جنرالات إسرائيل: سوريا ستبادر بالحرب.. سوريا لن تبادر
عشية بدء لجنة فينوغراد للتحقيق في الإخفاق في الحرب على لبنان بعملها، قدم رئيس الأركان الإسرائيلي الجنرال دان حلوتس نظرته إلى دروس الحرب ونتائجها، مخالفاً التقديرات التي تشيعها شعبة الاستخبارات العسكرية بخصوص ارتفاع احتمالات الحرب مع سوريا، ومعتبرا أنه لن يخطر ببال السوريين المبادرة بشن حرب على إسرائيل.
وقال حلوتس لصحيفة الجيش بمحانيه أن إسرائيل في حرب لبنان الثانية أفلحت في تعزيز قدرتها الردعية بفضل الفعل غير المتناسب الذي تم استيعابه جيدا في لبنان . وأضاف إنه من الصعب تحديد الإنجاز المركزي في هذه الحرب ولكن يمكن فحص هذه النتائج وفق الغايات التي وضعت في بداية الحرب وبينها: ضرب حزب الله بشكل جوهري، خلق الشروط لنشر السيادة اللبنانية في الجنوب اللبناني، عدم إشراك السوريين في القتال، تعزيز الردع الإسرائيلي، وبديهي أن الغاية الأولى هي خلق الشروط لإعادة الجنود المخطوفين.
وفي هذا السياق، أعلن أن إسرائيل نجحت في توجيه ضربة قوية لحزب الله، لكنها أخفقت في منع سقوط صواريخ الكاتيوشا القصيرة المدى.
وفي إشارته إلى المسلمات التي تبلورت لدى السوريين جراء الحرب، قال حلوتس إن السوريين رفعوا من حالة التأهب والجاهزية إلى أقصى درجة، وخصوصا على الجانب الدفاعي, ولكنهم تجنبوا الدخول في مواجهة مع الجيش الإسرائيلي. وبخلاف تقديرات شعبة الاستخبارات التي نشرت الأسبوع الماضي والتي تحدثت عن ارتفاع احتمالات الحرب مع سوريا، قال حلوتس إنه لا يخطر ببالهم المبادرة لشن حرب ضد دولة إسرائيل ، مضيفا سيختارون طريق الإرهاب من أجل تحقيق أية إنجازات تخدم استراتيجية السلام التي يتبعونها .
ووصف حلوتس العيوب التي تبدت في أثناء القتال بأنها قضايا تتعلق بالقيادة، بالزعامة والثقة بالقادة، بالتدريبات، وجاهزية القوات ومشاكل لوجستية . أما عن العيوب الاستخباراتية، فقال حلوتس إنه ينبغي فحص المعلومات السرية التي كانت بأيدي الاستخبارات وما إذا كانت قد وصلت للقوات أم لا لاستخدامها في النشاط العملياتي.
وأشارت بمحانيه إلى أن الجيش بدأ أكبر عملية شراء معدات منذ عملية السور الواقي عام .2002 وضمن هذه العملية سيشتري، للاستخدام الفردي للجنود، عشرات الآلاف من الصدريات الواقية وفوانيس الخوذة ومناظير ليلية.
من جهته، أشار الجنرال احتياط يعقوب عاميدرور، الذي خدم في الماضي كرئيس لوحدة الأبحاث في شعبة الاستخبارات، إلى ارتفاع احتمالات الحرب مع سوريا. وقال إنه لم يطرأ فعليا أي تغيير على واقع الجيش السوري وقدراته، ولكنهم يرون الواقع بشكل مختلف بعدما تبينت لهم قدرات حزب الله على الصمود في وجه الجيش الإسرائيلي. وأضاف إنه وفق ما يقول الأسد ويتصرف، فإنه يفسر نتائج الحرب كنجاح لحزب الله الأمر الذي يقوده إلى استنتاج مضلل.
وفي تقرير مطول عن احتمالات الحرب مع سوريا، انتقد المراسل السياسي لصحيفة معاريف بن كسبيت سلوك وتصريحات رئيس الحكومة الإسرائيلية إيهود أولمرت حيال دمشق. وكتب أن تصريحات أولمرت عن بقاء الجولان إلى الأبد بأيدي إسرائيل صبيانية، مشيرا إلى أن كل من في رأسه عينان يرى أن السوريين، وللمرة الاولى بعد مرور سنوات وأجيال، عادوا لفحص الخيار العسكري كامكانية .
وأشار كسبيت إلى أن حالة الاستعداد التي أعلنتها سوريا إبان الحرب اللبنانية الأخيرة تضمنت روح الحياة والمعنوية العالية في جيشها. فكل شيء تحرك فجأة، واستعد، وعاد الى الشباب. طاقة تتفجر في الأجواء. وبركان أخذ يتحرك لينفجر. طاقة سلبية، القيادة السورية لم تعد مقتنعة أن حربا مع اسرائيل ستؤدي الى انهيار شامل وفوري، وعليه، فإنها توجه وبصوت مرتفع نحو الخيار العسكري، وأن ما يحصل في القيادة العسكرية السورية بات مقلقا، لأن الفكرة والوجهة قد تغيرتا .
وأوضح أن قادة الجيش الإسرائيلي يتحدثون الآن عن الحاجة الى تغيير النظرية الاستخباراتية العسكرية بالسرعة الممكنة بالنسبة الى سوريا، وأن يتم تحديثها بخطوات استعدادية، وعملية فورية. بما في ذلك زيادة كبيرة لعملية نشر القوات العسكرية، بما في ذلك التدريبات اللازمة، لأن مفاجأة واحدة أمام حزب الله تكفينا .
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد