المراقبون يهربون من حماة ويوقفون برنامجهم بدير الزور وينسحبون من اللاذقية
ليل الإثنين الماضي كان صاخباً جداً في حماة، التي شهدت مداخلها وأحياؤها الساخنة عند الحادية عشرة، هجمات عنيفة من المجموعات المسلحة والمنظَّمة، التي فتحت نيران أسلحتها الحربية المتنوعة، على النقاط التي تتمركز فيها وحدات من الجيش وقوى حفظ النظام، التي اضطرت للرد بالمثل، لتمنع تلك المجموعات من التمادي في الاعتداء عليها، والإيقاع بعناصرها، وقد تم تبادل إطلاق نار كثيف في مختلف أحياء المدينة الساخنة، وفي محيط الفندق الذي ينزل فيه مراقبو الجامعة العربية، الذين غادر خمسة منهم المدينة في صباح أمس، خشية على حياتهم من تلك الاعتداءات، التي قد تتكرر في أي لحظة، رغم طمأنات المحافظ الدكتور أنس عبد الرزاق الناعم، الذي زار المراقبين في مقر إقامتهم عند التاسعة والربع من صباح أمس، ليهدئ من روعهم، وليؤكد لهم أن ما سمعه المراقبون ليلاً، هو صوت رصاص المجموعات المسلحة التي هجمت على نقاط تمركز عناصر حفظ النظام ووحدات الجيش التي تسهر على أمن المدينة ومواطنيها.
ولكن ذلك لم يجدِ، إذ غادر رئيس بعثة المراقبين، الجزائري «ساعد بلعابد» ومعه 4 مراقبين- 3 مصريون والرابع سعودي- حماة إلى العاصمة دمشق قرابة العاشرة، ليحضر خمسة مراقبين غيرهم اليوم الأربعاء.
وكانت المدينة قد عادت أمس الثلاثاء إلى حياتها الطبيعية، وعاد الاكتظاظ إلى شوارعها وساحاتها وكراجاتها، والنشاط إلى أسواقها التجارية، والحيوية إلى دوائرها الرسمية، والهدوء والاستقرار على امتحانات طلابها.
على صعيد آخر، فقد أقدمت مجموعة إرهابية مسلحة على قتل المواطن «أحمد محمود هنداوي» صاحب مخبز الخيرات على حي طريق حلب بمدينة حماة أثناء خروجه من منزله إلى عمله.
وذكرمصدر رسم بأن المجموعة هاجمت المواطن المغدور، وفتحت نيران مسدسات حربية عليه، ما أدى إلى إصابته بأربع طلقات نارية، اثنتان منها استقرتا في الصدر وواحدة في الرأس، وأخرى في البطن، ما أدى إلى وفاته فوراً.
وأضاف المصدر: إن مسلحين حاولوا قتل المواطن «عباد جانودي» العامل في مديرية اتصالات حماة، أثناء وجوده في متجره بحي الأندلس، حيث أطلقت النيران عليه، ما أدى إلى إصابته بطلق ناري نقل على أثرها إلى مشفى الحوراني بحماة.
ولفت المصدر إلى أن الجهات المختصة بالتعاون مع المجتمع الأهلي في منطقة سلمية، تمكنت من تحرير المعلمة «أليسار حسون» التي تم اختطافها من قبل مسلحين عند مفرق الحانوتة شرقي بلدة العقيربات في منطقة سلمية بعد أن تم اختطافها لعدة ساعات.
وبين المصدر أن المعلمة حسون كانت متوجهة صباح أمس، إلى مكان عملها في مدرسة الحانوتة، عندما اعترضتها مجموعة مسلحة تستقل سيارتين الأولى نوع شفر بيضاء اللون والأخرى بيك أب.
-من جهة أخرى أوقف وفد بعثة مراقبي جامعة الدول العربية برنامجه في محافظة في دير الزور بشكل مفاجئ وعاد إلى دمشق دون الإفصاح عن سبب ذلك، غادر وفد البعثة اللاذقية متوجهاً إلى دمشق بعد تعرض إحدى سياراته لاعتداء من قبل شبان غاضبين ومستائين من سلوك الجامعة العربية تجاه سورية.
ووصل وفد البعثة إلى دير الزور مساء الإثنين، واتخذ من أحد الفنادق الخاصة مقراً لإقامته، دون الإشارة رسمياً إلى جدول أعماله أو المدة الكافية لإنهاء مهمته في المحافظة.
وعلم أن أعمال الوفد كانت ستشمل في اليوم الأول «الثلاثاء» زيارة المشافي وبعض الأماكن التي شهدت تفجيرات في الفترة السابقة وزيارة السجن المركزي ولقاء مع بعض أفراد من المعارضة ولقاء آخر مع عشرة من شيوخ العشائر.
وحرصنا» على الحضور باكرا في مقر إقامة الوفد لمواكبة وتغطية تحركاته، ولم تكن المؤشرات تدل على نيات بدء التحرك، حيث لوحظ قبيل ساعات الظهر أن أعضاء الوفد بدؤوا بتحميل كامل أغراضهم الشخصية في السيارات الخاصة بهم، ومع ذلك فإن بعض المعنيين بوجودهم معهم رسمياً أشاروا إلى أن محور الحركة سيكون باتجاه البوكمال دون تحديد وجهة دقيقة في المنطقة، إلا أن التحركات في الكواليس والمظهر العام لأعضاء الوفد وما أطلق في الخفاء كانت تؤكد كلها أن الوفد ينوي المغادرة إلى دمشق.
ومع بدء خروج الأعضاء بالكامل إلى سياراتهم بدت الوجهة إلى الناحية المعاكسة للبوكمال ومناطقها، وحينها راجت معلومات مفادها أن الوفد ينوي الذهاب إلى السجن المركزي ومع ذلك لم تتحرك سياراتهم مدة ربع ساعة، وبدا من خلال مسار التحرك أن الوجهة لن تكون إلى السجن ومن المحتمل أن تشمل أحد الأماكن الواقعة على طريق دمشق وهي على التوالي: مشفى الأسد، فرع المخدرات، الأمن الجنائي، إلى البوكمال عن طريق الميادين الجديد الذي يقع خارج حدود المحافظة، ولكن الموكب تجاوز كل هذه المفارق منطلقاً إلى طريق تدمر– دمشق، وبقينا مواكبين لمسار البعثة حتى مغادرتها رسمياً حدود دير الزور عند نقطة كباجب (50 كم).
وبالعودة إلى أسباب المغادرة التي ظهرت مؤشراتها باكراً فإن بعض المعلومات تشير إلى أن رئيس الوفد البحريني الجنسية تلقى على جواله رسالة مجهولة المصدر غير مطمئنة، على حين عزا آخرون المغادرة إلى ورود أوامر من قيادة البعثة لمغادرة المحافظة فوراً.
وكان محافظ دير الزور سمير عثمان الشيخ تحدث مع رئيس الوفد لمعرفة صحة ما أشيع عن مغادرتهم، والأسباب الداعية لها، وحينها أكد البعض أن رئيس البعثة أشار إلى أنه سيتابع مهمته في المحافظة دون تحديد وجهة التحرك، ومع ذلك وقعت المفاجأة وغادر كامل الوفد المحافظة دون تنفيذ أي مرحلة من مراحل مهامه أو التصريح رسمياً سواء بالمغادرة أو بأسبابها.
ولدى وصوله إلى المحافظة صرح الوفد عند وصوله إلى دير الزور بأن أجواء العمل مريحة وأن السلطات المعنية متعاونة معهم بشكل أمثل. وضم وفد البعثة إلى دير الزور عشرة أعضاء، نصفهم من قطر واثنان من البحرين وواحد من كل من السعودية والمغرب والجزائر.
وفي إطار المهمة التي تقوم بها وصل إلى اللاذقية يوم الإثنين وفد من البعثة بعد أن مرت ساعات طويلة على انتظار أهالي المحافظة وصوله بدءاً من مدخل مدينة اللاذقية في دوار جامعة تشرين وصولاً إلى دوار الزراعة ليستغرق مسير موكب الوفد برفقة الموكب الأمني المرافق له مدة ساعتين ليقطع تلك المسافة بين الساحتين والتي لا تزيد على 500 متر نظراً للحشود الشبابية والأهلية الحاشدة التي غصت بها تلك الأمكنة مرددة هتافات استنكاراً لما تتعرض له سورية من حرب كونية تستهدف تقويض وحدتها الوطنية واستقرارها، ورفضاً لمحاولات التدخل الخارجي في شؤونها الداخلية، ودعما للقرار الوطني المستقل بقيادة الرئيس بشار الأسد، مجددين وعيهم وحسهم الوطني لما يحاك ضد وطنهم من مخططات مشبوهة وسط محاولات من المحتشدين للوصول إلى أعضاء الوفد الذين امتنعوا عن النزول من سياراتهم التي أغلقوا نوافذها حتى وصولهم إلى مكان إقامتهم في فندق مريديان اللاذقية.
وبعد أن قالت مصادر أن الوفد سيبدأ جولته إلى المناطق والأحياء التي شهدت توترا وتظاهرات سلمية وغير سلمية في حي الرمل الجنوبي والصليبة وجبلة ليلتقوا بعدها محافظ اللاذقية، عاد الوفد أدراجه إلى دمشق بعد أن قام عدد من الشباب الغاضبين والمستائين بالاعتداء على إحدى سيارات الوفد وضرب إطارات السيارات بالسكاكين وتثقيبها غضباً من توجهات عمل الجامعة العربية وممارساتها التحريضية ضد الشعب السوري وقيادته الوطنية.
دير الزور– وائل حميدي، اللاذقية-ماري عيسى- حماة-محمد أحمد خبازي
المصدر: الوطن
إضافة تعليق جديد