أوروبا تحظـر النفـط الإيـراني بحلول تمـوز وصالحـي يدعـو السـعودية لـ«إعـادة التفكير»
أعلنت مصادر دبلوماسية أمس، أن الاتحاد الاوروبي قد يطبق الحظر النفطي على ايران بحلول مطلع تموز المقبل، ورأى مسؤول أميركي أن العالم باستطاعته الاستغناء عن النفط الايراني، فيما دعا وزير الخارجية الايراني علي أكبر صالحي الذي يزور تركيا اليوم، السعودية إلى «إعادة التفكير» في تعهدها بالتعويض عن الإمدادات الايرانية في السوق العالمية، الذي اعتبره «غير ودي»، وذلك في حين أكدت طهران أنها مستعدة لبحث «أي قضايا» مع فريق الوكالة الدولية للطاقة الذرية الذي سيزور المنشآت النووية الايرانية في أواخر الشهر الحالي.
وأفادت مصادر دبلوماسية بان الاتحاد الاوروبي قد يطبق الحظر النفطي على ايران من الان وحتى بداية شهر تموز المقبل بعد فترة انتقالية تسمح للدول المعنية به بالاستعداد له. وهذا الاقتراح طرحه الدنماركيون الذين يتولون الرئاسة الدورية للاتحاد الاوروبي في النصف الاول من العام 2012. واعلن دبلوماسي ان «اتفاقا ستتم صياغته في الايام المقبلة» على مستوى السفراء الاوروبيين قبل اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي الـ27 في بروكسل الاثنين المقبل. واوضح دبلوماسي آخر ان «تفاهما يرتسم بشأن الفترة الانتقالية».
وكان بعض الدول يأمل بمهلة اقصر تكون بحدود ثلاثة اشهر للبدء بتطبيق الحظر، بينما طالبت تلك التي تقيم علاقات تجارية قوية مع ايران مثل اليونان بمهلة تصل حتى سنة. وكان رئيس الوزراء الايطالي ماريو مونتي الذي تعتبر بلاده اول مستورد للنفط الايراني، دعا الى تطبيق حظر تدريجي تستثنى منه الشحنات التي تستخدم في تسديد الديون المتوجبة على ايران بموجب عقود مع الشركة النفطية الايطالية «ايني».
وأعلن مساعد وزير الطاقة الاميركي دانيال بونمان في جوهانسبورغ ان بإمكان العالم الاستغناء عن النفط الايراني الذي يغطي خصوصا ربع احتياجات جنوب افريقيا. وصرح بونمان الذي يقوم بجولة في افريقيا تزامنت مع تصاعد التوتر مع ايران «انها سوق عالمية والنفط قابل للنقل ويسهل نقله». واضاف «لهذا الغرض اذا تصرفنا بطريقة جيدة ومسؤولة فإن العالم قادر على تلبية الطلب الحالي دون حصول نقص، حتى ولو مارسنا الضغط على ايران كي تلتزم بواجباتها في الحد من الانتشار» النووي في اشارة الى امكانية الاتفاق على عدم شراء النفط الايراني.
من جهته، قال صالحي «ندعو المسؤولين السعوديين الى التفكير مليا واعادة النظر» في مسعاهم للتعويض عن اي نقص في صادرات النفط الايرانية. وهاجم صالحي تصريحات وزير النفط السعودي علي النعيمي لشبكة «سي ان ان» التي قال فيها انه يمكن رفع انتاج النفط السعودي بنحو 2,6 مليون برميل يوميا، وهي الكمية نفسها التي تصدرها ايران، وان العالم لن يسمح لايران بإغلاق مضيق هرمز الاستراتيجي. وقال صالحي «هذه الاشارات ليست ودية».
وقال مندوب ايران في منظمة الدول المصدرة للنفط «اوبك» محمد علي خطيبي ان مقاطعة النفط الايراني تعتبر انتحارا جماعيا للدول الاوروبية. مشددا على ان الولايات المتحدة على اعتاب الانتخابات الرئاسية تحاول ان تثير ازمة اقتصادية في اسواق النفط العالمية. واضاف خطيبي في تصريح لوكالة «مهر» الايرانية للانباء بان دول منطقة اليورو «تواجه ازمة اقتصادية خانقة حاليا ومقاطعة النفط الايراني تسبب كارثة حقيقية لاقتصاد تلك الدول». واضاف ان «الضغوط على ايران لها دوافع سياسية وجل الدول الاوروبية لا تريد مقاطعة النفط الايراني ولكن الولايات المتحدة تضغط على هذه الدول».
الوكالة الذرية
وقال السفير الايراني لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية علي أصغر سلطانية «نحن مستعدون لمناقشة اي موضوعات يهم الوكالة الدولية للطاقة الذرية ان تناقشها في اطار تفويضها»، في إشارة إلى زيارة فريق من مفتشي الوكالة لايران بين 29 و31 كانون الثاني الحالي. واضاف سلطانية، مشيرا الى الخلاف الخاص بالبرنامج النووي، ان المناقشات تهدف الى «ازالة اي لبس او غموض والانتهاء من... العملية التي لا نهاية لها على ما يبدو».
وقال سلطانية إن «هذه البعثة التي سيقودها هرمان ناكرتس ستزور ايران من 29 الى 31 كانون الثاني للتفاوض وبحث المسائل التي ستطرحها الوكالة». واضاف «هذه الزيارة دليل جديد على شفافية البرنامج والانشطة النووية السلمية لايران وعلى تعاوننا مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية».
في المقابل، كرر رئيس التخطيط الاستراتيجي في القوات المسلحة الاسرائيلية الجنرال عامير ايشيل آراء زعماء آخرين في الحكومة الاسرائيلية يقولون إن ايران يمكن أن تتسبب في وجود «غابة نووية عالمية» وتطلق سباقا للتسلح في منطقة الشرق الأوسط المضطربة أصلا. وأوضح ايشيل أن اسرائيل قلقة من أن تشعر سوريا و«حزب الله» وكذلك «حماس» بالطمأنينة في ظل وجود قنبلة نووية إيرانية.
وقال ايشيل في إفادة للصحافيين الاجانب والدبلوماسيين «سيكونون أكثر عدوانية. سيتجرأون على الإتيان بأفعال لا يجرؤون عليها حاليا». وأضاف «لهذا سيحدث هذا تحولا جذريا في الوضع الاستراتيجي لاسرائيل لأننا إذا اضطررنا لأن نتخذ إجراءات في غزة أو لبنان في إطار مظلة نووية إيرانية ربما يكون الوضع مختلفا». واستشهد ايشيل الذي كان يتحدث في مركز القدس للشؤون العامة وهو مركز أبحاث محافظ، بما قاله ضابط هندي لم يذكر اسمه عن التوتر مع باكستان المجاورة النووية في إطار ضبط النفس. وقال ايشيل «عندما يكون لدى الطرف الآخر قدرة نووية ويكون مستعدا لاستخدامها.. تفكر مرتين... تصبح اكثر ضبطا لنفسك لأنك لا تريد الوصول إلى هذا الوضع».
وقال ايشيل إن هناك حاليا نحو 100 ألف صاروخ يمكن أن يطلقه النشطاء أو إيران أو سوريا على اسرائيل. ورفض الرد على أسئلة عما إذا كانت اسرائيل ستحاول مهاجمة منشآت إيرانية بعيدة ومتفرقة فقط أم أنها قد تقبل إيران المسلحة نوويا باعتبارها أمرا حتميا يمكن احتواؤه من خلال تحقيق تفوق القوة العسكرية وتعزيزها. وقال ايشيل إن تلك القرارات ترجع إلى الحكومة وإن القوات المسلحة ستقدم مجموعة من الخيارات. وتابع ايشيل وهو ضابط سابق في القوات الجوية «لدينا القدرة على ضرب أي عدو بشدة» لكنه حذر من توقع أي ضربة «قاضية» لأعداء اسرائيل.
المصدر: السفير+ وكالات
إضافة تعليق جديد