إسـرائيـل: فشـل الحملـة لوقـف الملاحقـة الدوليـة
كشف المتحدث بلسان الجيش الإسرائيلي، أفيهو بن نون، النقاب عن اضطراره مؤخراً للسفر إلى بريطانيا باسم مستعار خشية تعرضه للاعتقال بتهمة ارتكاب جرائم حرب. ويشير هذا الاعتراف إلى الأزمة التي يواجهها قادة الجيش الإسرائيلي والأجهزة الأمنية، وخصوصاً بعد رفع دعاوى شخصية ضد عدد كبير منهم لمشاركتهم في جرائم حرب أو انتهاكات لحقوق الإنسان. ويؤكد هذا الاعتراف فشل المساعي التي بذلتها القيادة السياسية الإسرائيلية مع العديد من الدول الغربية لإعفاء ضباط وجنود إسرائيل من المقاضاة أمام محاكمها بموجب مبدأ العدالة العالمية.
وقد اعترف بن نون باستخدامه اسماً مستعاراً في زيارة له إلى بريطانيا مؤخراً في مقابلة مع مجلة «ديفنس نيوز» العسكرية التي سألته عن رأيه في تدهور مكانة قادة الجيش الإسرائيلي والتعامل معهم كمجرمي حرب في دول تعتبر صديقة لإسرائيل مثل بريطانيا. وقال بن نون: «هذا صحيح. ففي زيارتي الأخيرة للعاصمة البريطانية، لندن، اضطررت للذهاب باسم مستعار بسبب أن هناك نشطاء معادين لإسرائيل يستغلون المحاكم لخوض معركة قانونية ضدنا». وأشار بن نون إلى أنه اضطر لاستعمال الاسم المستعار بتعليمات من الأمن الإسرائيلي.
وزعم بن نون في المقابلة أن «هذا سخيف»، لكنه قال بأنه يتفهم حاجة الحكومة البريطانية لإجراء تغييرات تشريعية للحيلولة دون حدوث اعتقالات من هذا النوع. وأضاف أن «بريطانيا ودولا أوروبية أخرى قلقة من الإرهاب بشكل لا يقل عن قلقنا، وقادتها يفهمون أن من يطعم أفعى الإسلام المتطرف، سوف يلدغ في النهاية».
وأعترف بن نون بأن وسائل الاتصال والانترنت والشبكات الاجتماعية الحديثة مثل «تويتر» و«فيسبوك» التي أسهمت في حدوث الثورات في مصر وتونس وليبيا يمكن أن تشكل أيضاً خطراً على إسرائيل. وقال إنه «بهذا المعنى نحن نعيش في عصر الرسائل القصيرة والإعلام الفوري وهو ما يشكل خطراً على الأمن الجاري، خصوصاً في المناطق المدينية».
وأوضح أن «أحداً ليس بوسعه أبداً أن يعلم ما إذا كانت المرأة التي تنشر الغسيل في الطابق الثاني أو البائع الذي يقف في كشك في الشارع يبثان في الوقت نفسه معلومات حساسة حول حركة القوات». وشدد على أن ما يزيد القلق هو أن «بوسع كل من يحمل هاتفاً خليوياً من الجيل الثالث وما فوق وتحوي كاميرا ولديه ارتباط بشبكة الانترنت أن يتواصل مع وسائل الإعلام المركزية ويبث أكاذيب أو تشويهات وأن يحرض على القيام بأعمال غير قانونية. والمثير للسخرية هو أن التكنولوجيا التي طورت في الغرب بات بوسعها أن تخدم القوى المناهضة للغرب والمعادية للديموقراطية». واستدرك مع ذلك قائلا إنه أيضاً يمكن استخدام وسائل الإعلام الحديثة بشكل إيجابي. وأشار إلى «أننا نرى كيف تستخدم الهواتف المحمولة ذات الكاميرات والموصولة بشبكات اجتماعية في خلق صدع يدخل عبره النور إلى إيران، وهو ما لم تفلح الولايات المتحدة والاستخبارات الغربية في إحداثه سابقاً». وأضاف أنه «مع كل ما يحدث أمام أنظارنا في مصر، ليبيا، البحرين وأماكن أخرى، نفهم القوة التي يملكها الشعب. والآن صار لزاماً علينا أن نفهم ذلك وأن نعمل وفقاً لهذا الفهم».
تجدر الإشارة إلى أن اعتراف بن نون يشير إلى ظاهرة الخشية المتعاظمة لدى القادة السياسيين والعسكريين الإسرائيليين من احتمالات تعرضهم للاعتقال والمحاكمة في الخارج. فقد صدر في بريطانيا أمر اعتقال قبل شهور بحق زعيمة المعارضة تسيبي ليفني التي كانت وزيرة خارجية إسرائيل لدى شن الحرب على غزة في نهاية عام 2008. كما أن عدداً من الوزراء السابقين الإسرائيليين بينهم بنيامين بن أليعزر لا يجرؤون على زيارة أسبانيا وعدد من الدول الأوروبية بسبب أوامر اعتقال صادرة بحقهم.
واعترف قادة عسكريون إسرائيليون بأنهم امتنعوا مؤخراً عن الوصول الى دول أوروبية لإتمام دورات عسكرية أو تعليمية خشية اعتقالهم.
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد