الجزائر: عاطلون عن العمل يتظاهرون في الجنوب
نفذ العاطلون عن العمل من الجزائريين الجنوبيين أمس، وعدهم بالحشد لتظاهرة «الكرامة»، وإن كان بشكل أقل مما طمحوا إليه فعلاً، وذلك للمطالبة بحقوقهم بالتوظيف أولاً، وباعتذار من رئيس حكومة قلل من أهميتهم. واجتمع الآلاف في مدينة ورقلة النفطية في جنوب شرقي الجزائر، بالرغم من المحاولات الاستباقية للحكومة لإرضائهم، ليؤكدوا أيضاً أن هدفهم الوظيفة وليس الانفصال.
وأكد ممثل «اللجنة الوطنية للدفاع عن حقوق الباطلين» عبد المالك ايبك أنه «شارك آلاف الشباب من ورقلة والولايات المجاورة في تجمع في ساحة البلدية في وسط مدينة ورقلة»، موضحاً أن المحتجين يطالبون بـ«توفير مناصب عمل لشباب المنطقة ووقف المتابعات القضائية ضد البطالين بسبب احتجاجاتهم»، فضلاً عن «اعتذار» رئيس الوزراء عبد المالك سلال عن تصريح وصف فيه المطالبين بحقوق سكان الصحراء بـ«الشرذمة».
واختلفت التقارير الإعلامية على تحديد عدد المتظاهرين، وتراوحت التقديرات بين ثلاثة آلاف وعشرة آلاف. ورفع المحتجون لافتات كتب عليها «حقنا في التوظيف» وشعارات «التهميش في حق شباب الجنوب»، كما وزعواً بياناً تحت شعار «النضال.. النضال حتى يعمل البطال»، بحسب صحيفة «الفجر» الجزائرية.
ونفى البيان باسم «بطالي الجنوب» أن تكون هذه الحركة سياسية تهدف إلى الدفاع عن «فكرة استعمارية»، واصفاً مطلب توفير شروط التوظيف بالمشروعة دستورياً والعادلة قانونياً. واتهم البيان مفسدين بالوقوف وراء الترويج للانفصال، وهو محاولة من محاولات التغطية على المطالب الاجتماعية المشروعة.
وكانت الحكومة حاولت استباق الأحداث من خلال إجراءات لإعادة النظر في شروط التوظيف، حيث تعطى الأولوية لشباب المنطقة في المناصب التي توفرها الشركات البترولية الموجودة فيها. كما زار الأمين العام للاتحاد العام للعمال الجزائريين عبد المجيد سيدي السعيد، والمقرب من الحكومة، ورقلة للبحث في المطالب.
ونتيجة ذلك، اعتبر عضو «الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان» ياسين زايد أن «تجمع البطالين نجح قبل أن يبدأ من خلال ردود الأفعال التي فرضها على أعلى مستوى، كما أن انتهاءه بهدوء يعبر عن وعي وتنظيم هؤلاء البطالين».
المصدر: السفير+ وكالات
إضافة تعليق جديد