إسرائيل تستعد للمناورة الكبرى: اختتـام أوسـع تدريبات جويـة
أعلن الجيش الإسرائيلي مساء أمس انتهاء أوسع مناورات جوية في تاريخه شاركت فيها كل أسراب الطائرات ومنظومات الدفاع الجوي واستمرت أربعة أيام. وبحسب المراسلين العسكريين فإن المناورات تعاملت مع كل السيناريوهات المحتملة من حرب في الشمال ضد حزب الله وسوريا وحرب في الجنوب ضد حماس وحتى حرب ضد إيران. ورغم أن الإسرائيليين لا يشيرون إلى تدربهم على حرب محتملة ضد دول عربية تقيم معهم علاقات سلام إلا أن التدريبات لا تقفز عن المخاطر في هذه الدول التي يعتبرونها «غير راسخة الاستقرار». ويضيع الغموض في هذه النقطة عند الحديث عن أن الجيش الإسرائيلي تدرب على حرب في كل الجبهات وعلى مهاجمة أهداف معادية قريبة وبعيدة.
وقامت فرضية المناورة هذه على سيناريو تعرض إسرائيل لكل أنواع الصواريخ القصيرة والمتوسطة والبعيدة المدى. وكان أحد أبرز الأهداف ليس فقط تدريب الطيارين وإنما التنسيق بين أسراب الهجوم وطائرات التصدي ومنظومة الدفاع الجوي وكذلك منظومة صواريخ أرض ـ أرض بعيدة المدى. وشاركت في المناورة كل أنواع الطائرات الحربية، النقل، والحرب الإلكترونية.
ومع ذلك فإن المراســل العسكري للقناة العاشرة في التلفزيون الإسرائيلي أشار إلى أن المناورات لم تشهد تدربا على غارات جوية بعيدة المدى لأن سلاح الجو كان قد أجرى مناورة كهذه في الشهر الماضي. وأذيع في حينه أن الطائرات الحربية الإسرائيلية وصلت فوق البحر المتوسط إلى الحدود الأسبانية في إشارة إلى مسافة مساوية للمسافة عن إيران.
وتأتي أهمية المناورة الجوية في أنها تعقب مناورات برية واسعة وتسبق المناورة الأكبر التي ستجري بين الحادي والثلاثين من أيار والرابع من حزيران في الجبهة الداخلية. وتعتبر هذه المناورة الأوسع في تاريخ إسرائيل لشمولها كل السكان وجميع منظومات العمل المدني في حالات الطوارئ. ومن المقرر أن تشهد إطلاق صافرات الإنذار في جميع المناطق ومطالبة السكان بالنزول إلى الملاجئ أو البقاء في الغرف الآمنة.
ومن المعروف أن المناورة الكبرى للجبهة الداخلية ستعالج سيناريوهات عدة بينها تعرض مصانع ومستشفيات ومقرات حكومية ومدارس للقصف الصاروخي وسقوط عدد كبير من الضحايا. وكما أعلن فإن كل السلطات المحلية والحكومية ستشارك في المناورات.
وتستند سيناريوهات المناورة أساسا على الدروس المستخلصة من حرب لبنان الثانية.
ومعلوم أن المناورة ستبدأ باجتماع للحكومة الإسرائيلية يوم الأحد الحادي والثلاثين من أيار تعلن فيه «رمزيا» تعرض إسرائيل لحرب شاملة. وتبلغ المناورة ذروتها يوم الثلاثاء بإطلاق صافرات الإنذار في جميع أرجاء إسرائيل ومطالبة السكان بالنزول للملاجئ أو البقاء في الغرف الآمنة بسبب «تعرض» الدولة لهجمات صاروخية من جميع الاتجاهات.
حلمي موسى
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد