دخول السعودية ليس كالخروج منها: آلاف الأجانب ينتظرون ترحيلهم
تحت جسر الستين في مدينة جدة تجلس الفيليبينية لاريتا ديلاكروز الحامل في شهرها الخامس واضعة يدها فوق بطنها للفت النظر الى وضعها المأساوي، فهي تريد العودة الى بلدها لوضع مولودها الا ان جواز سفرها ليس معها كما انها لا تملك الاذن الرسمي اللازم لمغادرة المملكة السعودية.
وبعد ان عملت خادمة في السعودية طوال اربع سنوات، تعيش ديلاكروز منذ ثلاثة اشهر تحت هذا الجسر الضخم في قلب المدينة على امل ان تقوم الشرطة بتوقيفها، ما قد يؤمن لها الوثائق اللازمة للسفر، وكذلك تذكرة الطائرة. والى جانبها يعيش حوالى الف آسيوي آخر تحت جسر الستين منذ اشهر، بانتظار ترحيلهم ايضا لكن من دون جدوى حتى الآن.
وفي مكان قريب، يعيش مئات الافارقة الراغبين بدورهم في انتظار هذا الترحيل الثمين. وبعض هؤلاء هربوا من مستخدميهم بسبب سوء المعاملة او لعدم تلقيهم رواتبهم، وآخرون تخلى عنهم كفلاؤهم. كما ان عددا كبيرا من هؤلاء هم من الذين بقوا في السعودية بشكل غير شرعي بعد ان ادوا فريضة الحج.
وشأنهم شأن بقية الاجانب المقيمين في السعودية، احتجزت اوراق هؤلاء الثبوتية وجوازات سفرهم بعد وصولهم للعمل في السعودية. وقال اندرو اكسيونيس الذي يعمل منسقا لمنظمة «ميغرانتي» في جدة والتي تعنى بشؤون الوافدين الفيلبينيين «من يعمل هنا، تتم مصادرة جواز سفره تلقائيا من قبل رب العمل».
واضاف ان عدد الاجانب الذين يعيشون تحت الجسر يبدو في ازدياد اذ انه بات من الصعب على المقيمين بشكل غير شرعي الحصول على وظيفة. وتجد السلطات المحلية والممثليات الاجنبية صعوبات بالغة في التعامل مع هذا الوضع. ورسميا، يعيش في السعودية ستة ملايين اجنبي من اصل 25 مليون نسمة هم اجمالي عدد السكان.
الا ان تقديرات غير رسمية تشير الى وجود حوالى اربعة ملايين اجنبي اضافيين يقيمون بشكل غير قانوني. وبالنسبة لقسم كبير من هؤلاء، تبدو مغادرة المملكة اكثر صعوبة بكثير من الوصول اليها.
المصدر: أ ف ب
إضافة تعليق جديد