المفاضلة تقضي على أحلام الطلبة
علامات الحزن والإحباط كانت بادية على وجوههم رغم نجاحهم وتفوقهم..
لديهم إحساسهم المسبق كما في كل مرة بأن آمالهم ستخيب وأحلامهم ستتحطم على صخرة المفاضلة العامة التي باتت تشكل عقدة حقيقية لهم، بعدما حولت أحلامهم الوردية بدخول الجامعة إلى كوابيس مزعجة!!.
إنهم طلاب الثانوية العامة الذين نجحوا هذا العام، رأيناهم يتوافدون بالمئات يومياً على مراكز التسجيل التي بلغ عددها /50/ مركزاً معتمداً في كافة المحافظات، وهي تقدم نفسها هذا العام بحلة جديدة «تسجيل الكتروني» وهذا يتم لأول مرة، ونأمل أن تكون التجربة فأل خير...
لكن من أين سيأتي الخير..؟
يتساءل أحد أولياء الطلبة في إشارة منه إلى ارتفاع معدلات القبول للكليات المرغوبة والمطلوبة في سوق العمل، علماً ان هناك ارتفاعاً آخر سيطرأ على الدرجات في الإعلان النهائي، والأرقام المبدئية تشير إلى /230/ للطب البشري، /226/ لطب الأسنان والصيدلة، /220/ للهندسات، و/180/ للإعلام في الفرع الأدبي... وبذلك تقترب المعدلات من النهايات العظمى!!.
فكيف بعد صدور الإعلان النهائي؟!.
أمام هذه المعدلات «المرعبة» كما وصفها أحد أولياء الطلبة، من حق أي مواطن أن يسأل ويستفسر عن سر إصرار وزارة التعليم على رفع المعدلات؟!.
بعضهم قال: هناك باب سيفتح للجامعات الخاصة والتعليم الموازي والمفتوح!!!
بينما آخرون استغربوا انكماش فرص القبول بالرغم من افتتاح جامعة جديدة هذا العام هي جامعة الفرات، بالإضافة إلى افتتاح العديد من الكليات والأقسام الجديدة في أكثر من جامعة...
أمام كل ذلك كان من المفروض أن تأخذ الوزارة بعين الاعتبار إقبال الشباب السوري المتنامي للدخول في الجامعة، وأن تراعي رغباتهم وميولهم نحو التخصصات التي يرونها مناسبة لهم، عبر إيجاد معايير وطرق جديدة للقبول الجامعي، كالاعتماد على النظام الانتقائي، والنظام المختلط، والنظام اللامركزي، ونظام المواد المؤهلة، بالإضافة إلى مجموع درجاته.
قد يأتي يوم وتتحقق فيه أحلام الطلبة بدخول الاختصاصات التي يريدونها دون أن يكون المجموع العام عقبة أمام ذلك، فالأمل بذلك موجود لكنه ما زال على الورق، فمن يطلع على الرؤية المستقبلية للتعليم العالي يجد أن هناك خطة طموحة لإصلاح التعليم العالي من أهم عناوينها:
- تحسين فرص الالتحاق بالتعليم العالي الذي تقل نسبته في سورية عن 20٪.
- تطوير وتنفيذ خطة قبول جامعي ونظام مفاضلة تهدف إلى زيادة الالتحاق بالجامعات للوصول إلى النسبة المذكورة 20٪، وذلك من خلال وضع سياسة وطنية للقبول الجامعي تستند إلى التوقعات المستقبلية ومتطلبات سوق العمل...
إن ذلك لو تحقق سيصب كله في مخرجات التعليم العالي، والتي تتجلى بخلق كوادر قادرة على منافسة الكفاءات في العالم المتقدم، ولديها القدرة على ممارسة التفكير الإبداعي كما وتعتبر مشاركاً فاعلاً في تنمية المجتمع.
المصدر: البعث
إضافة تعليق جديد