البنتاغون يحرك سفينتين حربيتين إلى البحر الأحمر
أعلن البنتاغون الأثنين تحريك سفينتين حربيتين إلى البحر الأحمر، تزامنا مع إعلان واشنطن تجميد ما لا يقل عن 30 مليار دولار من أصول الحكومة الليبية، وذلك في تحرك يأتي ضمن سلسلة تدابير تبناها قادة العالم للوقوف في وجه الزعيم الليبي، معمر القذافي، الذي يتشبث بقوة بالسلطة، رغم قيام انتفاضة شعبية عارمة تطالب برحيله منذ قرابة أسبوعين، تصدى لها بحملة قمع دموية.
فقد أعلن المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية، ديفيد لابان، أن الجيش حرك سفينتين حربيتين بالقرب من ليبيا.
ورفض لابان الكشف ما إذا كانت هناك حالة استنفار بين القوات البرية الأمريكية.
من جانبه، كشف مسؤول عسكري أن السفينتين الحربيتين، حاملة الطائرات "USS أنتربرايز"، وسفينة الهجوم البرمائية "USS كيرسارج"، متواجدتان في البحر الأحمر حالياً للمساعدة، دون أن يكشف عن ماهية تلك المساعدة.
كما أعلنت وزارة الخزانة الأمريكية تجميد 30 مليار دولار من أصول تابعة للحكومة الليبية، فيما قال ديفيد كوهين، وكيل الوزارة لشؤون الإرهاب والاستخبارات المالية، إن المبلغ هو الأضخم الذي يتم تجميده ضمن أي برنامج عقوبات، حتى اللحظة.
وناقش الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، مع الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، مجموعة تدابير قيد النظر، حيث عقب الأخير لاحقاً بالقول، إنه "لربما تكون هناك حاجة للمزيد من الإجراءات."
وصرح المسؤول الأممي لحشد من الصحفيين عقب الاجتماع، أن القذافي "فقد شرعيته عندما أعلن الحرب على شعبه."
وكانت الإدارة الأمريكية قد فرضت، الأسبوع الماضي، عقوبات على نظام ليبيا، تلاه تبني مجلس الأمن الدولي قراراً بالإجماع بفرض عقوبات دولية على القذافي وأسرته والدوائر المقربة منه، إذ تشملت تجميد أرصدة وحظر سفر، وإحالة نظامه إلى المحكمة الجنائية الدولية.
قالت الأمم المتحدة، إن قرار مجلس الأمن يبعث برسالة قوية مفادها أنه لن يتم التسامح مع الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، وستتم محاسبة المسؤولين عن ارتكاب جرائم خطيرة.
والاثنين، قرر الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات على الزعيم الليبي، لتزيد بذلك عزلته دولياً.
ومن جانبها، قالت وزيرة الخارجية الأمريكية، هيلاري كلينتون، إن جميع الخيارات مطروحة" بالنسبة للشأن الليبي.
وقالت كلينتون لدى افتتاح مجلس حقوق الإنسان في جنيف لدورته السادسة عشرة: "يجب محاسبة القذافي ومن حوله (على أي تصرفات) تنتهك الالتزامات القانونية الدولية والأصول المتعارف عليها.. فمن خلال تصرفاتهم فقدوا شرعية الحكم."
وتركز اجتماعات مجلس حقوق الإنسان على مناقشة التحولات الجذرية التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وبخاصة الأحداث الراهنة في ليبيا.
وقالت نافي بيلاي، المفوضة السامية لحقوق الإنسان، إن الدورة تعقد في وقت تاريخي تطالب فيه الجماهير في الشرق الأوسط بالديمقراطية، وبإدخال تغيير على أوضاع حقوق الإنسان.
وتشهد ليبيا منذ 17 فبراير/شباط الماضي انتفاضة شعبية تنادي برحيل القذافي بعد 42 عاماً في السلطة، تصدى لها نظامه بحملة قمع دموية قوبلت بانتقادات لاذعة من الأسرة الدولية، رافقتها تحركات لمعاقبة حكومة طرابلس.
إلا أن الزعيم الليبي، القذافي، الاثنين، ورغم مواصلة المظاهرات في شوارع بلاده الداعية لرحيل نظامه، قال إنه ما من ليبي ضده وأن الشعب بأكمله "يحبه ومستعد للموت دفاعاً عنه."
وقال في مقابلة تلفزيونية ليل الاثنين، إن الذين سيطروا على مدينة بنغازي، حيث انطلقت شرارة الأحداث، ليسوا ليبيين، بل عناصر من تنظيم القاعدة، وأن الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، رجل جيد، لكنه "مضلل." (المزيد)
وردت مندوبة الولايات المتحدة في مجلس الأمن، سوزان رايس، على تلك التصريحات بهجوم قاس على القذافي، قائلة إنها تدل على أنه "يعيش في أوهام وبمعزل على الواقع" وأنها "تشير إلى عدم أهليته للحكم."
المصدر: CNN
إضافة تعليق جديد