الانتخابات المحلية التركية: حزب الشعب الجمهوري يحشد صفوفه ضد حزب العدالة والتنمية
مختارات «الجمل» من الصحافة التركية- ترجمة: محمد سلطان:
المرحلة الكمالية الثانية
قام كل من رئيس بلدية مدينة اسطنبول من حزب الشعب الجمهوري أوغوز كاآن والمرشح لرئاسة محافظة اسطنبول مصطفى صاري كول باستقبال زعيم حزب الشعب الجمهوري كمال كيليتشدار أوغلو في مطار أتاتورك الدولي.
لم تستطع القافلة التي تقل كيليتشدار أوغلو وصاري كول بالتحرك من المطار إلا بعد ساعة ونصف بسبب ازدحام الحشود.
زينت الشوارع بالشبان من حزب الحراك القومي الذين رفعوا إشارة الذئب والشبان الذين لوّنوا الأجواء بألوان قوس قزح وقام الرجال والنساء والأطفال والمعاقين بإلقاء السلام عليهم.
لم تصل القافلة إلى مركز رئاسة البلدية الجديد إلا بعد خمسة ساعات من انطلاقهم من المطار. في هذه الأثناء وقف كلاً من كيليتشدار أوغلو وصاري كول جنباً إلى جنب في مقدمة الحافلة وألقوا التحية على الحشود التي قدمت لاستقبالهم طيلة مسافة الطريق.
كان حزب الشعب الجمهوري متحمس جداً. أظهروا آلاف الناس جهوزيتهم للانتخابات المحلية القادمة. كان صاري كول خلال الشهر الماضي قد تجوّل في جميع مدن ومناطق اسطنبول ليكتسب ثقة الناخبين, والآن لأول مرة يكون قد أعطى الضوء الأخضر لحزب الشعب الجمهوري.
كما كانت الحافلة التي تقل هاتين الشخصيتين مليئة بالحماس أيضاً. فقد كانت أول حافلة تضم فيها نواب عن الحزب أمثال أنكين ألطاي وعاكف حمزة تشبي ونواب رئيس الحزب أمثال بهلون طميلي كيل وسزكين تانري كولو وأردوغان توبراك وأوموط أوران, بالإضافة إلى عدد من الصحفيين والكتاب والإعلاميين الذين تم دعوتهم إلى هذا الحدث.
قال حمزة تشبي: "أنا منذ زمن بعيد لم أر مثل هذا التجمع والحماس في أي مسيرة كانت. كما أن هذا الحماس العفوي والنابع من القلب أول مرة أراه قي حياتي". وقال ألطاي: "أول مرة أتقابل مع مشهد كهاذا منذ عام 1977". وأيده تانري كولو بالقول: "أنا لم أرى هذا الحماس والإيمان والإصرار بحياتي إلا بمكانين فقط وهما في عيد النيروز وهنا". وأضاف أوران قائلاً: "لهذا السبب ستكون اسطنبول لنا بعد 90 يوماً".
شق كيليتشدار أوغلو حشود الـ100 ألف شخصاً ووصل بعد عناء كبير إلى المنصة وعلّق على كلمة رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان عندما نعته "بالمدير العام" قائلاً: "يسميني بالمدير العام وبالموظف وبالمتقاعد. وأنا جاهز لأن أكون حارساً على أبواب حزب الشعب الجمهوري".
(كوراي تشالشكان – صحيفة: راديكال)
توقع فوز حزب الشعب الجمهوري في اسطنبول
ادعيت في مقال سابق أن حزب الشعب الجمهوري سوف يربح اسطنبول في الانتخابات المحلية المقبلة. وتعرضت لانتقادات شديدة واتهمت بالتحيز من قبل المنافسين لحزب الشعب الجمهوري. والبعض الآخر دعاني لأثبت ادعاءاتي.
أنا مازلت أقف عند رأيي. وأجدد القول أن حزب الشعب الجمهوري سوف ينتزع إدارة اسطنبول من يد حزب العدالة والتنمية والذين يتهمونني بأنني أحلم سوف أراهم بعد 30 آذار 2014. انتهى عصر الهيمنة. وحتى الخطة (ب) لن تنفعهم بعد الآن. بالإضافة إلى بلدية إسطنبول المركزية, سوف أذكر لكم البلديات الفرعية الأخرى التي سوف يربحها حزب الشعب الجمهوري: بلدية (أدلار, أوجلار, أتاشهير, باكيركوي, بشيكتاش, بيوك تشكمجي, بيكوز, بيلك دوزو, أيوب, تشتلجا, فاتح, قاضي كوي, قرطال, مال تبي, صاري يير, سليفري, ششلي, طوظلا). بالإضافة إلى بلديات أخرى جائز أن يربحها.
أنا لست منجماً ولا أحاول التأثير على الناخبين ولكن أنا أعمل بالصحافة والسياسة منذ زمن بعيد. وأعرف أحاسيس المجتمع وطرق تفكيرهم, بمعنى آخر استطعت التماس نبض الشارع التركي. إن النبض الذي التمسته من الشارع التركي فترة الانتخابات المحلية عام 1989, حيث قضى حزب الشعب الديمقراطي الاجتماعي على حزب الوطن الأم وسيطر على بلديات اسطنبول وأنقرة وإزمير. بالإضافة إلى اقتناعي بالاستفتاءات والبحوث التي أجريت مؤخراً حول الرأي العام التركي.
ولكن لدي تحذير مهم لقيادة حزب الشعب الجمهوري. يجب أن يحسبوا جيداً من سيقحمون بالحزب ومن سيستغنون عنه عند قيامهم بتوسيع طبقة الحزب الشعبية. إذا نظرنا اليوم إلى الصورة العامة للحزب نرى أن "الوجدان اليساري" للحزب قد تصدّع. ففي هذا السياق يجب عليهم أن يزيلوا هذا التصدع من خلال الأشخاص الذين سوف يختارونهم ليكونوا مرشحين. كذلك عندما سيطلبون أصوات اليمينيين والمحافظين يجب عليهم أن يتيحوهم حق الترشح أيضاً. كما يجب مراعاة الرؤية الإيديولوجية اليسارية الساندة للحزب. كما لا يجوز عليهم تجاهل الهوية اليسارية والهوية العلوية للناخب.
(إدريس آكيوز – صحيفة: يورت)
لا جديد في أسلوب أردوغان الهجومي
كلما تعرض رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان للضغوط يلجأ إلى حشد أنصاره وتنظيم المسيرات المؤيدة له, كما أن له قابلية في تلوين الإعلام بطرق مختلفة ولو أن كان هذا التلوين ليس بالدرجة التي يريدها. لو بمقدوره كان ليحدد عناوين وسير أخبار جميع الصحف والقنوات التلفزيونية في البلاد.
اقتربت الانتخابات المحلية, ولكن لم تبدأ حملات الانتخابات بعد. بالرغم من ذلك لا يأبه أحد لذلك, لأن كل خطاب سياسي وكل كلمة يلقيها زعيم سياسي تتحول إلى استثمار انتخابي ونوع من الحملات الانتخابية.
أين رأيتم في دولة من دول العالم يخاطب فيها رئيس وزراء الشعب أربعة مرات في اليوم الواحد؟
قرر أردوغان أن أفضل طريقة للدفاع هي الهجوم مقابل الأحداث الأخيرة التي شهدناها مثل فضائح الفساد, العمليات التي تمت ضد ضباط الأمن, اعتقال الشخصيات البارزة في الدولة, النقاشات حول نزاهة الأمن, الاستقالات المدمرة في صفوف حزب العدالة والتنمية, وغيرها من الأحداث المهمة.
أي قناة تشاهدونها وأي صحيفة تقرؤونها سترون فيها زعيم دولة يتكلم بنبرة عالية وبثقة بالنفس ويخوّن جميع الرؤى الأخرى المضادة التي تناقضه.
إن البعض يستغرب تصرفات رئيس الوزراء هذه ويستغرب الأسلوب المتوتر والعدائي له. عندما يتهم أردوغان جماعة فتح الله كولين بأنهم متآمرون وانقلابيون وأتباعاً للقوى الظلامية الغربية, يقع الجميع في دهشة كبيرة. لماذا؟!! أساساً لا جديد في أسلوبه. ولم يغير شيء من أسلوبه وتصرفاته ولكنه أول مرة يخرق حصانتهم ويخدش قدسيتهم.
أين كنتم عندما استخدم هذا الأسلوب ضد النساء والعلمانيين والعلويين والأكراد والمتظاهرين في حديقة كيزي وفئات المجتمع من غير المسلمين؟ أي بالمختصر المفيد لماذا لم تحكموا عليه عندما استخدم هذا الأسلوب ضد كل شخص لم يلبس قميص حزب العدالة والتنمية؟
(مهوش أفين – صحيفة: ملّييت)
الجمل
إضافة تعليق جديد