي الفوضى، وخصوصا من قبل بعض سائقي «الميكروباصات» ورواد الملاهي الليلية هناك، حيث السرعات الهائلة والتجاوزات الجنونية ليلا!!
وبدورنا نتوجه للجهات المعنية في وزارتي (الداخلية والادارة المحلية) آملين دراسة واقع واحتياجات هذه الطرق المهمة من (رادارات وشاخصات ومطبات مرورية وسواها..) لتأمين المزيد من السلامة على الطرق المحلية.
محمد الكسم
المصدر: تشرين
إضافة تعليق جديد