ليبيا: تردي الأوضاع الإنسانية داخل مدينة سرت مع استمرار القصف الأطلسي وتواصل المعارك

مع استمرار قصف طائرات حلف شمال الأطلسي لمدينة سرت الليبية وتواصل المعارك بين قوات المجلس الانتقالي الليبي وقوات العقيد معمر القذافي للسيطرة عليها أشارت تقارير إخبارية إلى تردي ا لأوضاع الإنسانية داخل المدينة التي يقطنها حوالي مئة ألف شخص.

وذكرت رويترز أن المعارك بين قوات المجلس الانتقالي الليبي وقوات القذافي تواصلت اليوم على الجبهتين الشرقية والغربية لمدينة سرت شرقي طرابلس مع تبادل الطرفين نيران الصواريخ والمدفعية وسمعت أصوات الانفجارات العالية من وسط المدينة بينما تصاعد الدخان الابيض إلى حيث تحلق طائرات حلف شمال الأطلسي.

وأشارت الوكالة إلى أن القتال العنيف تواصل عند ساحة في الجانب الشرقي للمدينة حيث أوقفت قوات القذافي بنيران المدفعية والقناصة القوات المهاجمة منذ ستة أيام لافتة إلى أن عمال الإغاثة التابعين للجنة الدولية للصليب الأحمر أدخلوا إمدادات طبية إلى المدينة المحاصرة اليوم بينما تتنامى المخاوف من اكتشاف كارثة إنسانية داخلها.

وواصل المدنيون فرارهم من مدينة سرت بالمئات خلال الأيام الأخيرة بينما كثفت قوات المجلس الانتقالي قصفها على المدينة الساحلية في محاولة لإبعاد قوات القذافي المتحصنين بها.

وأدت المعركة الطويلة للسيطرة على المدينة التي تحاصرها قوات المجلس الانتقالي وتتعرض لغارات جوية منتظمة يشنها حلف شمال الأطلسي إلى محاصرة المدنيين داخلها خلال أكثر من أسبوعين من القتال العنيف.

وقال سكان في المنطقة لرويترز اليوم.. إن شخصا قتل الليلة الماضية وأصيب ستة آخرون عندما خرجت قوات القذافي من مدينة بني وليد وشنوا هجوما مفاجئا على الجناح الشرقي لقوات المجلس الانتقالي.

وبينما يتصاعد القلق على المدنيين في البلدتين قال عدد من السكان الذين يغادرون سرت إنهم لم يتناولوا طعاما منذ أيام.

من جهته أعلن مصطفى عبد الجليل رئيس المجلس الانتقالي الليبي اليوم أن مقاتلي المجلس منحوا سكان مدينة سرت فرصة يومين لمغادرتها.

ونقلت أ ف ب عن عبد الجليل قوله خلال مؤتمر صحفي في بنغازي.. إن هذه المهلة بدأت أمس الجمعة مشيرا إلى أن هذا الأمر ربما سيعطي الفرصة لأكبر عدد من السكان لمغادرتها.

وأقر عبد الجليل بأن قواته لا تملك الإمكانية لتنظيم الجبهات في سرت وبني وليد لأنها عبارة عن مناطق صحراوية والمناطق التي تفصل بينها متباعدة كما أن المقاتلين هناك لا يملكون الخبرة الكافية ويفتقدون إلى التنظيم.

وكان عبد الحميد المدني أمين عام الهلال الأحمر الليبي أكد لوكالة الصحافة الفرنسية أمس وجود أكثر من خمسين ألف نازح ليبي بسبب الأوضاع التي شهدتها البلاد منذ أشهر وخصوصا بسبب المعارك في مدينتي سرت وبني وليد.

وقال.. إنه حتى الأربعاء بلغ عدد النازحين من سرت التي يسكنها حوالي 80 ألف نسمة نحو 18 ألف نازح ومن بني وليد 25ألف نازح مشيراً إلى أن هذا العدد ارتفع بالتأكيد منذ الأربعاء الماضي.
المتحدث باسم القذافي ينفي خبر اعتقاله

ونفى موسى ابراهيم المتحدث باسم قوات معمر القذافي مساء اليوم خبر اعتقاله من جانب قوات المجلس الوطني الانتقالي.

ونقلت ا ف ب عن ابراهيم قوله في مداخلة تلفزيونية.. إن هذا الخبر كاذب وعار عن الصحة.. مشيرا إلى أنه كان قرب جبهة سرت مع 23 من المقاتلين وتعرضوا لهجوم استمر يوما ونصف اليوم من جانب الناتو لكننا خرجنا بسلام وانتقلنا إلى جبهة أخرى.

وكان قادة عسكريون في قوات المجلس الوطني الانتقالي نفوا في وقت سابق اليوم اعتقال موسى ابراهيم مؤكدين أن من اعتقل هم أفراد من عائلته فحسب.

ومن جهة ثانية نقلت رويترز عن ماركال ايزارد المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر قوله إن عمال إغاثة من اللجنة الدولية للصليب الأحمر تمكنوا اليوم من إدخال إمدادات طبية إلى سرت.. بينما يتزايد القلق على المدنيين المحاصرين في المدينة التي تتعرض للقصف العنيف.

وأضاف أنه سمح لشاحنة محملة بالامدادات وسيارتين تقلان مجموعة من عمال الإغاثة الأوروبيين العاملين بالصليب الاحمر بعبور نقاط تفتيش يحرسها مقاتلون من قوات المجلس الوطني الانتقالي الليبي.

وقال ايزارد.. إن اللجنة الدولية للصليب الأحمر أدخلت حقائب طبية تكفي لعلاج نحو 200 مصاب إلى مستشفى سرت إلى جانب وقود لمولد الكهرباء بالمستشفى.

لكن المتحدث قال إن الفريق الذي يضم أربعة أفراد والذي سمحت له قوات العقيد معمر القذافي أيضا بالتحرك سمع أصوات إطلاق نار متواصلة ولذلك لم يتمكن من دخول المستشفى.

وقال الأطباء في المستشفى الذي انقطعت عنه الكهرباء.. لعمال الإغاثة إن هناك 200 مصاب في المستشفى.

المصدر: وكالات