«الاندبندنت» تكذّب رواية أحداث القطيف الرسمية: 27 مصاباً بأعيرة نارية كلهم من المدنيين
اكد وزير الداخلية السعودي الامير نايف بن عبد العزيز أن بلاده «مستقرة أمنياً»، وأنها تكفل لمواطنيها «العيش بحرية دون قيود على تحركاتهم»، غداة المواجهات في منطقة القطيف الشرقية في البلاد والتي خالفت تقارير إعلامية ما ذكرته عنها السلطات السعودية، وأكدت أن الشرطة أطلقت النيران الحية على آلاف المتظاهرين الذين طالبوا بالإفراج عن معتقل مسنّ مما أسفر عن سقوط 27 جريحاً كلهم من المحتجين. أما إمام بلدة العوامية حيث دارت المواجهة فدعا إلى عدم استخدام السلاح في وجه السلطات بل «زئير الكلمة».
وقال نايف بن عبد العزيز إن بلاده «مستقرة أمنياً، وتكفل لمواطنيها العيش بحرية دون قيود على تحركاتهم وذلك رغم الظروف المحيطة بها». وأضاف «أن السعودية تسعى دائماً إلى السلم والسلام في العالم وتتمنى الاستقرار لجميع دول العالم ويؤلمها ما يحدث للعالم العربي هذه الأيام من اضطرابات».
وذكرت صحيفة «الاندبندنت» البريطانية تفاصيل عن مواجهات العوامية، تناقض ما أعلنته السلطات عن أن معظم المصابين من قوى الامن. وقالت المصادر الطبية في مستشفى القطيف إنها استقبلت 27 مصاباً كلهم من المدنيين، وأن معظم الإصابات ناتجة عن أعيرة نارية.
وكانت التوترات قد بدأت يوم الأحد الماضي، عندما ألقت قوات الشرطة القبض على مسنّ يبلغ من العمر 60 عاماً لإجبار ابنه، المتهم بالمشاركة في احتجاجات مناهضة للحكومة، على تسليم نفسه. وهو ما جعل 25 ألف متظاهر، يقصدون مقر شرطة المدينة للمطالبة بالإفراج عنه، لكن قوات الشرطة امتنعت عن تنفيذ مطالب المحتجين، فرشقوا المبنى بالحجارة، قبل أن تردّ القوات بإطلاق النيران الحية عليهم.
وقال المتحدث باسم حركة التطور والتغيير في القطيف أحمد الراية «قوات الأمن لم تكتف بهذا. بل اعتقلت الناشط الحقوقي فاضل المنصف، عندما سألهم عن مصير المسن المعتقل، واعتقلت شخصاً آخر سأل عن فاضل». واستطرد «الاحتجاجات المطالبة بالديموقراطية بدأت منذ شباط الماضي، لكن الشرطة حينها كانت تطلق نيراناً تحذيرية في الهواء، الآن أطلقت النيران على المتظاهرين مباشرة».
وأعرب المعارض السعودي حمزة الحسن المقيم في بريطانيا عن قلقه من «اندلاع اشتباكات مسلحة بين أهالي المنطقة والقوات الحكومية»، مؤكدا أنه منذ أيلول الماضي، والمحافظة كلها تشهد تواجداً أمنياً كثيفاً. وتوقع الحسن أن يتسع نطاق الحركة الاحتجاجية «أعتقد أن 70 في المئة من السعوديين، ممن يقعون تحت سن الثلاثين، لا يملكون وظائف. وتتركز هذه النسب في مدينتي العواميّة والصفوة الواقعتين في القطيف. كما أننا طالبنا منذ سنوات طويلة بعقد انتخابات ومجالس بلدية، إلا أن الحكومة لم تنصت لنا».
وكانت مصادر رسمية قد قالت «إن الاحتجاجات تقف وراءها دولة أجنبية (في إشارة إلى ايران). وعلى المواطنين في القطيف أن يحددوا ولاءهم لأي دولة بالضبط». وهددت بشكل واضح «سنضرب بيد من حديد على كل من يتعدّى خطوط النظام العام».
من جهته، قال إمام بلدة العوامية نمر النمر إن «المنهج العام لحراكنا في مقارعة الظلم والسلطات الظالمة يعتمد على زئير الكلمة ومنهج السلطات يعتمد على ازيز الرصاص والترهيب والتنكيل والقتل والسجن». وشدّد على ان «سلاح الكلمة اقوى من الرصاص»، لان السلطات ستربح في معركة السلاح.
واوضح في هذا السياق «اما ان نقاوم أزيز الرصاص بأزيز الرصاص وبالتالي سنُغلب لأن السلطة اقوى منا بما لا يقارن. بازيز الرصاص نحن مغلوبون حينما نواجه السلطة بسلاحها. هذا خيار وهو يؤدي إلى الفشل». واضاف ان الخيار الآخر هو ان «السلطة تواجهنا بزئير الكلمة وهي اضعف منا في ذلك ولا يمكن ان تتحمل زئير كلمتنا ولو واجهتنا بزئير الكلمة فسننتصر لاننا اقوى منها مع فارق كبير في قدرتها وقدرتنا في زئير الكلمة». واتهم النمر «السلطة باستفزاز الناس، لذلك نحن موقفنا ليس مع رد الرصاص بالرصاص لكن ليس مع ادانة هؤلاء وفتح الباب امام السلطة لاعتقالهم والتنكيل بهم هذا غير مقبول ايضاً».
المصدر: السفير+ وكالات
التعليقات
نظرية المؤامرة مرة أخرى
السعودية
إضافة تعليق جديد