أوباما يخاطب الروس:الدرع الصاروخية مقابل البرنامج النووي الإيراني
على غرار ما فعل مع العالم الاسلامي الذي خاطبه من اسطنبول والقاهرة، توجه الرئيس الأميركي باراك أوباما، الى الروس من موسكو، أمس، بخطاب سعى فيه الى إزالة الانقسامات مع روسيا الناجمة عن حقبة الحرب الباردة بين البلدين، لكن الجمهور الروسي بدا غير مبال، باستثناء تلك النخبة التي تحدث اليها مباشرة عن عالم أكثر أمناً من خلال توطيد العلاقات بين الدولتين حيال خمس نقاط رئيسية: الاقتصاد، وتقدم حقوق الإنسان، ووقف انتشار أسلحة الدمار الشامل، ومواجهة التشدد، وتعزيز التعاون من دون زعزعة سيادة الدول.
والتزم أوباما، في خطابه خلال حفل تخريج طلبة من كلية الاقتصاد الجديدة، الذين يشكلون النخبة الروسية المقبلة، في موسكو، الحرص في تعليقاته حتى لا ينتقد زعامة الكرملين بشكل مباشر، معتبراً أن الولايات المتحدة لا تسعى لفرض أي نظام حكومي على دولة أخرى، لكنه شدد على وجوب احترام قواعد الديموقراطية. فيما كانت الحكومة الروسية تؤكد ان الاتفاق مع الجانب الاميركي على خفض الاسلحة النووية الى الثلث سيخضع لاعادة نظر اذا اصر الاميركيون على نشر الدرع الصاروخية.
وجلس طلبة الكلية في هدوء ولم يصفقوا إلا في نهاية كلمة اوباما التي استغرقت 31 دقيقة، والتي ألقاها متأخراً عن موعدها، لأن لقاءه مع رئيس الوزراء فلاديمير بوتين تجاوز الموعد المحدد له، كما أن القنوات الحكومية للتلفزيون الروسي لم تنقل خطابه على الهواء مباشرة، واكتفت ببثه قناة إخبارية مدفوعة الأجر لا تحظى بقدر كبير من المشاهدة.
وعرض اوباما في خطابه حول العلاقات الأميركية الروسية رؤيته للمستقبل أمام من يمثلون «الجيل الأخير الذي ولد يوم كان العالم منقسماً»، معرباً عن «احترامه العميق لإرث روسيا العريق». وقال «دعوني أكن واضحاً: أميركا تريد روسيا قوية مسالمة ومزدهرة».
واعتبر اوباما أن العودة بالعلاقات بين واشنطن وموسكو إلى نقطة الصفر «لن تكون أمراً سهلاً»، مشيراً إلى أن «بناء شراكة دائمة بين خصوم سابقين وتغيير عادات متجذرة في حكوماتنا طوال عقود لن يكون سهلاً». وتابع «لقد ولى الزمن الذي كانت فيه الإمبراطوريات تريد التحكم في الدول ذات السيادة مثل بيادق في لعبة شطرنج».
وإذ عرض العديد من القضايا التي تمثل مصالح مشتركة، من التصدي لانتشار الأسلحة النووية والتشدد إلى البيئة، دعا اوباما روسيا إلى الانضمام للجهود الأميركية لوقف انتشار الأسلحة النووية. وقال إن «أميركا تنوي التصدي لانتشار الأسلحة النووية والحؤول دون استخدامها». وأضاف «هذه مسؤوليتنا، نحن الذين نشكل اكبر قوتين نوويتين عالميتين». وتابع «لن تربح أميركا ولا روسيا شيئاً من سباق على التسلح في شرق آسيا والشرق الأوسط. لذا، علينا أن نوحّد جهودنا لمنع كوريا الشمالية من أن تصبح قوة نووية ولمنع إيران من امتلاك السلاح النووي».
وأوضح «إذا أزيل الخطر من برنامج إيران النووي والصاروخي ستزول القوة الدافعة وراء (نظام) الدفاع الصاروخي في أوروبا».
وأكد أوباما أن «كل هذه التحديات تستدعي شراكة عالمية، وهذه الشراكة ستكون أقوى إذا احتلت روسيا موقع القوة الكبرى التي ينبغي أن تكونها».
وأشاد أوباما ببوتين عندما اجتمع الزعيمان للمرة الأولى في مقر إقامة رئيس الحكومة في نوفو اوغاريفو في ضاحية موسكو. وقال «أنا أدرك ليس فقط العمل غير المعتاد الذي قمت به بالنيابة عن الشعب الروسي خلال دورك السابق كرئيس وأيضا من خلال دورك الحالي كرئيس للوزراء».
ورد بوتين «نحن نربط آمالنا في تطوير علاقاتنا باسمك». وقال إن «تاريخ العلاقات الروسية ـ الأميركية شهد تقلبات. كانت هناك سنوات ازدهار مطلق كما كانت هناك سنوات جمود أو حتى تجاذب».
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد