قطعة تبديل مفقودة تؤدي إلى شلل مطار دير الزور
لم يعد مطار دير الزور قادراً على استقبال أغلبية الرحلات القادمة إلى دير الزور في الوقت الذي يؤجل موعد انطلاق بعضها الآخر بسبب العواصف الغبارية التي اتسمت بها محافظة دير الزور خلال أغلبية أيام هذا العام، والحديث هنا لا يتركز على الرحلات المغادرة فهذه (فنياً) قادرة على المغادرة، إلا أن القضية متعلقة فعلياً بالرحلات القادمة والتي يتم تغيير مسارها بين الحين والآخر بسبب عدم القدرة على الهبوط.
للوهلة الأولى نعلّق على الغبار مبررات التأخر في وصول الرحلات أو تغيير مسارها، ولعل الرحلة القادمة من الكويت بتاريخ 1/8 خير دليل على ذلك، حيث تم تغيير مسار الطائرة بعدما حامت في سماء المحافظة لتتجه إلى العاصمة دمشق وعلى متنها 160 راكباً، حيث طلب منهم في مطار دمشق الدولي مغادرة الطائرة على اعتبار انتهاء الرحلة، إلا أن الركاب أصروا على أن وجهتهم إلى محافظة دير الزور وليس دمشق، ما جعلهم ينتظرون أكثر من ساعتين إلى حين هدوء العاصفة التي لا يمكن وصفها بالعاصفة في ذاك اليوم فالجو في دير الزور كان سديمياً خفيفاً، وتقرر في النهاية استمرار الطائرة برحلتها متجهة إلى محافظة دير الزور بعدما أُرهق من ينتظر سواء في مطار دير الزور، أو أولئك الذين اضطروا للقبول بتغيير رحلتهم القادمة من الكويت وانتظار فرج الإقلاع من جديد.
حال هذه الرحلة كحال رحلات كثيرة غيرها تم تأجيل موعد وصولها لذات الأسباب، ويبدو لنا أن عوامل أخرى تقف وراء هذه الحكاية المتكررة التي لم تعد تتناسب مع مطار دير الزور المدني الذي تمت تهيئته لاستقبال الطائرات الصغيرة والمتوسطة، وسط تصريحات رنانة من قبل ادارة الطيران المدني بقرب أعمال التوسعة واستكمال عقود إنارة المدرج والمهبط وإحداث أو توسيع صالة المسافرين بحكم ضيقها، ونذكّر هنا بما ورد في تقرير اللجنة التي تم تشكيلها بغرض دراسة ووضع أسباب ظاهرة العجاج في المنطقة بأن المحافظة شهدت 280 يوماً مغبراً عام 2008 والرقم في ازدياد هذا العام، وفيما لو تم تأجيل كل الرحلات المرتبطة بحالة الجو فهذا يعني أن المطار لن يتمكن من تقديم خدماته لأكثر من80 يوماً في السنة، وهنا يكمن السؤال: ألا توجد حلول بديلة، ومن يتحمل قرار تخفيض عدد الرحلات إلى هذا الحد الكبير..!؟
تقول إدارة مطار دير الزور المدني في كتابها رقم 244/ص الموجه إلى إدارة مديرية الاتصال والمعلوماتية (عن طريق المدير العام): إن بعض الطائرات يضطر للدوران فوق المطار لأكثر من مرة سعياً لمعرفة الطيار لمسار الهبوط، وتضطر رحلات أخرى للعودة إلى العاصمة، ما يعني أن الرحلة (ملغاة) من مطار دير الزور، مشيرة إلى وجود جهاز ILS في المطار يساعد الطيارين على الهبوط الآلي إلا أن حاجة هذا الجهاز لكرت DME جعلته غير قادر على تفعيل الهبوط الآلي، مؤكدة حاجة المطار الملحة لهذه القطعة التي يعود إليها السبب الرئيسي في خلل هبوط الرحلات الجوية القادمة إلى المحافظة.
وفي كتاب آخر تؤكد إدارة مطار دير الزور تأجيل الكثير من الرحلات الدولية القادمة إلى دير الزور (الكويتية) أو رحلات الطيران السورية، آملة إما أن يتم تفعيل دور جهاز الهبوط الآلي القادر على تجاوز الأوضاع المناخية السيئة، أو تغيير نظام الإدارة الملاحية من (2cat) بدلاً من نظام (simple APCH) حيث يمكن التحكم بالإنارة عن طريق برج المراقبة بدلاً من مركز التحويل الذي يبعد عن البرج 200 متر..!؟.
مسؤول في مطار دير الزور أكد من خلال اتصال خاص بـ«الوطن» أن القضية لا تنحصر بقطعة واحدة خاصة بالكرت موضوع الخلل، ومن الدقة القول إنها قطع تبديلية خاصة بالإنارة الملاحية والمرشد الملاحي، وأكد المصدر عدم معرفته بأسعار هذه القطع ولكن أسعارها ليست كبيرة، وإن القرار في تأمينها يعود إلى الإدارة العامة التي لم توفر القطع المطلوبة لغاية تاريخه لأسباب يجهلها، وإن دور المطار ينحصر في المطالبة ويعود للإدارة فقط حق شرح أسباب عدم تأمينها مشيراً إلى احتمالية عجز الوزارة أو الإدارة عن ذلك.
ويبدو من خلال الوثائق التي وصلتنا أن كتباً كثيرة أصدرتها إدارة المطار لوضع إدارتها العامة بأسباب الخلل، والحلول متوافرة فنياً، ويعود تاريخ بعض هذه الكتب إلى الشهر الرابع من هذا العام، وآخرها ما تم إصداره في الشهر الفائت، ما يعني إهمال هذه الطلبات التي تتعلق بجاهزية المطار أولاً، وبالسمعة الحسنة للمطار الذي يستقبل رحلات دولية يفترض أن نكون قادرين على فتح أبواب مدرجاتنا لها، والسؤال الأهم: هل يشجع حال المطار على الاستثمار شرقاً مع التذكير بتوجيهات الحكومة المتوالية إلى جذب الاستثمار إلى المنطقة.. فأين واقع هذا الحال من ذاك..!؟
وائل حميدي
المصدر: الوطن السورية
إضافة تعليق جديد