الدراما السورية

ربما كان أكثر ما يميز الخطاب الإعلامي السوري في موسم رمضان التلفزيوني هذه الأيام، هي نبرة التفاخر الشديد بإنجازات الدراما السورية ونجاحاتها التي بدت في مرآة هذا الإعلام المفطور على حب المبالغة واجترار المدائح مثل (أغنية الشيطان) التي لا تنتهي...

دمشق تغرق في المجارير والصرف الصحي في «قاع المدينة»، وشبابها مهرّبو مخدرات في «تحت المداس»، وعصابات منظّمة في «شتاء ساخن». هكذا باتت الدراما السورية تنساق وراء «موضة العشوائيات» التي حقّقت نجاحاً لافتاً في السابق

جاءت برامج المحطّات الخاصّة والرسميّة فقيرةً هذا الموسم... فالكلّ يُجمع على أنّ الدراما السوريّة تبقى الحصان الوحيد الرابح في السباق الرمضاني

صعوبة تمويل المسلسل وامتناع المحطّات عنه، إضافةً إلى توقيف بعض الأعمال... كل هذه الأمور جعلت فلسطين بعيدةً عن انشغالات الدراما العربية. وهذا الموسم، تحضر فقط في عمل من مصر واثنين من سوريا

افتتحت مساء أمس رسميا قناة جديدة فضائية متخصصة بالفن الدرامي سورية دراما التي أطلقتها وزارة الإعلام الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون وذلك برعاية المهندس محمد ناجي عطري رئيس مجلس الوزراء.

«علاء الدين كوكش: دراما التغيير والتأسيس»، «غسان جبري- دراما التأصيل الفني»، «بسام الملا –عاشق البيئة الدمشقية».. كتب صدرت حديثاً عن دار كنعان ـ دمشق» للصحفي والناقد والمعد التلفزيوني محمد منصور،

يبدو أن اهتماماً بدا في الأفق من قبل صناع الدراما حول الولوج إلى مناطق أكثر تقدماً تغوص في الأحياء الفقيرة وتنبش بين حكاياها عن مآس وألم، تدق ناقوس الخطر منبهة إلى مجموعة من العلاقات والأمراض التي تفرض نفسها في ظل الفقر والبؤس،

المتابع لما تصوره كاميرات المخرجين السوريين حتى الآن أو ما انتهت من تصويره سيلاحظ دون أدنى شك غلبة الأعمال الاجتماعية ولاسيما التي تجري أحداثها في العشوائيات وأطراف المدن إضافة إلى ملامح جديدة اجتاحت

على الرغم من أنه لم تعد تفصلنا عن شهر رمضان الكريم الذي سنشهد فيه انتقال فضائية «سورية دراما» من البث التجريبي إلى الانطلاقة الفعلية سوى أيام قليلة حسب ما يشاع، إلاّ أن المشاهد المتابع لهذه الفضائية لم يستوقفه على شاشتها حتى الآن ما يربطها بالموسم الرمضاني للدراما، هي التي خُصصت لعرض الدراما السورية أولاً!

تعد الدراما اليوم من أهم الصناعات المؤثرة على السياقات الإعلامية والثقافية والمعرفية للمجتمعات وخاصة بعد ظهور ثقافة الصورة وآلياتها المتحكمة في عقول المتلقين ومشاعرهم.