عملية وزيرستان والخلاف بين قيادة المخابرات وقيادة الجيش الباكستاني
الجمل: بدأت القوات المسلحة الباكستانية هجومها الرئيسي على مقاطعة وزيرستان الباكستانية الجنوبية وبحسب التغطيات الإخبارية والتقارير الصحفية فإن الهجوم قد بدأ بالأمس وليس من المعروف متى وكيف سينتهي.
* لماذا وزيرستان الجنوبية؟
تقول المعلومات والتسريبات أن الحكومة الباكستانية أصدرت رسمياً أمر الهجوم قبل وقت سابق وسلمته لقيادة الجيش الباكستاني في شهر حزيران 2009 بسبب الآتي:
• لفترة طويلة ظلت منطق وزيرستان الجنوبية تمثل معقلاً رئيسياً للحركات المسلحة الأصولية الإسلامية الباكستانية.
• تتميز وزيرستان بخصائصها المواتية للقيام بأنشطة المليشيات فهي جبلية وعرة يصعب على الجيوش النظامية اختراقها إضافة إلى تميزها بالسكان المحليين المتشددين إسلامياً وكذلك بسبب قربها من الحدود الأفغانية والإيرانية بما يتيح المزيد من هامش الحركة والمناورة العابرة للحدود للمسلحين وعناصر المليشيات.
هذا، وتقول التقارير أن آلاف من عناصر المليشيات الإسلامية الذين كانوا يقاتلون في منطقة وادي سوات انسحبوا إلى وزيرستان الجنوبية بعد نجاح القوات المسلحة الباكستانية بالقيام باستعادة سيطرة الحكومة الباكستانية على منطقة وادي سوات التي استطاعت المليشيات الإسلامية السيطرة عليها وإعلان تحويلها إمارة إسلامية.
إضافة لذلك أدى نجاح الغارات الجوية التي شنتها الطائرات الأمريكية لاغتيال زعيم طالبان الباكستانية بيت الله محسود وبعض قادة الحركات الإسلامية إلى إغراء القوات الباكستانية للقيام بتنفيذ اقتحام عسكري لوزيرستان وإعادتها لسيطرة الحكومة.
* سيناريو العمليات العسكرية: التطورات والوقائع:
تبلغ مساحة وزيرستان الجنوبية حوالي 6620 كلم مربع وتمثل قبائل الباشتون الأغلبية العظمى من سكانها الأمر الذي جعل من هذه المنطقة المعقل الرئيس لتمركز طالبان الباكستانية وطالبان الأفغانية إضافة لذلك يتمركز في المنطقة حوالي 1500 مسلح تابعين للحركة الإسلامية الأوزبكية التي يقاتل عناصرها بكثافة مع حركة طالبان الباكستانية والأفغانية. هناك اعتقاد بوجود زعيمي تنظيم القاعدة أسامة بن لادن وأيمن الظواهري في هذه المنطقة.
تقوم القوات الباكستانية بتنفيذ عملية اقتحام وزيرستان الجنوبية ضمن ثلاثة محاور بما يتيح لها تقسيم وزيرستان إلى ثلاثة قطاعات منفصلة في الخطوة الأولى ثم بعد ذلك القيام بتصفية كل واحد من هذه القطاعات كل على حدة.
العمليات العسكرية المتوقعة في وزيرستان لن تكون سهلة على الجيش الباكستاني لوجود أكثر من 40 حركة مسلحة هددت بشن عملياتها ضد الحكومة الباكستانية، من بينها حركة طالبان الباكستانية البنجابية التي تمثل الشق الثاني لحركة طالبان الباكستانية الباشتونية. ولتوضيح ذلك نشير إلى أن الشعب الباكستاني 35% منه باشتون يساندون طالبان الباشتونية، و45% بنجاب يساندون طالبان البنجابية، وقد ظلت طالبان البنجابية تتفادى الدخول في مواجهات مفتوحة مع السلطة الباكستانية وتركز على استهداف القوات الأمريكية ودعم طالبان الأفغانية، وحالياً إذا أصبحت طالبان البنجابية طرفاً رئيسياً في الصراع الحالي فإن معظم المناطق الباكستانية الأخرى ستشهد المزيد من عمليات العنف المسلح.
تقول بعض المعلومات أن عملية الاقتحام العسكري لمنطقة وزيرستان ظلت طوال الأشهر الماضية موضوع خلاف بين قيادة الجيش الباكستاني وقيادة المخابرات الباكستانية فقد عارضت الأخيرة تنفيذ العملية لأن سياسة المخابرات الباكستانية تركز على ضرورة الاحتفاظ بوجود الحركات المسلحة الإسلامية بما يتيح لباكستان استخدامها لاحقاً في الصراع الكشميري ضد الهند بما يتيح لباكستان تنفيذ مخططات تهدف إلى زعزعة استقرار الهند، وأكدت بعض التسريبات أن تنفيذ القوات الباكستانية لهذه العملية سيكون محدوداً بحيث يركز على إضعاف الحركات المسلحة الإسلامية وردعها من مغبة تنفيذ العمليات العسكرية ضد الحكومة الباكستانية وأضافت المعلومات أن الإدارة الأمريكية والحكومة الهندية قد مارستا ضغطاً مكثفاً خلال الشهر الماضي الأمر الذي لم تجد معه إسلام آباد سوى تنفيذ هذه العملية خاصة وأن الكونغرس الأمريكي أصدر قراره النهائي بتقديم مساعدة تبلغ 1.5 مليار دولار دون قيد أو شرط لباكستان!
الجمل: قسم الدراسات والترجمة
إضافة تعليق جديد