تغييرات سورية واسعة بالسلك الدبلوماسي
تشهد المؤسسة الدبلوماسية السورية تعيينات جديدة لعدد من السفراء الجدد في أكثر من عاصمة عربية وأجنبية، في وقت ترتفع فيه الأسهم السياسية السورية إقليمياً ودولياً، وتتحضر فيه دمشق لمرحلة جديدة من العمل السياسي مع قدوم الإدارة الأمريكية الجديدة والانفتاح الذي أبدته تجاهها، إضافة إلى التقارب الأوروبي ـ السوري الذي عاد للواجهة في الأشهر الأخيرة.
وفي هذا السياق، قالت مصادر سورية رفيعة المستوى أنه تمت تسمية د. نضال قبلان مدير عام القناة الفضائية السورية سفيراً في تركيا التي تبدو علاقتها بدمشق أقوى من أي وقت مضى، فيما تم تعيين وزير الإعلام السوري السابق د. مهدي دخل الله سفيراً في الكويت، وسُمي مدير مراسم رئاسة مجلس الوزراء السوري رياض نوفل سفيراً في فنزويلا. ولمحت المصادر ذاتها ـ دون أن تؤكد الأمر ـ إلى اسم الإعلامية سميرة المسالمة التي تشغل حالياً منصب رئيسة تحرير جريدة 'تشرين' الحكومية لتكون سفيرة في إحدى العواصم.
أوروبياً، قالت مصادر أن الأكاديمي د. نبيل اللو الذي شغل حتى فترة قريبة منصب مدير عام دار الأوبرا السورية كان من المفترض تعيينه سفيراً في إيطاليا بحكم اختصاصه ولغته، لكنه على الأغلب سيكون سفيراً في إسبانيا أو في دولة أوروبية 'عظمى'، ليُسمى خليل الجواد سفيراً في إيطاليا، وخليل الجواد هو زوج السيدة بثينة شعبان المستشارة السياسية والإعلامية للرئيس بشار الأسد، وشغل سابقاً ولفترة طويلة منصب المدير العام لإحدى المؤسسات الاقتصادية السورية الكبرى، وتعول سورية على دور إيطالي فاعل في الفترة المقبلة متزامن مع تطور ملحوظ في العلاقات السورية ـ الإيطالية. وكان قد تم تعيين اللواء بهجت سليمان سفيراً لسورية في الأردن، وكان سليمان يرأس سابقاً فرع الأمن الداخلي في سورية، فيما كان نظيره الأردني بدمشق يرأس جهاز الاستخبارات الأردنية. وقالت المصادر أن هناك علاقات طيبة جداً تربط اللواء (السفير) بهجت سليمان بعائلة 'الذهبي' الأردنية وهي ذاتها عائلة رئيس الوزراء الأردني نادر الذهبي، وأن هذه العلاقة ستنعكس إيجاباً في العلاقات الطيبة أصلاً بين دمشق وعمّان. ويبدو أن ثمة عرفا دبلوماسيا بن سورية والأردن، بحيث يسمي كل طرف سفيره لدى الطرف الآخر من خلفية أمنية، وذلك لخصوصية العلاقة بين البلدين الجارين وحيث أنهما من بلدان الطوق والمواجهة.
وما تزال عدة سفارات سورية شاغرة من سفيرها كالسفارة السورية في قطر مثلاً. ويرى المراقبون للمؤسسة الدبلوماسية السورية أن بقاء كثير من الدبلوماسيين على رأس مهامهم لفترة تتجاوز الأربع سنوات، يأتي غالباً من نجاحهم السياسي الذي ينعكس إيجاباً على العلاقات بين سورية والدول التي يقيم فيها هؤلاء الدبلوماسيون.
كما يبدو ومن خلال أسماء أغلب السفراء والقائمين بالأعمال السوريين فإن حصة وزارة الخارجية تبدو أقل من بقية الوزارات في هذا المجال، وتبدو الخلفية الإعلامية هي الغالبة لكثير من السفراء. وللتذكير هنا فإن السفير السوري الجديد في الصين خلف الجراد والذي تم تعيينه مؤخراً كان مديراً عاماً لمؤسسة الوحدة للصحافة والنشر، وكذلك السفير السوري في لبنان علي عبد الكريم علي هو إعلامي أيضاً وعمل مديراً للتلفزيون السوري، ثم مديرا عاماً لوكالة الأنباء (سانا) وكان سفيراً في الكويت.
كامل صقر
المصدر: القدس العربي
إضافة تعليق جديد