روث ستون ذكرى جميلة في تاريخ الشعر الأمريكي
إن القارئ للشاعرة الأمريكية اللامعة روث ستون, يدرك أنها تمتلك من الموهبة والبراعة ما يجعل شعرها يستحق الذكر، لك أن تقرأه كما تشاء؟ فكيف نقرأ روث ستون؟
تكتسب الأعمال العظيمة قيمتها بقدر ما تعبر عن الواقع وتعكس ما يود لسان حالنا بالإفصاح عنه. لقد أدركت ستون سر النجاح, فامتلكت بفطنتها مفتاح ذلك النجاح على الرغم من اتهام الكثيرين لها بأن شعرها يبتعد عن البساطة, ويصعب فهمه في غالب الأحيان. فأسلوبها يكتنفه الغموض، إلا أن ذلك لا ينفي عنها صفة الحرفية حيث تنبض بين حروفها مشاعر من نوع خاص, هي مزيج من السعادة والألم.
عندما تلقت جائزة الكتاب الوطنية في عام 2002 عن مجموعتها الشعرية «في المجرة التالية», لخصت سيرتها المهنية قائلة: أمارس كتابة الشعر منذ أن كان عمري خمس سنوات. لم أستطع التوقف، ولن أتوقف, لا أجد تفسيراً لذلك. فالشعر بالنسبة لي أشبه بجدول ماء عذب يرافقني مادمت حية، شهد محطات حياتي ولا يزال بقربي إلى اليوم, لم أملّ منه أو يمل مني. أناجيه ويناجيني، في أوقات حزني وفرحي. أصغي تماماً إلى ما يوحي إليّ, فأغرف مما يقدمه وأدون, لم يبخل علي قط. فأنا أدين له بالكثير.
إلى جانب جدولها كثيراً ما وقفت أمها لتدون في سجل تاريخها المهني فضلاً آخر عليها. فهي التي شجعتها على مطالعة الأعمال الأدبية العظيمة. وكثيراً ما قرأت لها تينسون قبل النوم, كما شجعتها على الكتابة في سن مبكرة.
كانت ستون مولعة بالأدب الروسي منذ صغرها, فأكثرت من قراءة معظم روايات الكتاب
العالميين معتمدة عبر مسيرتها المهنية على ما تدعوه المكتبة المتنوعة والفكر الأنثوي تعترف ستون بأن العالم ومواقف الحياة اليومية البسيطة, قد أوحت لها بالعديد من الأفكار، وجعلت لغتها أكثر لطفاً ومرونة, لذلك تراها تميل إلى الشعر أكثر منه إلى النثر. كتبت معظم أعمالها الشعرية في منزلها الريفي في مدينة غوشن, في فيرمونت, وفيه نشرت كتابها الأول في الشعر بعنوان في «وقت قزحي» سنة 1958 بعد شراء ذلك المنزل الريفي بوقت قصير من المكافأة التي حصلت عليها إثر نيلها جائزة البيس هوكين للشعر.
بعد فشل زواجها الأول, تزوجت من والتر عام 1945 الذي أضاف إلى مسؤولياتها كأم لثلاث فتيات, مسؤولية أخرى تجاه زوجها, الذي كان حريصاً على نجاحها واستمرارها في العمل. بالمقابل كانت ستون أشد حرصاً على راحة أسرتها وزوجها والتر أستاذ اللغة الإنكليزية في كلية فازار.
كتب الزوجان العديد من الأعمال الشعرية والنثرية, فكانا يستمتعان بنقد بعضهما البعض, وحصدا نجاحاً مبكراً يحسدان عليه, بدأت ثماره تظهر في نيويورك أولاً.
نشرت ستون 13 كتاباً في الشعر, كان منها كتاب بعنوان «قصائد وأشعار جديدة» عام1975 وكتاب بعنوان «البساطة» عام 1995 وآخر يحمل عنوان «في الظلام» عام2004 . أما آخر عمل لها كان كتاب «كيف يأتي الحب» وقد نالت عليه جائزة البوليتزر عام 2009
لم تتزوج والتر مرة ثانية بعد وفاة زوجها والتر، وتابعت الاهتمام بأسرتها والكتابة، وعملت أستاذة مساعدة في تدريس اللغة الإنكليزية والكتابة الإبداعية في كلية رادكليف - كامبريدج، وفي جامعات الهند وكاليفورنيا ونيويورك وهناك تم تثبيتها في العمل بعد أن أصبح عمرها 77 عاماً لم تمل فيه من العطاء طوال مسيرة حياتها, إلى أن توفيت يوم 19 تشرين الثاني الماضي عن عمر ناهز الـ96 عاماً, مخلفة سجلاً حافلاً بالإنجازات التي تستحق القراءة و الوقوف عندها.
عن الغارديان ترجمة: إيمان الذنون- تشرين
إضافة تعليق جديد