قوات القذافي تشتبك مع الجيش التونسي

اشتبكت القوات الموالية للرئيس الليبي معمّر القذافي، أمس، مع الجيش التونسي، عندما دخلت بلدة الذهيبة الحدودية، في محاولة للالتفاف على الثوار الليبيين، الذين استعادوا السيطرة على المعبر الحدودي في هذه المنطقة، في وقت تعهد حلف شمال الأطلسي، الذي فكك ألغاماً بحرية قرب ميناء مصراتة، بالتصدي للهجمات التي تشنها الكتائب الموالية لنظام القذافي على مدن وبلدات الجبل الغربي، متحدثاً عن تغييرات ميدانية ستشهدها هذه المنطقة خلال الأيام المقبلة.
وذكرت المعارضة الليبية أن قوات القذافي هاجمت معبر الذهيبة الحدودي بين ليبيا وتونس، بهدف استدراج الثوار للقتال في مدينة الزنتان، لكنهم تمكنوا من السيطرة على المعبر مجددا.
وقال متحدث باسم الثوار الليبيين إن العديد من جنود القذافي استسلموا عند الحدود مع تونس، مشيراً إلى أن المجلس الوطني الانتقالي أرسل خمسة من مقاتلي القذافي المأسورين إلى اللجنة الدولية للصليب الأحمر لإعادتهم إلى طرابلس «امتثالاً للقانون الإنساني الدولي الذي يتجاهله نظام القذافي».
وقال خالد العزبي، المتحدث باسم القيادة العسكرية في نالوت، أول مدينة ليبية كبرى على بعد حوالى 50 كلم من الذهيبة إن «الثوار وصلوا الى هنا وبدأوا يقاتلون قوات القذافي. لقد قتلوا كثيرين وفرت قوات أخرى (تابعة للقذافي) الى تونس. والوضع الآن مستقر».
وذكر شهود عيان أن الجنود الليبيون دخلوا بلدة الذهيبة، التي تقع داخل الأراضي التونسية، أثناء قتال الثوار، ما أدى إلى وقوع اشتباكات بينهم وبين الجنود التونسيين. ونقلت «وكالة تونس أفريقيا» للأنباء عن وزارة الدفاع التونسية أن الجيش «تدخل وأوقف بعض أفراد كتائب القذافي الذين تم تجميعهم ثم إرجاعهم إلى التراب الليبي».
وقال نائب وزير الخارجية التونسي رضوان نويصر إن حكومته استدعت السفير الليبي لتقديم احتجاج على توغل قوات القذافي داخل أراضيها، مشيراً إلى أن بلاده تحتفظ بحق اتخاذ أي إجراء لازم لحماية مواطنيها، بعدما سقط ضحايا على الحدود من بينهم فتاة صغيرة. وشدد على أن «خرق الحدود وحرمة التراب التونسي خط أحمر لا يمكن السماح بتعديه»، لافتاً إلى أن هذه هي المرة الثالثة التي يجري فيها انتهاك الحدود خلال الأيام العشرة الماضية.
وقالت المتحدثة باسم الحلف الأطلسي كارمن روميرو إن الحلف «قلق» بشأن ما يرد من تقارير حول الحوادث التي تقع عبر الحدود، وسوف «يدين أي انتهاكات لسيادة وسلامة أراضي دولة أخرى»، فيما أشارت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، في بيان اليوم، إلى أنها «قلقة للغاية إزاء احتمال سقوط الليبيين الفارين في مرمى النيران حيث القتال بين القوات الحكومية وقوات المعارضة للسيطرة على المنطقة الحدودية».
وتقاوم مدينة الزنتان الجبلية قوات القذافي منذ 17 شباط الماضي، ومثلها يفرن الواقعة أيضا في منطقة الجبل الغربي جنوبي غربي طرابلس.
وقال المسؤول العسكري في الحلف الأطلسي الجنرال البريطاني روب وايغهيل إن الحلف رصد الكثير من العمليات الهجومية التي تجريها القوات الموالية للقذافي في منطقتي يفرن والزنتان، مشيراً إلى أن «هذا الأمر سيكون أولوية بالنسبة ألينا». وأوضح أن الحلف «يحاول إصابة مزيد من قوات القذافي التي تمارس الضغط على مراكز مدنية»، مضيفاً «تعلمون انه لا يمكننا كشف الخطة، لكنكم سترون النتيجة خلال الأيام المقبلة».
في هذا الوقت واصلت قوات القذافي هجماتها لاستعادة السيطرة على مدينة مصراتة، الواقعة على مسافة 200 كيلومتر إلى الشرق من طرابلس. وذكرت مصادر في مصراتة أن القوات الحكومية شنت هجوماً مضادا تساندها الدبابات على منطقة الغيران قرب المطار الذي يقع على مسافة نحو 40 كيلومتراً جنوبي غربي المدينة الساحلية المحاصرة منذ شهرين، لكنها أخفقت في تحقيق أي تقدم.
وأشارت مصادر في المعارضة الليبية إلى أن المواجهات تدور في منطقة المطار، التي تسيطر عليها قوات القذافي، وعند مداخل المدينة الأخرى التي تراجعت منها القوات الحكومية الى مسافة ثلاثين كيلومتراً.
وقال الجنرال وايغهيل إن سفنا تابعة لـ«الناتو» اعترضت زوارق تابعة لقوات القذافي تقوم بزرع ألغام أرضية في ميناء مصراتة، لتستهدف، على ما يبدو، إمدادات المساعدات الإنسانية إلى المدينة المحاصرة، لافتاً إلى أن قوات «الناتو» تخلصت من «الألغام العائمة المضادة للسفن».
وأشار وايغهيل إلى أن ذلك «يعكس تجاهله (القذافي) التام للقانون الدولي، وجهوده الرامية للحيلولة دون دخول المساعدات الإنسانية إلى ميناء مصراتة لمساعدة السكان المحاصرين».
وأضاف أن سفناً تابعة لحلف الأطلسي تقوم بحراسة وسط البحر المتوسط في إطار فرض حظر الأسلحة، لافتاً إلى أنه تم توقيف ما يقرب من 700 سفينة، بينما جرى اعتلاء نحو 20 سفينة، حيث منعت ست سفن من دخول المياه الليبية «بسبب طبيعة الشحنات التي تحملها». ولفت إلى أن الذخيرة أو المواد التي تشكل تهديدا للمدنيين الليبيين هي فقط ما تبحث عنه قوات الأطلسي.
وذكرت مصادر في وزارة الدفاع الإيطالية أن مقاتلات سلاح الجو الايطالي نفذت غارات فوق المناطق التي تسيطر عليها قوات القذافي. وأوضحت المصادر أن مقاتلتين من طراز «تورنادو» مزودتين بقنابل أقلعتا من قاعدة تراباني في جزيرة صقلية، وكانتا برفقة طائرتي «أف 16»، قامتا بضرب أهداف عسكرية في ليبيا.
وقال مسؤول في حلف شمال الأطلسي في نابولي إن «العمليات الجوية الايطالية تقدم فوائد كبيرة للعمليات في ليبيا، ونحن ممتنون لإيطاليا على ما قامت به منذ بداية العمليات».

المصدر: وكالات