الخرطوم تعتبر نصف مليون جنوبي «أجانب» بعد انتهاء مهلة لرحيلهم
أعلنت الخرطوم أنها ستعامل الجنوبيين الذين لم يغادروا أراضيها رغم انتهاء المهلة المحددة لبقائهم في السودان أمس ويقدر عددهم بنحو نصف مليون، باعتبارهم «أجانب» اعتباراً من اليوم، ودعتهم إلى تسجيل بياناتهم الشخصية لدى السلطات، فيما هددت جوبا بأنها قد تتعامل بالمثل مع السودانيين الموجودين في أراضيها في حال قامت الحكومة السودانية بطرد الجنوبيين.
وقال مسؤول الجوازات والهجرة والجنسية في وزارة الداخلية اللواء أحمد عطا المنان إن «الخرطوم أخطرت كل دول العالم بأن المستندات التي بحوزة أبناء دولة جنوب السودان أصبحت غير مبرئة للذمة». وناشد الجنوبيين في السودان «الإسراع لتوفيق أوضاعهم». وتوعدت الخرطوم أي جنوبي «يتعدى على القوانين التي تنظم إقامة الرعايا الأجانب بالتعامل معه وفقاً للأحكام والأعراف الدولية المرعية».
وقال وزير الدولة لشؤون الرئاسة إدريس محمد عبدالقادر إن حكومته دعت جنوب السودان عبر سفارتها في الخرطوم إلى حصر مواطنيها في السودان واستصدار الوثائق الثبوتية لهم، بما يمكن السودان من توفيق أوضاعهم بالصورة اللازمة. وأكد أن الرئيس عمر البشير أشار في اجتماعه مع مبعوث الاتحاد الأفريقي ثابو مبيكي، إلى أن السودان «كان وما زال من أكبر دول العالم استقبالاً للاجئين، ومن أحسنها بل أحسنها تعاملاً معهم».
غير أن مسؤولة بعثة المنظمة الدولية للهجرة في السودان جيل هيلكي قالت إن الجنوبيين في الشمال لا يعرفون كيف يحصلون على وضع مقيم في السودان. وأرسل جنوب السودان مسؤولين إلى الشمال لمتابعة الأمر للإشراف على الخطوات المطلوبة للبقاء بصورة شرعية أو العودة إلى الجنوب. ولا يزال آلاف الجنوبيين ينتظرون في الخرطوم ومدينة كوستي في ولاية النيل الأبيض لترحيلهم إلى دولتهم الجديدة.
إلى ذلك، أطاح «حزب الأمة» المعارض بزعامة الصادق المهدي، أمينه العام صديق محمد إسماعيل ليخلفه إبراهيم الأمين، بعد أن اعتذرت مريم الصادق المهدي عن عدم المنافسة على المنصب. وقررت غالبية في الحزب سحب الثقة من إسماعيل وسط ترحيب كبير من الأعضاء الذين اعتبروا الخطوة مخرجاً حقيقياً من الخلافات التي شهدها الحزب أخيراً بين تيارات مناهضة للأمين العام الذي سحبت منه الثقة في اجتماع للهيئة المركزية للحزب استمر يومين.
وهتف بعض شباب الحزب ضد مساعد الرئيس نافع علي نافع الذي حضر الجلسة الختامية للمؤتمر، ورددوا هتافات: «الشعب يريد إسقاط النظام»، ما دفعه إلى مغادرة موقع المؤتمر. وقال الصادق المهدي إن إسماعيل قابل سحب الثقة عنه «برباطة جأش ورجولة تقوم مقام النصر إن فاته النصر»، كما رحب بالقادم الجديد الذي قال انه «ليس غريباً على الجميع وصاحب دور في المؤسسات».
وشدد المهدي علي ضرورة التوافق على بديل لنظام الحكم قبل الحديث عن إطاحته. ورأى أن الحديث عن التغيير من دون عرض البديل سيمد عمر النظام. وأعلن دعمه كل الحركات المطلبية لجعلها رافداً للتغيير، معتبراً أن «الحديث عن تطبيق الشريعة قبل الإتيان بالحرية يضر بالإسلام... نريد أن نأتي بالحرية كطريق للإسلام، فالثورات العربية جاءت بالحرية التي دعمت الإسلام وليس القمع الذي أضر به».
من جهة أخرى، اعترف زعيم «حزب المؤتمر الشعبي» المعارض حسن الترابي بـ «فشل الحركة الإسلامية السودانية وإخفاقها رغم علو كعب الحركات الإسلامية في البلدان العربية عقب ثورات الربيع العربي في كل من تونس ومصر وليبيا». وقال مخاطباً الجلسة الختامية لمؤتمر نساء حزبه إن «الحركة الإسلامية في السودان ابتليت بما قادها للإخفاق والفشل».
وصوب انتقادات لاذعة إلى السلطات التي قال إنها «ساهمت في استشراء الفساد والتحدث به من غير مبالاة، بل والمجاهرة به». وتابع أن «الحاكمين أصبحوا لا يبالون بكشف حساباتهم في الخارج ولا يبالون بكشف عوراتهم لأنهم أصبحوا فوق القانون». وانتقد الجماعات الإسلامية المتشددة «ممن يقومون بتكفير الناس ويرون أن كل جديد بدعة بعد إغلاقهم لباب الاجتهاد وتركه لرجال الدين فقط».
وقال: «إذا أتيت بجديد يخرجون إليك بأن كل جديد بدعة وكل بدعة حرام وأنك ستذهب إلى النار... ذهبوا إلى أبعد من ذلك وقالوا إن الخروج على ولي الأمر (من الحكام) فتنة». وأبدى تخوفه من «تمدد التيارات السلفية في المنطقة»، مشيراً إلى أن «أوروبا لم تتقدم إلا بعد خروجها عن جلباب الكنيسة»، مطالباً بالاستفادة من تجارب الآخرين.
النور أحمد النور
المصدر: الحياة
إضافة تعليق جديد