ربـع سكـان السعوديـة فقـراء

في بلد يتمتع بثروة نفطية هائلة ومداخيل عالية، يعيش حوالي ربع السكان تحت خط الفقر. إنها السعودية، حيث أفادت صحيفة «الغارديان» البريطانية بأن الملايين من سكانها يصارعون الفقر داخل أقوى الاقتصاديات العالمية، وحيث فشلت الوظائف وبرامج الرفاهية في تحقيق التقدم في مجتمع قفز من ستة ملايين نسمة في العام 1970 إلى 28 مليون نسمة حاليًا.
وقد حاول الملك عبد الله السيطرة على المشكلة، إذ أنفقت الرياض المليارات لمعالجة العدد المتزايد من الفقراء، الذي وصل إلى ربع السعوديين. لكن حدة الانتقادات استمرت بالتصاعد لتطال البرامج غير الملائمة وسعي بعض المسؤولين لتلميع صورة البلاد أكثر من اهتمامهم في مساعدة ذوي الحاجة الفعليين. يُذكر أنه في العام 2011، تمّ اعتقال مدونَيْن قاما بتحميل شريط مصوّر عن الفقر في السعودية على «يوتيوب».
وكانت الحكومة السعودية قد نشرت جزءاً بسيطاً من البيانات حول سكانها الأكثر فقراً. ولكن التقديرات الخاصة للخبراء ترجّح أن هناك ما بين مليونين وأربعة ملايين من السعوديين الأصليين يعيشون بأقل من 530 دولاراً شهرياً، الذي يُعتبر خط الفقر السعودي.
ووفقاً للصحيفة، فإن معدل الفقر بين السعوديين يستمر في التصاعد في وقت تسابق فيه معدلات بطالة الشباب الريح. أكثر من ثلثي الشباب السعوديين تحت الثلاثين، وحوالي ثلاثة أرباع العاطلين من العمل هم في مرحلة العشرين.
في المقابل، تقدّر مجلة «فوربز» ثروة الملك عبد الله الشخصية بـ18 مليار دولار، مصنفة إياه بأغنى ثالث ملك حول العالم. وقد أنفق الملك المليارات على مشاريع عالية الأهمية، ومنها 70 مليار دولار لبناء «مدن اقتصادية». كما أعلن الملك العام الماضي عن مشاريع بقيمة 37 مليار دولار رأى المراقبون فيها محاولة لتهدئة الطبقة الوسطى واحتواء أي تجربة لتكرار نموذج «الربيع العربي».
وتنفق السلطات السعودية المليارات كل سنة لتأمين التعليم المجاني والطبابة، بالإضافة إلى العديد من برامج الرعاية الاجتماعية، وعلى الرغم من تلك الجهود تستمر معدلات الفقر، كما الغضب بشأن الفساد، في التصاعد. فهناك مبالغ ضخمة تستقر في جيوب أفراد العائلة المالكة في نهاية المطاف، وفقاً للعديد من المراقبين السعوديين والأميركيين.
وتقدّر الأمم المتحدة وجود حوالي 70 ألف مشرّد في السعودية، أغلبهم متحدر من قبائل عديدة، ووضعهم القانوني يجعل من الصعب حصولهم على المساعدات الحكومية.
يُذكر أنه لسنوات طويلة، رفض المسؤولون الاعتراف بوجود الفقر في السعودية، فالأخير كان من المحرمات التي مُنع طرحها في الإعلام حتى العام 2002، عندما زار الملك عبد الله (وكان ولي العهد حينها) حياً فقيراً في الرياض. ومن خلال التغطية الإعلامية شاهد السعوديون للمرة الأولى الفقر في بلادهم وجهاً لوجه.

(«السفير»)