تونس: الرئيس المؤقت يطلب من الغنوشي تشكيل حكومة وحدة وطنية
طلب الرئيس التونسي المؤقت فؤاد المبزع من رئيس الوزراء محمد الغنوشي تشكيل حكومة جديدة. وقال فؤاد المبزع إن مصلحة البلاد العليا تقتضي تشكيل حكومة وحدة وطنية.
وكان الغنوشي قد قبل في وقت سابق اقتراحا تقدمت به أحزاب المعارضة لتشكيل حكومة ائتلافية، حسبما أعلن أحد قادة المعارضة.
وقال مصطفى بن جعفر زعيم حزب الاتحاد من أجل الحرية والعمل لوكالة رويترز "لقد ناقشنا فكرة (تشكيل) حكومة ائتلافية وقد وافق رئيس الوزراء على طلبنا".
واضاف بن جعفر "سيكون هناك اجتماع آخر غدا من أجل اخراج البلاد من هذا الوضع والتوصل إلى اصلاحات حقيقية، وستعلن نتائج هذه المباحثات غدا".
وكان المجلس الدستوري التونسي أعلن في وقت سابق السبت ان منصب رئيس الجمهورية أصبح شاغرا حسب المادة 57 من الدستور. وذكر التليفزيون التونسي ان رئيس البرلمان تولى مهام الرئاسة مؤقتا.
60 يوما
وأكد المجلس -وهو أعلى سلطة قانونية في تونس- أن رئيس البرلمان فؤاد المبزع هو الذي يجب أن يتولى مهام الرئيس بصورة مؤقتة وليس رئيس الوزراء.
وأضاف المجلس أن الدستور ينص على أن تجري انتخابات رئاسية جديدة في موعد أقصاه 60 يوما من الآن حسبما نقل التليفزيون التونسي الحكومي.
في هذه الاثناء دعت الجامعة العربية تونس إلى التوصل إلى إجماع وطني للخروج من الأزمة واحترام رغبة الشعب.
وجاء في بيان صادر عن الجامعة "تتوجه جامعة الدول العربية بنداء إلى كافة القوى السياسية وممثلي المجتمع التونسي والمسؤولين للتكاتف والتوحد".
منستير والمهدية
ومن جهة أخرى، نقلت وكالة رويترز عن شهود عيان أن عشرات السجناء لقوا حتفهم في حريق شب في مدينة منستير التونسية بينما هرب سجناء آخرون.
وقال شاهد عيان من سكان المنطقة "سجن منستير تشتعل فيه النيران الآن، أرى العشرات من القتلى والعشرات من السجناء الفارين".
واعلن الطبيب الشرعي في منستير طارق مغيربي أن 42 شخصا قتلوا في الحريق.
وفي مدينة المهدية (140 كلم جنوب العاصمة تونس)، لقي عشرات السجناء حتفهم برصاص الشرطة لدى محاولة الهرب من السجن.
وقال شاهد عيان "لقد حاولوا الهرب واطلقت الشرطة النار عليهم، وهناك عشرات القتلى".
احتجاجات شعبية
وأفادت الانباء أن المجال الجوي والمطارات التونسية قد أعيد فتحها السبت بعد يوم من رحيل الرئيس السابق زين العابدين بن علي إلى السعودية إثر احتجاجات شعبية بدأت في 17 ديسمبر/ كانون الأول الماضي.
وكان رئيس الوزراء التونسي محمد الغنوشي قد أعلن أمس أنه سيتسلم مهام الرئيس السابق بن علي بصورة مؤقتة، لكن وفقا لتصريحات المجلس الدستوري فان هذه الخطوة غير دستورية.
وكان الغنوشي تعهد في وقت سابق باستعادة الأمن وتشكيل حكومة إنقاذ وطني تتولى تنظيم انتخابات عامة في أعقاب الاحتجاجات الشعبية.
وأفادت الأنباء بانتشار المئات من قوات الامن في شوارع العاصمة التونسية بعد رفع حظر التجول صباح السبت.
نهب الممتلكات
وكان شهود قالوا إن الجيش التونسي انتشر في شوارع العاصمة، الجمعة، بعدما قال سكان في مناطق مختلفة من العاصمة إن مجموعات تجوب الشوارع وتضرم النيران في البنايات وتهاجم الممتلكات.
وقد تعرض المركز التجاري الكبير "جيان" عند المدخل الشمالي للعاصمة التونسية لعمليات نهب السبت حسبما افادت الانباء.
وقال مصور وكالة الانباء الفرنسية ان عشرات الاشخاص يغادرون المركز وهم يحملون كل ما تمكنوا من الاستيلاء عليه في غياب اي وجود لقوى الامن.
وتُسمع من حين لآخر أصوات طلقات نارية في وسط العاصمة تونس إضافة إلى أصوات القنابل المسيلة للدموع.
وتحلق طائرات الهيلوكبتر في سماء العاصمة في ظل دخان كثيف يملأ الجو.
وانتشر في الأحياء الشعبية سكان حاملين قضبانا حديدية وسكاكين بهدف صد اللصوص وقطاع الطرق.
وكان محمد الغنوشي أصدر تعليماته لقوات الجيش التونسي بالتدخل لوقف الإنفلات الأمني الذي شهدته بعض المدن التونسية بعد أن أُجبر الرئيس زين العابدين بن علي أمس الجمعة على التنحي ومغادرة البلاد التي حكمها زهاء 23 عاما.
جاء ذلك بينما أكد مصدر رسمي سعودي أن زين العابدين بن علي وصل وأسرته إلى مدينة جدة ليل الجمعة السبت، وأصدر الديوان الملكي السعودي بيانا رحب فيه ببن علي وعائلته في المملكة.
واكد البيان الذي نقلته وكالة الأنباء السعودية تقدير حكومة المملكة "للظروف الاستثنائية التي يمر بها الشعب التونسي وتأييدها لكل إجراء يعود عليه بالخير".
ونقلت وكالة الانباء الفرنسية عن مصدر أمني فرنسي أن عددا من أقارب الرئيس السابق بن علي لجأوا إلى فندق في منطقة فخمة قرب باريس.
واضاف المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه أن هؤلاء الاشخاص ترافقهم طواقمهم الأمنية وقد وصلوا قبل بضعة أيام قبل لجوء بن علي إلى السعودية.
المصدر: BBC
إضافة تعليق جديد