بخصوص تراجع المقدم حسين هرموش عن أقواله
تراجع المقدم حسين الهرموش ، الضابط بالجيش السوري والذي كان قد انشق وفر إلى تركيا، عاد إلى دمشق وتراجع عن دعاواه السابقة بشأن الانتفاضة في سورية.
وكان الهرموش قد فر إلى تركيا في شهر يونيو حزيران الماضي، ولكنه اختفى قبل أسبوعين من معسكر تركي مخصص للاجئين.
وفي مقابلة أجريت معه تراجع الهرموش عن تصريحاته السابقة بأن الجيش قد تلقى أوامر بإطلاق النار على معارضي الحكومة.
وقالت وسائل الأعلام السورية إن الهرموش قد اعتقل في سورية، ولكن نشطاء اتهموا تركيا بتسليمه.
وقد نفت وزارة الخارجية التركية هذا الإتهام ، وقالت إن مثل هذا الإجراء مستبعد بالكامل.
وتعيش سورية في ظل احتجاجات شعبية عارمة ومواجهات بين القوات الحكومية والمتظاهرين المطالبين بالإصلاح.
وتقول مصادر الأمم المتحدة إن أكثر من 2000 قتيل سقطوا في تلك المواجهات حتى الآن.
ظهر المقدم الهرموش على شاشة التلفزيون السوري الخميس حيث أكد أنه انشق بالفعل ولكنه نفى أن تكون الحكومة السورية قد " أمرت جيشها بإطلاق النار على المدنيين" ، كما اتهم نشطاء المعارضة السورية في تركيا بتقديم وعود كاذبة.
وقال " خلال فترة خدمتى في الجيش السوري لم يصدر أحد لي أمرا بإطلاق النار على المدنيين أو غيرهم. ولم أشاهد أو أسمع أي قائد في الجيش يصدر أوامر بإطلاق النار على المدنيين".
وأضاف أن النشطاء في تركيا كانوا وعدوا بمساعدته في تسليح المدنيين السوريين، ولكن كل ذلك كان مجرد وعود، لقد وعدوا بتزويدي بالسلاح والمال من أجل التحرير ، ولكنها كانت وعودا فارغة".
وكانت تكهنات كثيرة قد ثارت بشأن انشقاق الهرموش عن الجيش في منطقة جسر الشغور.
ولكن الحرموش قال إن جماعات مثل الإخوان المسلمين أبلغته بأنهم قد هربوا أسلحة إلى مناطق حمص وحماة وإدلب واللاذقية.
وفي إشارة إلى القتلى الذين سقطوا في المدن السورية قال الهرموش "أنا واثق من أن القتلة من الجماعات المسلحة".
ويذكر أن الحكومة دأبت على القول إن "جماعات مسلحة" هي المسؤولة عن العنف.
ولم يتطرق الهرموش بصورة مباشرة إلى كيفية عودته، واكتفى بالقول "كنت أفكر في العودة منذ منتصف شهر رمضان (15 أغسطس/ آب)، بعد أن صدمت من استغلالي كبضاعة وكيف أن البعض كان يتسول الأموال مستغلا اسمي ولا يقدمون لي سوى وعود لم يتحقق أي منها".
و لا تزال التساؤلات تدور حول كيفية انشقاق الهرموش عن الجيش والوقت الذي قضاه في تركيا وكيفية عودته.
وقد ترددت أنباء في البداية أنه فر من الجيش مع 30 آخرين بعد أن بدأ الجيش يقصف بلدة جسر الشغور في يونيو حزيران الماضي.
ونشر موقع "يوتيوب" شريط فيديو للهرموش وهو يحمل شارته العسكرية ويقول "أعلن انشقاقي عن الجيش".
ولكنه صرح لبي لبي سي في وقت لاحق بأنه لم يكن موجودا في جسر الشغور في الوقت الذي وقع فيه القصف وأنه ترك الخدمة بعد أربعة أيام ولم يكن معه أحد.
وانضم الهرموش إلى "حركة الضباط الأحرار" ، والتي تدعو الجيش السوري إلى تأييد الشعب، وليس نظام بشار الأسد.
ولكن بعد أن نشرت صحيفة الوطن السورية تقريرا عما قالت إنه "عملية خاصة" لم تكشف عن تاريخها في محافظة إدلب، تم اعتقال الهرموش.
ويقول جوناثان هيد مراسل بي بي سي في اسطنبول إن النشطاء في معسكر اللاجئين يلقون باللوم على السلطات التركية في تسليم الهرموش، ويؤكدون أنه ما كان يمكن أن يعود لسورية بإرادته.
ويقول الناشطون إن المرة الأخيرة التي شاهدوه فيه كانت عندما كان في طريقه لاجتماع مع مسؤولين من المخابرات التركية.
ونقلت صحيفة الجارديان البريطانية عن وسام طريف العضو في منظمة "آفاز" قوله إن الأتراك قايضوا المقدم الهرموش بتسعة من مسلحي حزب العمال الكردستاني، ولكن مثل هذا القول لا يمكن تأكيده.
كما أعلنت وزارة الخارجية التركية أنه لم تتم إعادة أي لاجئ سوري ضد إرادته.
ويقول مراسلنا في أنقرة إن المسؤولين الأتراك يعتقدون أن المتسللين الموالين للحكومة السورية والذين يدخلون معسكرات اللاجئين ربما نجحوا في إقناع المقدم الهرموش طوعا أو قسرا بالعودة إلى سورية.
المصدر: BBC
إضافة تعليق جديد