مصر: 78 جريحـاً فـي مواجهـات «ماسبيـرو»
تحولت المناطق المحيطة بمبنى الإذاعة والتلفزيون في القاهرة، ليل أمس الأول، إلى ساحة لمواجهات أسفرت عن إصابة نحو 78 شخصاً بجروح، عندما تعرض الأقباط المعتصمون أمام المبنى لهجوم من قبل محتجين يطالبون بفض الاعتصام الذي دخل يومه العاشر.
وذكرت مصادر أمنية أن المواجهات اندلعت بعد مشادة بين شابين مسلمين وعدد من الناشطين الأقباط الذين يقيمون منذ 7 أيار الحالي تجمعا أمام مبنى التلفزيون الحكومي، المعروف بمبنى ماسبيرو، في وسط العاصمة المصرية احتجاجا على أعمال العنف التي استهدفت كنيستين في حي امبابة الشعبي في القاهرة.
وأشارت التحقيقات الأولية إلى أن المواجهات بدأت أثناء محاولة كل من خالد م. ح ( 22 سنة – بائع) ومصطفى ح.م (28 سنة – مسجل خطر في قضايا السرقات) عبور طريق كورنيش النيل أمام مبنى ماسبيرو على دراجتهما النارية، ففوجئوا بعدد من الأقباط المعتصمين يطلبون تفتيشهما، فتشاجرا معهم، ما تسبب في إصابة أحد المعتصمين، ليتم بعد ذلك القبض على الجانيين وتحويلهما إلى النيابة العسكرية.
وبحسب التحقيقات، فإنه بعد انتهاء تلك المشاجرة وهدوء الأوضاع، تجمع عدد كبير من أهالي منطقة بولاق أبو العلا أعلى كوبري 15 مايو احتجاجاً على استمرار اعتصام الأقباط، وتسببه فى عرقلة المرور وتضرر المصالح التجارية في المنطقة، فاندلعت المواجهات بين الطرفين، اللذين تبادلا الأعيرة النارية، والرشق بالحجارة، فيما تم إضرام النار في عدد من السيارات.
وعلى الفور بدأ عناصر الجيش والشرطة بتفريق المتظاهرين باستخدام القنابل المسيلة للدموع وإطلاق الأعيرة النارية فى الهواء، حيث تمت السيطرة على الموقف، فيما فرض طوق أمني حول منطقة ماسبيرو، في حين انتشرت قوات كبيرة من الشرطة والجيش أمام «كوبري 6 أكتوبر» و»كوبري 15 مايو» المجاورين.
وقال مساعد وزير الصحة المصري أن المواجهات أسفرت عن إصابة 78 شخصاً، تراوحت إصاباتهم ما بين طلق ناري وحروق بسيطة وكسور وكدمات. وأضاف أنه تمت معالجة 15 حالة في موقع المواجهات، فيما جرى نقل 63 شخصاً إلى المستشفيات، لم يبق منهم قيد العلاج سوى خمسة أشخاص.
وذكرت مصادر أمنية أن الإدارة العامة لمباحث القاهرة ألقت القبض على 44 متهماً في هذه المواجهات، وقد تم تحويلهم للنيابة العسكرية، مشيرة إلى أن غالبية هؤلاء هم بلطجية «مسجلون خطر»، ويقيمون في منطقة بولاق أبو العلا. وأضافت أن النيابة العسكرية ستصدر قراراً بحبس المتهمين 15 يوما على ذمة التحقيق، مشددة على أن الأحكام بحقهم ستصدر في أقرب وقت.
ودعا بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقصية شنودة الثالث الأقباط المعتصمين أمام مبنى ماسبيرو إلى فض تحركهم فوراً. وقال شنودة، في بيان ألقاه نيابة عنه سكرتيره الأنبا يوأنس، «يا أبناءنا المعتصمين أمام ماسبيرو، إن الأمر قد تجاوز التعبير عن الرأي، وقد اندس بينكم من لهم أسلوب غير أسلوبكم، وأصبح هناك شجار وضرب نار وكل هذا يسيء إلى سمعة مصر وسمعتكم أيضا، لذلك يجب فض هذا الاعتصام فورا»، مشدداً على أن «ما يحدث لا يرضي أحدا، وان صبر الحكام قد نفد، وأنتم الخاسرون إذا استمر اعتصامكم».
من جهة ثانية، أعلن مساعد وزير الصحة والسكان لشؤون الطب العلاجي عادل العدوي إن زوجة الرئيس المخلوع حسني مبارك، سوزان ثابت، خضعت لعملية «قسطرة» في القلب، وذلك في مكان احتجازها في مستشفى شرم الشيخ الدولي، مشيراً إلى أنه بناء على نتائج تلك العملية سيتحدد ما إن كانت حالتها الصحية تحتاج للبقاء لوقت أطول فى العناية المركزة، أم نقلها بعد تحسن حالتها إلى سجن القناطر.
وكان جهاز الكسب غير المشروع أمر، يوم الجمعة الماضي، بحبس سوزان مبارك 15 يوماً على ذمة التحقيقات الجارية معها بتهمة التربح غير المشروع.
في هذا الوقت، جددت النيابة العامة المصرية حبس ابني مبارك، جمال وعلاء، 15 يوماً على ذمة التحقيقات الجارية معهما في سجن طره بتهم فساد. وذكرت مصادر قضائية أن التحقيقات مع جمال وعلاء مبارك تناولت تهم الاستيلاء على أموال خصصتها الدولة لسداد ديون مصر، وغسل الأموال مع عدد من رموز الفساد السابقين في شركات أجنبية ومصرية.
المصدر: السفير
التعليقات
ثورة على الثورة
إضافة تعليق جديد