واشنطن تفتح باب التدخل العسكري وتسليح المعارضة وموسكو وبكين تتمسكان بالحوارالسوري
أكدت موسكو وبكين مجددا، أمس، معارضتهما أي تدخل أجنبي في سوريا، وكررتا دعوتهما أيضا إلى «وقف سريع لكل أشكال العنف في سوريا»، فيما أكدت طهران أن «الجهود لقلب الحكومة السورية لن تؤدي إلى نتيجة وخط الجبهة في مواجهة النظام الصهيوني لن يزول»، مشددة على ان ايران والعراق و«حزب الله» يقفون الى جانب دمشق ويدعمونها.
وعشية مؤتمر «أصدقاء سوريا» في تونس اليوم، فتحت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون الباب أمام التدخل العسكري في سوريا وتسليح المعارضين عبر إعلانها عن قرب حدوث «نقطة تحول» حيث ان «المعارضة السورية ستصبح مؤهلة بصورة متزايدة، وستجد الوسائل للبدء باجراءات هجومية»، فيما سيدعو المؤتمر إلى وقف إطلاق النار للسماح لجماعات المساعدات الدولية بالوصول إلى المناطق الأشد تضررا جراء «العنف»، وهو ما يفتح الباب أيضا أمام تدخل عسكري تحت ستار إنساني. و«سيعترف» مؤتمر تونس «بالمجلس الوطني السوري كممثل شرعي للسوريين الساعين للتغيير الديموقراطي السلمي» وهي عبارة لم تصل إلى حد التأييد الكامل للمجلس
وأعلنت وزارة الخارجية الروسية، في بيان، أن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيره الصيني يانغ جيتشي بحثا، في اتصال هاتفي، موضوع التسوية في سوريا.
وقال البيان الروسي «تم تركيز الاهتمام الرئيسي على الوضع في سوريا، حيث أكد الطرفان على تطابق موقفي روسيا والصين منه، اللتين تدعوان باستمرار إلى الوقف الفوري لأي شكل من أشكال العنف في سوريا، وإطلاق الحوار الشامل بين السلطة والمعارضة من دون أي شروط مسبقة للتسوية السلمية، واستبعاد التدخل الخارجي في الشأن السوري». وناقش الوزيران «الخطوات التي يمكن أن تتخذ من أجل تحقيق هذه الأهداف».
من جهته، أعلن الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف عن معارضته أي تدخل في سوريا، وذلك أثناء محادثة هاتفية مع رئيس دولة الإمارات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان.
وقال ميدفيديف، بحسب بيان للكرملين، «تم التشديد على ان اي تدخل، محاولة من الخارج لتحديد شرعية هذه السلطة او تلك، امر مخالف لقواعد القانون الدولي وينطوي على تهديدات خطيرة على الاستقرار الإقليمي والعالمي».
ويأتي اتصال ميدفيديف مع نظيره الإماراتي بعد يوم من اتصاله بالملك السعودي عبد الله والرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية هونغ لي ان بكين لن تشارك في مؤتمر تونس. ويشارك في المؤتمر جميع البلدان العربية والغربية المعنية بالملف، ومكونات من المعارضة السورية.
إلى ذلك، أعلن متحدث باسم وزارة الخارجية الروسية أن «موسكو تؤيد القرار الذي اتخذه الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بإيفاد نائبته للشؤون الإنسانية فاليري أموس إلى سوريا بصفة مبعوثة له بشكل عاجل».
وأضاف ان «روسيا كانت قد طرحت في مجلس الأمن اقتراحا بشأن قيام الأمين العام للأمم المتحدة بإيفاد مبعوث خاص له إلى سوريا لتقييم الوضع الإنساني والتنسيق مع كافة الأطراف لمعالجة مسائل نقل الإمدادات الإنسانية. وترى موسكو أنه من المهم أن تسترشد أموس في زيارتها سوريا فقط بالنواحي الإنسانية الخاصة بمساندة المدنيين»، معربا عن قناعته «بأن تسييس هذا المجال الحساس أمر غير مقبول»، مضيفا انه «يجب أن تنقل الإمدادات الإنسانية إلى المدنيين السوريين من دون أي مرافقة عسكرية».
وأعلنت الأمم المتحدة أن أمينها العام بان كي مون والأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي عيّنا كوفي أنان مبعوثاً خاصاً مشتركاً في الأزمة السورية. وقال بيان للأمم المتحدة إن أنان «سيبذل مساعي حميدة هدفها إنهاء كل أعمال العنف وانتهاكات حقوق الإنسان وتعزيز جهود إيجاد حل سلمي للأزمة السورية».
وأكد المستشار الدبلوماسي للمرشد الأعلى للثورة الإيرانية آية علي خامنئي، علي اكبر ولايتي أن النظام السوري «لن يسقط»، موضحا ان «الجهود لقلب الحكومة السورية لن تؤدي إلى نتيجة وخط الجبهة في مواجهة النظام الصهيوني لن يزول».
وقال ولايتي، وزير الخارجية الأسبق، إن «طهران ستواصل دعم الحكومة السورية وستعارض الذين يتحركون ضدها». وأضاف إن «بعض الرجعيين العرب في المنطقة، الذين لم تجر في بلدانهم حتى انتخابات واحدة، يتحدثون عن الديموقراطية في سوريا، كما أن الدولة (تركيا) التي هي عضو في الناتو وتدعي الإسلام، أصبحت في مقدمة المواجهة مع النظام السوري».
وأوضح، في الملتقى الثاني للنخبة الثقافية في حرس الثورة في طهران، «طبعا الحكومة السورية لديها مشكلات، والكل يعترف بها. إن هذه المشكلات لا تنكرها حتى الحكومة السورية، وان عليها أن تقوم بالإصلاحات، لكن في الوقت ذاته فهي الحكومة نفسها التي جابهت إسرائيل منذ 19٤8 والى الآن، لذلك فإن السعي لإسقاط هذه الحكومة، إنما هو انتقام منها وكذلك انتقام من الصحوة الإسلامية في المنطقة».
واشار الى ان «منطقة الشرق الأوسط تمثل ملتقى للأحداث، فأي حدث في هذه المنطقة يؤثر على سائر أنحاء العالم». وقال «انهم يريدون ان يحطموا اهم حلقة للمقاومة ضد اسرائيل في هذه المنطقة الحساسة، الا ان ايران والعراق وحزب الله واقفون الى جنب سوريا ويدعمونها، حتى ان روسيا والصين اللتين ليست لديهما هاجس الصحوة الاسلامية، فطنتا الى المآرب المشؤومة للاستكبار، وتقومان بمواجهتها».
وقالت كلينتون، على هامش مؤتمر في لندن حول الصومال، «ستكون هناك قوات معارضة مؤهلة بصورة متزايدة. سيجدون من مكان ما، وبطريقة ما، الوسائل للدفاع عن أنفسهم وأيضا بدء إجراءات هجومية». وأضافت «من الواضح بالنسبة لي أنه ستكون هناك نقطة تحول. أتمنى أن تأتي آجلا وليس عاجلا حتى يتم إنقاذ المزيد من الأرواح، لكن ليس لدي أدنى شك في أن مثل هذه النقطة ستأتي».
واعتبرت كلينتون أن «الرأي التوافقي للجامعة العربية وكل الآخرين الذين يعدون هذا المؤتمر هو أن المجلس الوطني السوري يتمتع بتمثيل ذي مصداقية، وبالتالي فانه سيشارك» في الاجتماع الذي سيعقد في تونس. وقالت «نلاحظ أن الانشقاقات في ازدياد، ونشهد ضغوطا على النظام، هناك المزيد من الأدلة على أن بعض المسؤولين داخل الحكومة السورية بدأوا يأخذون احتياطاتهم، ويخرجون أموالهم وأفرادا من عائلاتهم، ويبحثون عن طرق للخروج».
وقال مسؤول أميركي رفيع المستوى «احد الأمور التي سترونها تخرج من الاجتماع غدا (اليوم) هو مقترحات ملموسة بشأن كيف نخطط كمجتمع دولي لدعم المنظمات الانسانية خلال ايام، بما يعني ان التحدي يقع على النظام السوري للتجاوب مع ذلك».
وقال مسؤولون اميركيون إن الاجتماع في تونس سيركز على ثلاث مسائل، هي زيادة القدرة على توصيل مساعدات إنسانية ودعم «المجلس الوطني السوري» في وضع خطة انتقالية وتنسيق العقوبات لزيادة الضغط على الأسد.
ويطالب مشروع البيان الختامي لمؤتمر تونس «بالسماح لوكالات المعونة الإنسانية بتوصيل سلع وخدمات ضرورية للإغاثة للمدنيين المتضررين من العنف».
ولا يزال قسم آخر من مشروع البيان بين قوسين ما يشير إلى أنه عرضة للتعديل. ويؤيد هذا الجزء تشكيل قوة مهام للإغاثة الإنسانية تقودها الأمم المتحدة «لتنسيق الاستجابة الإنسانية الدولية بما في ذلك إنشاء آليات مناسبة للتمويل». ويشيد مشروع البيان «بالمجلس الوطني السوري» لكنه لا يصل إلى حد الاعتراف الكامل بالمجلس وانما يعترف به «كممثل شرعي للسوريين الساعين لتغيير ديمقراطي سلمي». ويوافق البيان على «زيادة الارتباط مع كل عناصر المعارضة السورية وتقديم الدعم العملي» لها.
وقال وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو، في لندن، انه في المحادثات في تونس «سيقول المجتمع الدولي بصوت مرتفع ان هذا القمع لا بد من ان يتوقف». واضاف «هدفنا هو ان يرفع المجتمع الدولي صوته ضد العنف في سوريا الذي لم يعد موجها ضد الناس الابرياء فقط وانما حول السوريون بنادقهم ضد الصحافيين». واضاف انه يوجد اتفاق عام على ان تستضيف اسطنبول لقاء متابعة لكن ذلك سيتأكد في تونس.
ووصف البيت الأبيض «الهجوم على الشعب السوري بأنه شائن ولا يغتفر. وقال المتحدث باسمه جاي كارني «هذا هو السبب الذي يجعلنا نعمل مع مجموعة واسعة من الشركاء الدوليين لعزل الأسد والضغط عليه من اجل التوصل الى انتقال سلمي في ذلك البلد».
وتوافق ابرز المرشحين للفوز بتسمية الحزب الجمهوري لخوض الانتخابات الرئاسية الأميركية على ضرورة تحرك الولايات المتحدة ضد إيران وسوريا.
وخلال مناظرة متلفزة في اريزونا، قال الرئيس السابق لمجلس النواب نيوت غينغريش ان على الحلفاء المساعدة في «القضاء على نظام الأسد بطريقة سرية. ثمة عدد كبير من المجموعات الناطقة باللغة العربية التي سيفرحها ذلك». وأعلن ميت رومني ان على واشنطن أن تعمل مع الحلفاء لمساعدة المعارضة السورية. وقال «نحتاج لان نعمل مع السعودية ومع تركيا لنقول عليكم انتم توفير الأسلحة التي هناك حاجة لها لمساعدة المتمردين داخل سوريا».
وفي بروكسل، اعتبر دبلوماسيون أوروبيون ان فكرة اقامة «ممرات انسانية» في سوريا التي اقترحتها فرنسا من الصعب تطبيقها. واقر احدهم بان الامر «لن يكون سهلا» موضحا «سيكون من الصعب القيام بذلك من دون اللجوء الى القوة العسكرية الا اذا حصل تعاون فعلي من قبل النظام».
وقال دبلوماسي آخر ان «المحادثات الاكثر تقدما تتناول هدنة يومية لبضع ساعات» كما اقترحت اللجنة الدولية للصليب الاحمر، مضيفا ان «المشكلة هي ان الوضع الميداني وخصوصا في حمص يصبح مأسويا بشكل فعلي»، مضيفا ان اقامة ممر انساني «ستستلزم حماية». وستطرح هذه المسألة على جدول اعمال اجتماع وزراء الخارجية الاوروبيين الاثنين المقبل. ويتوقع ان يصادق الاتحاد الاوروبي على دفعة جديدة من العقوبات ضد النظام السوري بينها تجميد ارصدة وقيود على «سبعة وزراء مسؤولين عن انتهاكات حقوق الانسان».
وقالت الأمم المتحدة إن «القوات السورية قتلت بالرصاص نساء وأطفالا عزلا وقصفت مناطق سكنية وعذبت محتجين مصابين في المستشفيات بناء على أوامر من أعلى المستويات في الجيش والحكومة».
ودعا محققون مستقلون تابعون للأمم المتحدة، في تقرير قدم إلى مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف، إلى «محاكمة مرتكبي هذه الجرائم ضد الإنسانية»، واعلنوا انهم «أعدوا قائمة سرية بأسماء القيادات العسكرية والمسؤولين الذين يعتقد أنهم مسؤولون عنها».
ووجدت لجنة التحقيق التي رأسها البرازيلي باولو بينهيرو أن «قوات المعارضة التي يقودها الجيش السوري الحر ارتكبت أيضا انتهاكات شملت القتل والخطف وإن كانت لا تقارن بمستوى ما ارتكبته القوات الحكومية». ولم يسمح لفريق الأمم المتحدة بدخول سوريا، لكنه قال إنه أجرى مقابلات مع 369 من الضحايا والشهود، وكان من بينهم أشخاص ما زالوا موجودين في سوريا اتصلت بهم هاتفيا ومن فروا إلى دول مجاورة رفض التقرير تحديدها.
ميدانيات
وذكرت وكالة الانباء السورية (سانا) ان «ثلاثة عناصر من قوات حفظ النظام قتلوا وجرح سبعة في انفجار عبوة زرعتها مجموعة ارهابية مسلحة في المدخل الجنوبي لمدينة ادلب. وقتل عنصران واصيب آخر بنيران مجموعة ارهابية مسلحة في ريف حماه».
واضافت «أحبطت قوات حرس الحدود بالتعاون مع الجهات المختصة محاولة تسلل مجموعة إرهابية مسلحة إلى الأراضي السورية من الأراضي التركية بالقرب من موقع الناصرة وقرية الحسانية التابعتين لجسر الشغور بريف إدلب». وتابعت «أقدمت مجموعة إرهابية مسلحة على ارتكاب مجزرة بشعة بحق عائلة من 6 اشخاص في حي الأرمن الجنوبي بمدينة حمص».
وكالات
إضافة تعليق جديد