الطلاب السوريون في لبنان ضحية تيار المستقبل
لا تقتصر غربة الشباب السوري إلى لبنان فقط من اجل تحصيل لقمة العيش بل تتعداها لتشمل التحصيل العلمي، وكما هو معروف تشكل الأكلاف المرتفعة للمعيشية في لبنان عبئاً ثقيلاً يئن تحته معظم الطلاب السوريين الشباب فيلجأون إلى البحث عن فرص عمل مسائية تمكنهم من تامين تكاليف متابعة تحصيلهم العلمي إلى جانب عملهم.
ولأن من طلب العلى سهر الليالي، يتوجب على الطلاب السوريين تلقي الإهانات إلى جانب سهرهم.
يقول الطالب السوري أ. الحاج سليمان بحسرة :"أتمنى أن يعامل الطلاب السوريون في الجامعات اللبنانية كما تعامل الجامعات السورية الطلاب اللبنانيين المنضوين في صفوفها".
الحاج سليمان الذي قام بنقل تسجيله من الجامعة اللبنانية في بيروت الى الجامعة السورية بدمشق بعد قرار الرئيس السوري بشار الأسد "الإختياري" بمنح الطلاب السوريين حق التسجيل في الجامعات السورية على خلفية الإشكالات التي تعرضوا لها العام الماضي، يقول :"ولكن وبسحر ساحر كان للأحداث التي تمر بها سورية مفعول السحر في تغيير نظرة إدارة بعض الجامعات ومسؤولي الطلبة في بعض الأحزاب والتيارات، الى الطلاب السوريين".
ويشير الحاج سليمان الى مصاعب جمة واجهها وزملاءه الطلبة في الجامعات اللبنانية حتى قبل آذار الماضي من الخصوم والأصدقاء على حد سواء، ويقول :"تجربة مريرة عشناها، عوملنا كالحيوانات وعلى وجه الخصوص في جامعتي العربية، واللبنانية فرع الأونيسكو, كنا نتلمس الفرق بين المعاملة التي نتلقاها من ادارة الجامعة وبين المعاملة التي يتلقاها الطلاب اللبنانيون، كما لا يمكن إغفال موضوع اضطرار الكثير من الطلاب الى السكن في منطقة الضاحية الجنوبية في بيروت لتحاشي المضايقات التي كانوا يتعرضون لها".
يتابع الحاج سليمان قائلاً: " ولكن مع ولادة الأزمة السورية، بدأنا نتلمس ما يشبه بداية تغيير في نظرة الإدارة ومسؤولي الطلاب نحونا، اعتقدنا بداية أنهم يتعاطفون معنا بناء على الأحداث التي تشهدها سورية، لأننا تعلمنا أننا شعب واحد في دولتين!!! أصبح البعض منا يحاط برعاية دائمة وفوجئنا أن أساتذتنا يحاولون فتح نقاشات عن الأوضاع التي تعيشها سورية، وعن كيفية حل الأزمة".
ويقول :"ومع مرور الأيام حاول طلاب تيار المستقبل التقرب منا أكثر فأكثر، يستمعون الى مشاكلنا ويحاولون في أغلب الأحيان حلها، لم أتمكن من فهم ما يجري ولماذا التبدل المفاجئ في العلاقة بيننا وبينهم، فكل ما هو سوري كان مكروها من قبلهم، وخذلتني خبرتي المعدومة في السياسة في معرفة ماهية خلفيات هذا الإحتضان.تساؤلات كثيرة طرحناها عن هذا السر الذي غير يومياتنا المثقلة بالإهانات، إلى أن بدأت السماء الزرقاء تنقشع بعد جلاء الغيوم الربيعية.
"المطلوب توحيد صفوف الطلاب السوريين في لبنان ضد النظام السوري والعمل على إسقاط الإتحاد الوطني لشباب سورية" هذا ما أسره لنا الطالب م. بكور عقب لقاءاته المتتالية مع مسؤولي قطاع الطلاب في تيار المستقبل، ويتابع الحاج سليمان قال لنا بكور: "أن مسؤولي الطلاب وعدوه بمساعدة كل طالب سوري معارض على شتى الصعد، ووصلت الوعود والإغداقات حد التوسط لدى بعض الأساتذة للمساعدة في ترفيع الطلاب من غير الناجحين".
لم تقتصر وعود" المستقبل " عبر م. بكور على المساعدة في ترفيع الطلاب بل تعدتها لتشمل الحماية وتأمين خدمات تتعلق بالمسكن وتأمين الأموال للناشطين من الطلاب، وبالمقابل يتوجب علينا في بادئ الأمر تنظيم أنفسنا في جماعات كل حسب منطقته، وإجراء مسح شامل للطلاب السوريين لمعرفة الطلاب المعارضين من الموالين، عبر استمارات لمعرفة انتمائهم الحزبي أولاً، واذا ما كانوا يترددون على مبنى السفارة السورية في لبنان، ومدى تأييدهم للنظام السوري.
انتقل الخلاف الى الطلاب السوريين أنفسهم يردف أحمد، بحيث أن بكور استطاع استقطاب عشرات الطلبة، بدأوا يتعاطون بفوقية مع الطلاب السوريين الموالين ولم يسلم حتى المحايدون منهم، كما أصبحوا يهددون ويتوعدون الطلاب الذين يعارضونهم و يطلبون العون من طلاب "المستقبل "في الإشكالات والصراع لم يقتصر في باحات الجامعة و"القهاوي" المحيطة بل امتد الى داخل غرف التدريس، وساهم الأساتذة في صب الزيت على النار عبر اتباع المثل الشائع "فرّق تسد" بين الطلاب.
ويقول الطالب ر. قنديل من دير الزور :"مع دخول الأزمة شهرها الثالث ثم الرابع، توسع عمل الطلاب المعارضين ليشمل جامعات أخرى، تفاجأنا حين علمنا أن جامعة بيروت العربية شهدت اشكالاً حاداً بين المعارضين والموالين الذين تعرضوا لضرب مبرح عقب قيام المعارضين بطلب العون من بعض سكان منطقة طريق الجديدة".
إلا أن الحاج سليمان يؤكد "أن التململ بدأ يسود بين الطلاب المعارضين في الجامعة اللبنانية بعيد سماعهم بأخبار تفيد أن نظراءهم في جامعة بيروت العربية يتلقون مساعدات مالية وتقديمات أخرى تغيب عنهم"، والجدير بالذكر "أن تيار المستقبل استقطب الطلاب السوريين الذين افتعلوا الإشكال الكبير في العام الماضي بالجامعة اللبنانية في الحدث مع طلاب حركة أمل، ودفعوا عن بعض الطلاب رسوم التسجيل في الجامعة العربية، وهؤلاء الطلاب يعول المستقبل عليهم في تنظيم المظاهرات التي يجري التخطيط لها مستقبلاً، كما طلب منهم استدراج معارفهم من الطلاب في جامعات سورية ليتم تسجيلهم في الجامعات اللبنانية وتوزيعهم على كليات صيدا وزحلة وبيروت وطرابلس ليشمل حراكهم أكبر عدد ممكن من الجامعات".
يشير أحمد الى محاولة "المستقبل" التفريق بين طلاب المعارضة أيضاً فهم بداية عمدوا الى تعويم الطلاب الدرعاويين ثم عندما بدأت حماه تتظاهر بكثرة لجأوا الى احتضان الحمويين.
ويتابع ان المعارضين من الطلاب الدمشقيين والحلبيين يتعرضون للسخرية والإستهزاء، ومرد ذلك عدم حصول مظاهرات معارضة للنظام في هاتين المدينتين.
يشكل الطلاب م.ش وز.س وأ. و، و م.ب وآخرون المجموعة الرئيسية للمعارضة الطلابية بحسب الحاج سليمان، فهم يمسكون بزمام توزيع الأموال والخدمات، رغم اشكال كان وقع بينهم وبين مسؤولي" المستقبل "على خلفية طلب التيار الازرق توزيع الأموال بشكل شخصي ومباشر على الطلاب المعارضين.ويشيرالى أن هذه المجموعة لا تكتفي بالمعارضة بل بالحض على كراهية كل شخص لا يسير خلف شعاراتهم، وأنهم يوهمون بعض الطلاب بأنهم سيكون لهم شأن كبير في المستقبل.
يختم الحاج سليمان بالقول :"كنت أتمنى أن يلقى الطلاب السوريون معاملة أفضل وعلى غير وارد الأزمة التي تمر بها سورية، لأنني أعتقد أن الإنسان يجب أن ينظر الى أخيه الإنسان دائماً وليس وفق أهواء ومصالح، فلماذا أكسب عداوة أبناء جلدتي من أجل ارضاء مكون حزبي خارجي لا يفقه شيئاً عن مشاكل وأزمات وطني الحقيقية".
المصدر: عربي برس
إضافة تعليق جديد