المنامة: المعارضة تواجه عثرات الحوار وتصر على شروطها
لا تزال المعارضة البحرينية صامدة أمام عثرات الحوار الوطني، ومصرة على الوفاء بالتزاماتها تجاهه إذا تجاوب النظام، فهي من جهة تريد استكمال الحوار، ومن جهة ثانية لن تتخلى عن شروطها لمواصلة مشاركتها.
وقال المساعد السياسي للأمين العام لـ«جمعية الوفاق الوطني» الإسلامية المعارضة خليل المرزوق لـ«السفير» إن «المعارضة لن تنسحب من الحوار الوطني القائم، ولكنها تطلب أن يشارك ممثل عن الحكم فيه، فهو من في يده السلطة وهو على رأس كل السلطات».
وكانت الجمعيات السياسية المعارضة قد أرسلت خطاباً يوم الثلاثاء الماضي إلى ملك البلاد أكدت فيه أهمية مشاركة ممثل عنه، حيث «لا يمكن أن يكون هناك معنى لحوار جاد حين تطلب القوى الوطنية الديموقراطية المعارضة من شركائها في الوطن صلاحيات لا يملكونها أصلاً»، بحسب بيان المعارضة.
واعتبرت المعارضة تصريحات وزير الديوان الملكي بأن لا وجود لممثل للملك، قفزاً عن الحوار وفرض رؤى من خارجه على المشاركين الذين يفترض أن يحددوا آليته ومبادئه وأجندته وأهدافه. وأكدت إصرارها على «أن انتهاء بعض مخرجات الحوار إلى صيغ دستورية محددة أو قوانين أو إجراءات تخضع للاستفتاء الشعبي، من شأنه أن يحقق ضمانة شعبية تسهل من سبل الحل وتجعل من الشعب مصدراً للسلطات جميعاً».
وأكد المرزوق، وهو أيضاً النائب الأول المستقيل لرئيس مجلس النواب، أن المعارضة ترى في الحوار خياراً استراتيجياً، ولذلك قررت المشاركة الفعالة فيه من أجل إيجاد حلول دائمة للأزمة السياسية الدستورية وفقاً لآليات وأجندات وأهداف علمية وفعالة، مشيراً إلى تمسك المعارضة «بأن تخضع أي مخرجات للحوار للاستفتاء الشعبي».
وإذا رفض الحكم المشاركة، كما جاء في تصريحات وزير الديوان الملكي، تساءل المرزوق «طرفا النزاع في البحرين هما الحكم والشعب، ويفترض أن هذا الحوار سينتهي لاتفاق نهائي، فكيف يغيب أحد أطراف النزاع عن طاولة الحوار؟»، مضيفاً أن «الحكم هو من يهيمن على الثروة والمناصب والسلطات التشريعية والقضائية والتنفيذية، دون تمثيل للملك في الحوار كيف يمكن أن نتوصل لحل، وكيف يتم التوصل لاتفاق نهائي دون استفتاء شعبي؟».
واختتم حديثه بتأكيد مشاركة المعارضة في الحوار، وذلك «لأننا مصرون على إيجاد عملية سياسية للتحول إلى نظام سياسي يعبر عن الإرادة الشعبية ويحقق الاستقرار الدائم في البحرين»، موضحاً «سنستمر في الحوار، برغم معرفتنا بأن الحكم يتعمد حشرنا في زاوية... وهو سيجد نفسه مضطراً للاستجابة لهذه المطالب عاجلا أم آجلا».
وعقدت الجلسة السادسة لحوار التوافق الوطني أمس، والتي قال عنها المتحدث باسم الحوار عيسى عبد الرحمن إنها تهدف إلى «تقريب وجهات النظر، للوصول إلى مزيد من التوافقات التي تخدم كل أبناء الشعب البحريني وتحقق المصلحة العليا للوطن».
في المقابل، اعتبر عضو فريق المعارضة المشاركة في الحوار مجيد ميلاد أن مصلحة البحرين تتطلب من الطرفين الأساسيين المشاركة في الحوار، مضيفاً أنه «إذا كان الحكم يريد أن يحاور الشعب بالوكالة وعبر داعمين أو مناصرين له، فهذا النوع من التعاطي يعكس حقيقة المشكلة ويكشف عن طبيعة العلاقة والثقة المنعدمة بين الحكم والشعب».
ميدانياً، شيع آلاف البحرينيين أمس الشاب محمود الجزيري (20 عاما) الذي احتجزت وزارة الداخلية جثته 11 يوماً، وهو الذي توفي إثر إصابة تعرض لها في احتجاجات الذكرى الثانية للثورة.
ورفعت الجموع الغاضبة خلال مسيرة التشييع شعارات غاضبة ضد العائلة الحاكمة والملك، وطالبت بإسقاط النظام وبالقصاص للجزيري وضحايا الاحتجاجات الذين سقطوا خلال عامين.
ودعا ائتلاف «شباب الرابع عشر من فبراير»، وهو التيار الراديكالي المجهول القيادات والداعي إلى إسقاط النظام، إلى تنظيم عدد من الفعاليات خلال شهر آذار الحالي تحت شعار «مارس المقاومة»، ومن بينها تظاهرات في مناطق مختلفة، ومسيرات قرع الطبول، وإضراب عام في 14 الشهر الحالي. كذلك دعا لتنظيم فعالية «بنك الكرامة» حيث يتم تصفير الحسابات البنكية لمدة يومين وذلك في سياق المعركة الاقتصادية مع النظام.
المصدر: السفير+ وكلاات
إضافة تعليق جديد