مصر: توصية قضائية بحل «الإخوان» والإسلاميون يتظاهرون اليوم

تلقى «الإخوان المسلمون»، أمس، ضربة معنوية، في خضم محاولاتهم تحريك الشارع، للمطالبة بعودة رئيسهم المعزول محمّد مرسي إلى الحكم، حيث أوصت هيئة مفوضي الدولة بوقف قيد جمعية «الاخوان»، ما يفتح الباب أمام صدور قرار قضائي بحلها، وهي خطوة قد تعزز الموقف القانوني للسلطات الانتقالية التي تواصل حملتها الأمنية ضد رموز النظام السابق.
وأتت التوصية بعد يوم من صدور قرار من النائب العام بإحالة مرسي على محكمة الجنايات بتهمة التحريض على العنف، وعشية تظاهرات دعا إليها التحالف الإسلامي المؤيد للرئيس السابق، لمناسبة مرور شهرين على عزله.
وأوصى مفوض الدولة المستشار إسلام توفيق بإصدار حكم قضائي بوقف قيد جمعية «الإخوان المسلمين» التي تم إشهارها في 19 آذار الماضي خلال حكم مرسي.
وطالب توفيق، في التقرير الذي أعده في القضية، هيئة المحكمة بحل الجمعية وإغلاق مقرها (مكتب الإرشاد في المقطم).
وكانت الدائرة الأولى في محكمة القضاء الإداري، برئاسة نائب رئيس مجلس الدولة المستشار عبد المجيد المقنن، قد أحالت جميع الدعاوى التي تطالب بحل جمعية «الإخوان المسلمين» وإغلاق جميع مقارها في محافظات الجمهورية لهيئة مفوضي الدولة لإعداد تقرير بالرأي القانوني فيها.
وتأسست جماعة «الإخوان المسلمين» في العام 1928 على يد الإمام حسن البنا، وقد جرى حلها من قبل مجلس قيادة «ثورة يوليو» في العام 1954، حيث ظلت تعمل من دون إطار قانوني، إلى أن واجهت سلسلة دعاوى تفيد بعدم قانونيتها، وذلك خلال فترة حكم محمد مرسي، ما دفع بالقائمين عليها إلى التقدم بطلب إشهار، تم البت فيه بسرعة قياسية، مقارنة بجمعيات أخرى.
وتوصية هيئة المفوضين ليست ملزمة للمحكمة، لكنها تشكل ضربة معنوية للجماعة، التي تعرّضت لزلزال عنيف منذ عزل مرسي واعتقال قياداتها، خصوصاً أولئك الذين يصنفون على انهم من الصفين الأول والثاني، وأبرزهم الرئيس المعزول، الذي أحيل أمس الأول على محكمة الجنايات بتهمة التحريض على قتل المتظاهرين، والمرشد العام محمد بديع، ونائباه خيرت الشاطر ورشاد بيومي والقيادي البارز محمد البلتاجي، الذي ينظر إليه على انه العقل الأمني للجماعة، والداعية صفوت حجازي، وآخرون كثر.
إلى ذلك، دعا «التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب»، المؤيد لمرسي، إلى الاحتشاد اليوم في «مليونية» بعنوان: «الانقلاب هو الإرهاب» في جميع ميادين مصر.
وناشد البيان «جموع الشعب الخروج والمشاركة في المليونية»، موجها رسالة إلى المصريين بالقول: «ثقوا في نصر الله فإن تبشيرات كسر الانقلاب وهزيمة الانقلابيين تلوح في الأفق، فلا تستهينوا بما قدمتموه من صمود وما بذلتموه من تضحيات في مسيراتكم اليومية بنداءاتكم، التي تصدع بالحق وتنشد الحرية والعدالة والكرامة».
ولم يعلن التحالف خريطة واضحة لأماكن التجمع وانطلاق المسيرات، لكن مصادر مطلعة في المكتب السياسي لـ«حزب الحرية والعدالة»، الذراع السياسي لـ«الإخوان»، تحدثت عن «صدور أوامر غير معلنة».
وإلى جانب الدعاوى المقامة ضد رموز «الإخوان»، أمر النائب العام المستشار هشام بركات بإحالة البلاغ الذي تقدم به الصحافي طارق درويش، «رئيس حزب الأحرار» الذي يتهم فيه الشيخ الداعية الإسلامي يوسف القرضاوي بالخيانة العظمى والتحريض على العنف والقتل والاستقواء بالدول الغريبة، على نيابة الاستئناف لاتخاذ اللازم قانونًا والتحقيق فيه.
وطالب البلاغ بضرورة القبض على القرضاوي عن طريق «الإنتربول» وإعادته إلى مصر، ومحاكمته بتهمة الخيانة العظمى وقلب النظام وإثارة الفتنة والتحريض على استعمال السلاح بين أفراد الوطن الواحد.
من جهة، ثانية التقى القائد العام للقوات المسلحة المصرية وزير الدفاع الفريق أول عبد الفتاح السيسي وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل. وتناول اللقاء مناقشة التطورات المتلاحقة على الساحتين المحلية والإقليمية وانعكاساتها على الأمن والاستقرار في المنطقة.
واعرب الفريق اول السيسي عن اعتزازه بالجهود الديبلوماسية السعودية الداعمة لمصر خلال الفترة الماضية، وتقديره لمواقف الملك عبد الله تجاه الشعب المصري وحرصه الدائم على دعم مصر سياسيا واقتصاديا لتخطي الأوضاع الاستثنائية الراهنة.
ونقل الفيصل للسيسي «تحيات» الملك عبد الله، و«تقديره للجهود المبذولة لسرعة استعادة مصر لمكانتها الرائدة باعتبارها مركز الثقل والعمق الاستراتيجي للمنطقة العربية».
واكد الفيصل أن «العلاقات المصرية السعودية مبنية على روابط راسخة من مشاعر الأخوة والتنسيق والتعاون والعمل العربي المشترك في سائر المجالات» .

المصدر: وكالات