متحف ذو رائحة كريهة

لا يحتوي المعرض على لوحة «موناليزا» مثلا، لأنه متحف فريد من نوعه. ومن أبرز القطع الموجودة فيه، علبة حليب فارغة. إنه متحف نورديسكا للنفايات في استوكهولم. ويطلعنا هذا المتحف ان لنفاياتنا تاريخاً يقف على مفترق علم الأعراق والبيئة وحتى المشاعر.
والملاحظة الاولى التي تبرز فورا هي ان التعامل مع القمامة تغير مع مرور الزمن. فهنا سروال مصنوع من الكتان يعود الى القرن الثامن عشر، بال يحمل آثار تعديلات ودرز ورتق.. الى حين استخدامه رقعة لسد جدار. وهناك سروال جينز من العام 2010 من ماركة سويدية مشهورة ممزق و»معتق» في المصنع مرفق بتحذير لدى شرائه يقول «يخدم نصف المدة الا ان جماله مـضاعف».
التباين ظاهر ايضاً بين دمية قديمة تقليدية من منطقة لابلاند مصنوعة فقط من قطعة قماش حمراء بسيطة وستارة بالية. وتلك الدمية مرفقة برقم معدل الألعاب التي يحظى بها الأولاد السويديون في طفولتهم وهو 536 لعبة. وهناك أيضاً فوطاً صحية قطنية، وأوانٍ خزفية مكورة تم اصلاحها بمشابك حديد وسجاد... ويبدو ان البؤساء في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر كانوا يعتمدون التدوير قبل عصرهم. فهل كانوا اكثر رعاية للبيئة؟
وبعدما طرح الخبراء الأسئلة وراقبوا اشخاصاً عديدين وهم يرمون نفاياتهم، فضلوا التشديد على «المشاعر التي تربطنا بهذه الاغراض الني نتخلص منها... في مراكز التدوير غالباً ما يتم وضع الاشياء البارزة جانبا كما لو انهم يعطونها فرصة جديدة قبل تدميرها». وثمة اسئلة صعبة بماذا نحتفظ وماذا نرمي؟

ميدل إيست أونلاين