«..والهـوى» نـزار قبانـي فـي معـرض غيـر تقليـدي
«.. والهوى» عنوان المعرض الذي قدّمه محترف جورج الزعني عن نزار قباني. المعرض لا يمت بصلة إلى المعارض بمفهومها التقليدي. بل جاء بمفهوم حداثي لم يسبقه أحد إليه. طاولات بلاستيك بيضاء، وضعت فوقها صور لنزار في طفولته وشبابه. صور لأبنائه وأصدقائه وأهله. لياسمينة الدار ولبيته الدمشقي. الورد المجفف يملأ المكان. فوق الطاولات والكراسي وتحتها. كمشة هنا وكمشة هناك. الصور مقسّمة إلى مراحل ملوّنة: المرحلة الرمادية في لندن والمرحلة الوردية في إسبانيا والمرحلة الصفراء. صور تجمعه مع شخصيات معروفة مثل محمود درويش وسميح القاسم وأنسي الحاج وإحسان عبد القدوس ومحمد عبد الوهاب وأدونيس وغيرهم. بعض أبياته الشعرية مكتوبة بخط اليد ومعلقة على الجدران. «يا شام إن جراحي لا ضفاف لها/ فمسحي عن جبيني الحزن والتعبا». وبعضها الآخر مطبوع فوق صور لشوارع دمشقية مثل ساحة يوسف العظمة. «فرشت فوق ثراك الطاهر الهدبا/ فيا دمشق، لماذا نبدأ العتبا؟»، دواوينه معروضة أيضاً فوق كراسي بلاستيك بيضاء بعضها نظيف وبعضها متسخ، تسيل على إحدى أقدامها خيوط بنية ربما تكون من بقايا فنجان قهوة دمشقية. سلة مملوءة بحلوى السمسم تتدلّى من طرفها قماشة بيضاء مطرزة بعنوان المعرض «.. والهوى». ربما تكون الذاكرة المفقودة هي الثغرة الوحيدة في المعرض. أو أنها الفكرة التقليدية عن الذاكرة. إذ لا يمكن للصور وحدها أن تشكل ذاكرة وليست الذاكرة مجرد بيوت دمشقية عريقة ولا ياسمينة يانعة متدلية ولا فنجان قهوة ولا رائحة هال.
ديمة ونوس
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد