اشتباكات بين مسلحي المعارضة السورية في الزبداني
هل بدأت "الثورة" تأكل نفسها... ريف دمشق مثال!!
شهد ريف دمشق خلال الأسبوع الماضي عدة أحداث أمنية مثيرة للاهتمام، تمثلت في اشتباكات حدثت على مدى يومين في منطقة البساتين الزراعية في الزبداني، ولكن اللافت هذه المرة أن الاشتباكات وقعت في ظل غياب أمني أو عسكري واضح عن المنطقة، وعزا البعض هذا الغياب إلى أن الاشتباكات حدثت بعد خلاف حاد وقع في صفوف المؤيدين ل "الاحتجاجات".
وقد تناقل السكان روايتين للاشتباكات التي استمرت لفترة طويلة , حيث أفاد أحد السكان وهو من وجهاء المنطقة في قرية مضايا (50 كم غرب دمشق) أنهم استيقظوا صباح أول أمس على صوت إطلاق كثيف للنيران، في منطقة محددة من البساتين الزراعية، وقد استمر إطلاق النار لمدة تزيد عن الساعتين، حيث كانت العيارات النارية تشتد حيناً وتخف تارة أخرى.
ويضيف :"اعتقدنا أن هناك اشتباكا أو كمينا قام به المسلحون لدوريات أمنية أو لعناصر من الجيش، كما حدث في الأشهر الماضية، ولكن تفاجأنا بعد أن توقف إطلاق النار بعدم وجود أي تحركات عسكرية أو أمنية في المنطقة، ما أعطانا انطباعا أن الاشتباكات لم تكن بين الأمن والمسلحين".
ويتابع :"لاحقاً علمنا أن خلافاً حدث بين مجموعتين من المسلحين، في منتصف الليل على خلفية تقاسم الأموال التي قامت المجموعتان بتسلمها من مصادر مجهولة لتوزيعها على المشاركين في العمل المسلح، ويقال أن فريقا من الطرفين اعتبر أن له الأحقية في أخذ القسم الأكبر من المال لأن أفراده عددهم اكبر ويشاركون في عمليات أكثر، وهو الامر الذي رفضه الطرف الآخر فتطور الخلاف من ضرب بالأيدي بين شخصين، الى إطلاق النار ثم الى اشتباكات بين الطرفين، استمرت لساعات".
ولدى سؤال "عربي برس "عن مصدر الأموال التي كانت موضوع القسمة بين المجموعتين اكتفى المصدر بالقول " أن الأسبوع الماضي شهد عدة عمليات "تشليح" (سلب وسطو مسلح)... وفهمكم كفاية".
أحد المصادر الأمنية في المنطقة أكد أن عدة عمليات سطو حدثت في الآونة الأخيرة في المنطقة، حيث قام مجهولون بالسطو على عدد من الفيلات والشقق السياحية، والتي تعود بالغالب لأشخاص من خارج المنطقة، وتم سلب كل ما فيها، وتكسير بعضها.
أيضاً قام مجهولون بخطف عدد من الأشخاص مع سياراتهم وطالبوا بفدية مالية ضخمة، وسلبوهم كل ما يحملون من أموال وهواتف، وتركوهم لاحقاً. ويتحدث مصدر امني عن حادثة تم من خلالها خطف شاب من خارج المنطقة يقود سيارة من نوع (بي أم دبليو) وطلبوا منه فدية 3 ملايين ليرة سورية وهددوه بحرق سيارته وقتله في حال عدم تامين المبلغ، وبعد وقت استطاع أهل الشاب تأمين مبلغ 700 ألف ليرة سورية، أخذها المسلحون وتركوا الشاب وسيارته.
رواية اخرى للاشتباكات في بساتين منطقة الزبداني يتداولها المعارضون.
أحدهم وهو يصف نفسه بأنه "عضو في التنسيقيات"، أقر بأن الاشتباكات حدثت بين مجموعتين من "الثوار"، ولكنه قال إن الرواية الأولى غير صحيحة، وأن الخلاف حدث على خلفية طلب أحد أعضاء "التنسيقيات"، من مجموعة مؤلفة من 7 أشخاص تقوم بعمليات سلب و"تشليح" الكف عن ذلك لأن هذا السلوك يسيء ل"الثورة"، فرد عليه أفراد المجموعة بأن هذا الأمر لا يعتبر سرقة، وليس حراما، لأنه يخدم "الثورة"، وخصوصاً في ظل ضعف التمويل بعدما اقفلت القوات السورية معظم معابر التهريب من لبنان الى المنطقة.
ويضيف المصدر ان أحد أفراد المجموعة التي تمارس السرقة قام بتوجيه الشتائم للمعارض الرافض لعمليات السلب ووصفه بأنه "عميل للنظام" فاشتبك الطرفان بالأيدي، ولاحقاً تطور الخلاف إلى اشتباك بالرشاشات.
المعارض لم يدل بأية معلومات حول الإصابات أو القتلى بين الطرفين، معتبراً الموضوع من الأسرار التي لاينبغي الكشف عنها، وموضحاً أن هناك مساعي بين الطرفين لحل الخلاف وتهدئة الوضع.
وعن ضعف التمويل ومصدره، اكتفى المعارض بالقول أن هناك بالفعل ضعفا في مصادر التمويل، وخصوصاً بعد انتشار الجيش السوري وإغلاقه الحدود مع لبنان، وتشديد السلطات السورية على الحوالات الواردة من خارج القطر، ولكنه استدرك أن الأغنياء في المنطقة ما زالوا يدعمون "الثورة "ويقدمون لها ما تحتاجه من أموال وسلاح.
حادثة أخرى تجب الاشارة اليها تمثلت في عملية أمنية نفذتها وحدة من الجيش السوري داهمت خلالها مجموعة من المسلحين في منطقة الزبداني، واشتبكت معهم لمدة طويلة، فطلبوا خلالها العون من "تنسيقيات "القرى المحيطةوخصوصاً بعد مفاجأتهم بتطويق الجيش السوري لهم من كل الأماكن وإحكام السيطرة على المنطقة وعدم قدرتهم على الصمود... ولكن لم يأت أي دعم من "ثوار" القرى المحيطة إلا بعد مرور وقت من الزمن، وانتهاء المعركة وسيطرة الجيش على الموقف، وتكبيده المسلحين خسائر كبيرة، ووقوع الكثير منهم بين قتيل وأسير، وفرار البقية, ما اعتبره الكثيرون تقاعساً من قبل "الثوار"، وذهب البعض إلى وصف ما حصل بالخيانة.
ماهر العظمة ـ عربي برس
إضافة تعليق جديد