مهند قطيش في "شوية قلب" : بالحب نصنع السينما
الجمل - نضال قوشحة: لم يكن تحقيق فيلم روائي بروح السينما مجرد حلم عند مهند قطيش ، بل كان طموحا كبيرا عنده ودأبا عمره سنوات طوال .
أخيرا تحقق الأمر ونفذ مهند فيلمه شوية قلب الذي تعرض فيه لقصة حب إستثنائية تجمع بين فتاة هي ابنه رجل متنفذ في السلطة وبين شاب فنان . عاش العاشقان فيها قصة حب عاصفة ، لكن الوالد لم ترق له فكرة أن تحب ابنته شابا فقيرا ومن منشأ بسيط ، فيرفض العلاقة ويهدد الشاب بالعنف إن لم يبتعد عن الفتاة .
بالطبع ينشأ صراع داخل روح الشاب ، ما بين محبته للفتاة وخشيته عليها من الخطر ، حتى لو كان من والدها ، أخيرا وبموقف استثنائي يذهب الشاب لوالد الفتاة ليقول له أنه سيبتعد عن الفتاة ،
فيقول له : سأذهب بعيدا عن الفتاة ليس لأني أخاف منك ، بل لأنني أخاف عليها . وتنتهي قصة الحب .
إنها دعوة حارة وصادقة نحو مزيد من الحب ، مزيد من التمسك به في عالم بات فيه العنصر المادي هوالطاغي .
(شوية قلب) فيلم بني على الحب وعلى روح المغامرة ، مهند قطيش جازف وأنتج هذا المشروع على حسابه الشخصي ، فاقت تكلفة إنتاجه أضعاف ما كان متوقعا ، لكنه فعلها وأنتج العمل بمحبة ووقوف زملاء له إلى جانبه .
عن هذه التجربة الشفافة والجميلة التي أنتجت فيلما يحمل ملامح متفردة . كان هذا الحوار مع الفنان مهند قطيش .
• لماذا أنتجت هذا الفيلم وما الذي وجهك إليه ؟
** هو حلم قديم لي لم تمته سنوات العمر ، كان هدفي منذ زمن بعيد أن أعمل في الإخراج السينمائي ، ولكن عندما توجهت لدراسة الفن قاصدا هذا المنحى ، لم يسعفني الحظ بسبب عدم وجود هذا التخصص في سورية ، فدرست المسرح وبمجرد تخرجي عملت بالمسرح والتلفزيون وسرق الحلم مني لسنوات ، ولكن بعد فترة انقطاع عاد هذا الهاجس مجددا ورغبت أن أحققه هذه المرة ، فطلبت من الاستاذ هيثم حقي المساعدة ، فعملت مع ابنته ايناس في عمل تلفزيوني في طاقم الإخراج ثم التحقت بدورة تعليمية في أمريكا خاصة بالفن الإخراجي تخرجت منها ، وقد نفذت خلالها فيلمين لصالح هذه الدورة وكان الثالث شوية قلب الذي رغبت بتنفيذه في وطني سورية .
• عملت على فكرة هامة ومتفردة وتدخل بشكل شائك في نسيج القضايا الإجتماعية المعاصرة ، وهي علاقة السلطة بالفرد ، إلى أي درجة كان رهانك على هذه الفكرة ؟
** الرهان كان صعبا جدا ، كانت هنالك الكثير من الأفكار ، عندما بدأت بالكتابة توجهت إلى جعبة الأفكار فوجدتها كبيرة جدا ، كانت السلة وافرة بالأفكار ، استعنت بالبعض ليكتب ، لكننا اصدمنا باختلاف وجهات النظر . فقررت الكتابة لنفسي وهدفت لرواية قصة بسيطة ولكنها شائكة وهامة وبطريقة غير مباشرة . فكانت قصة الحب تلك ، ظاهرها كما قلت بسيط ، شاب يحب فتاة ويرفض والدها الفكرة ، لكن الأمور لم تقف عند هذا الحد ، ذلك أن موقع الوالد المهني مكنه من تهديد الشاب بضرورة ترك الفتاة وهذا ما حدث . ببساطة كانت هذه هي الفكرة أتيت بها وركبت عليها الأفكار المساعدة ممثلون إضاءة موقع تصوير الخ التي رجوت منها الوصول لهدفي .
• شوية قلب عنوان صادم ، هل هو دعوة للحب ؟
** النص واجه كثيرا من الانتقاد منذ البداية بسبب هذا الاسم ، نعم هي دعوة للحب النبيل بين الناس ، دعوا الناس تحب ، بعيدا عن أي مؤثر ، في أيامنا التي هي أقدم قليلا من الآن كان الحب على هذه الشاكلة ، عميقا كبيرا وصادقا ، إذا كان الآن يعرف بأشكال أخر ، فإن هذا خارج قناعاتي . أنا أفضل أن يكون الحب على الطريقة التقليدية ، عنيفا طاهرا ومقدسا .
• تعاملت في الفيلم مع سلوم حداد ممثلا ، حدثنا عن تفاصيل تجربتك معه ؟
** عندما بدأت العمل كان خياري أن ألعب مع الكبار ، الذي ينتمي سلوم حداد إليهم ، أتجهت إليهم فتجاوب البعض وأعتذر آخرون بسبب أمور مهنية بحتة . سلوم حداد كان متبنيا لمشروعي منذ الفكرة الأولى . جمعتنا فرصة عمل ، وهناك بدأت الفكرة تتبلور ، عندما كتبت الخطوط الأولى طلبت منه أن يقرأ فقال لي أنه واثق من امتلاكي لحد أدنى يجعله قابلا لأي عمل أقوم به . وفعلا دعمني سلوم حدا كثيرا وكان مثالا للتفاني في العمل ، أعطاني وقتا كبيرا ، أذكر مرة أنه كان يوم عمل معي وكا يفترض أن يصور معي ساعتين ، لكن عطلا في الكهرباء حدث ، عطلنا لمدة ثلاث ساعات فانتظر سلوم رغم زحمة الوقت واستضافنا ثم صورنا هاتين الساعتين.
أفتخر وأتشرف بعمل سلوم حداد معي في هذ ا العمل الذي لم يتقاض عليه أي أجر وقدم عمله دعما للمشروع . وهكذا فعل عدد من العاملين في الفيلم .
• من عمل في الفيلم بدون أجر ؟
** كل الممثلين وطاقم الإخراج مدير الإضاءة الموسيقي المونتيير وآخرون .
• هل أنت راض تجاه هؤلاء عن النتيجة التي وصلت إليها ؟
** كانت فرحتي غامرة عندما سمعت من الجميع عبارت الثناء ، جميع من عمل بالفيلم كان على رهان ويبدو أنني كسبت ، والدليل أنهم عازمون على العمل معي في فرصة قادمة .
• ظهر ممثلوك بشكل مختلف ، خاصة جرجس جبارة ، كيف تحقق ذلك ؟
** كنت حريصا منذ بداية العمل على أن يكون هنالك شكل تمثيلي جديد لكل الممثلين فتعاملت مع زملائي الفنانين بطريقة مختلفة ، شرحت ما أريد دفعة واحدة ثم تركت لهم طاقة العمل , جرجس جبارة ظهر فعلا بشكل جديد وجميل ، كان أداؤه رائعا كذلك كندة حنا التي صرحت مرارا بأنها استمتعت كثيرا بدورها . والكلام يشمل الجميع .
• الفيلم تجربة شخصية تحكمها ظروف ميدانية خاصة ، حدثنا عن يوميات العمل وظروفه الحقيقية ؟
** كان العمل مجهدا لكنه ممتعا عملت فيه على مبدأ تقسيم العمل ، البداية كانت في البحث عن الفكرة ثم الكتابة وبعدها انتقلت للبحث عن الممثلين ومن ثم طبيعة المادة المسجلة ودرجة تقنياتها ومن بعدها تفرغت لعملية الإنتاج التي فاقت بحجمها توقعاتي وإمكاناتي المهنية ، لذلك أتيت بأحد المختصين وطلبت منه تحضير الإنتاج . كنت أعمل بشكل الخطى المتتالية ، ويبدو أنني نجحت . أستغرق التصوير ثلاثة أيام ثم أضطررت لفتح يوم رابع لإستكمال التصوير على الشكل المطلوب .
• كم كانت كلفة العمل ؟
** كما قلت سابقا ، كثير من كادر العمل قدم جهده بدون أتعاب ، وهذا ما خفض الميزانية كثيرا ، فبدون تكاليف الممثلين ومدير الإضاءة والموسيقي وغيرهم ، بلغت تكاليف العمل حوالي 740 ألف ليرة سورية . وأنا أكرر مجددا شكري لكل العاملين في الفيلم خاصة من قدموا جهدهم مجانا ودعما لي ، أتشرف بدعهم وعملهم معي ومن كل قلبي أهديهم محبتي وشكري العميق .
بطاقة العمل .
شوية قلب . تأليف وإخراج . مهند قطيش
تمثيل . سلوم حداد كندة حنا مجد فضة جرجس جبارة .
مدير التصوير والإضاءة . عبد الإله العواملة .
التأليف والتوزيع الموسيقي . طارق الناصر .
مشرف العمليات الفنية . رؤوف ظاظا
مونتاج . خالد حلمي .
مكساج . مامر أباظة .
الصوت . نديم اسماعيل .
الغرافيك . وائل قزنج .
الاستشارة الدرامية . شادي دويعر .
الإشراف الفني . أكرم الحلبي .
ديكور . أسامة دويعر .
مدير الإنتاج . خالد الحجلة .
مساعد إخراج . رشا شاهين .
تنفيذ إضاءة .معاوية حاج علي فايز عبد الله .
مساعدا الإضاءة .عماد مطر علاء طعمة .
فني كرين وشاريو . عماد عبد الله .
مساعد كرين وشاريو .حسام حجلي .
مساعد التصوير .فهد واوية .
منفذا الإنتاج .تيسير جبوري أحمد الزين .
مساعد الإنتاج .زياد شيخ الجبل .
خدمات إنتاجية .حسن صعب أجود الحجلي .
مؤثرات مائية .شكر الرحبي .
إضافة تعليق جديد