حزب بوتين يخسر الثلثين وسط اتهامات بالتزوير
وجّه الناخبون الروس ضربة قوية لحزب «روسيا الموحدة» الحاكم بزعامة رئيس الوزراء فلاديمير بوتين من خلال تقليص غالبيته في البرلمان، في انتخابات أظهرت تزايد الاستياء من هيمنته على البلاد، في الوقت الذي يستعد فيه لاستعادة منصب الرئيس. وأظهرت النتائج غير النهائية مواجهة «حزب روسيا الموحدة»، بزعامة بوتين، صعوبة حتى في الفوز بخمسين في المئة من الأصوات مقابل أكثر من 64 في المئة قبل أربع سنوات.
وبحسب أرقام «التوزيع الأولي للولايات» التي أعلنتها اللجنة الانتخابية، أمس، حصل الحزب الحاكم على 49.94 في المئة من الأصوات، أي ما يعادل 238 مقعداً من أصل 450 بعد فرز الأصوات في 70 في المئة من مراكز الاقتراع لانتخابات مجلس الدوما، وخسر بالتالي غالبية الثلثين التي أتاحت له تعديل الدستور.
وأعلن رئيس اللجنة الانتخابية المركزية، فلاديمير تشوروف، أن الحزب الشيوعي الذي حلّ في المرتبة الثانية من نتائج الانتخابات التشريعية الأحد حصل على 92 مقعداً، وحزب روسيا فقط (وسط يسار) على 64 مقعداً والحزب الليبرالي الديموقراطي على 56 مقعداً، بحسب قواعد توزيع المقاعد في هذه الانتخابات التي تعتمد نظام النسبية.
من جهة أخرى، أعلن بيان مراقبي منظمة الأمن والتعاون أمس أن الانتخابات الروسية شهدت «انتهاكات كثيرة» خلال فرز الأصوات، وخصوصاً «حشو صناديق الاقتراع». وذكر البيان أن «الانتخابات كانت منظمة جيداً، إلا أن العملية تدهورت على نحو ملحوظ خلال فرز الأصوات الذي شهد انتهاكات كثيرة للعملية، وخصوصاً مع إشارات جدية بحصول حشو لصناديق الاقتراع».
وأضافت المنظمة أن «المنافسة السياسية (كانت) محدودة وغير منصفة» خلال الحملة الانتخابية. وأشارت إلى «عدم استقلالية» السلطات الانتخابية ووسائل الإعلام. إلا أنها أشارت إلى أنه «على الرغم» من هذه الجوانب الناقصة، «مارس الناخبون حقهم في التعبير عن رأيهم». وفي أول ردّ فعل للحزب الحاكم، أكد الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف أن حزبه مستعد لتكوين تحالفات بشأن قضايا معينة لضمان الحصول على تأييد لإجازة القوانين، فيما علّق بوتين على النتائج بقوله إن «هذه نتيجة مثلى تعكس الوضع الحقيقي في البلاد، وبناءً على هذه النتيجة نستطيع ضمان النمو المستقر لبلدنا». وأضاف «إنها (النتيجة) تظهر فقد الحزب وزعماء البلاد مكانتهم».
من جهته، اتهم زعيم الحزب الشيوعي الروسي، غينادي زيوغانوف، الحزب الحاكم بتزوير ما يصل إلى 15% من الأصوات، وقال إن حصول حزبه على 90 مقعداً في الدوما يسمح له بطرح تصويت بحجب الثقة عن الحكومة.
أما فلاديمير ريجكوف، وهو زعيم معارض ليبرالي منع من الترشح، فعلّق بقوله إن «هذه الانتخابات غير مسبوقة لأنها أجريت على خلفية انهيار الثقة ببوتين والرئيس مدفيديف والحزب الحاكم». وأشار إلى أن الانتخابات الرئاسية في آذار المقبل ستتحول إلى أزمة سياسية أكبر وإحباط وخيبة أمل مع مزيد من البذاءة والاستياء وحتى تصويت احتجاجي أكبر.
وفي ردود الفعل الدولية، أبدت الولايات المتحدة، على لسان وزيرة خارجيتها هيلاري كلينتون، «تخوفات جدية» بشأن الطريقة التي أدارت بها روسيا الانتخابات التشريعية.
من جهته، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، هونغ لي، «نحن نعتقد أن نتائج الانتخابات ستفيد الوحدة الاجتماعية والاستقرار الوطني والنمو الاقتصادي في روسيا»، مضيفاً أن بلاده تحترم خيار الشعب الروسي، وأن نتائج الانتخابات ستفيد البلاد.
ونقلت وكالة أنباء الصين الجديدة «شينخوا» عن هونغ قوله إن الصين ستعزز روابطها الثنائية مع روسيا والعمل على بناء شراكة استراتيجية شاملة.
المصدر: الأخبار
إضافة تعليق جديد