بدء الانتخابات الرئاسية في فنزويلا اليوم
يدلي الناخبون الفنزويليون اليوم بأصواتهم لاختيار رئيسهم بعد حملة انتخابية شرسة تبادل فيها الرئيس هوغو تشافيز، الاوفر حظاً للفوز في الانتخابات بعد ثماني سنوات له في الحكم، اتهامات قاسية مع منافسه الاشتراكي الديموقراطي مانويل روزاليس.
وبدعم من ملايين الفقراء، وجه الحليف الوفي للزعيم الكوبي فيديل كاسترو اصابع الاتهام الى "الامبريالية الاميركية"، معلناً "حقبة ثورية جديدة" في هذا البلد الاميركي اللاتيني الغني بالنفط ، ونافياً عزمه على تحويل بلاده كوبا أخرى، رداً على اتهامات بأن هدفه هو اقامة دولة ديكتاتورية ذات حزب واحد.
وأظهرت الاستطلاعات الاخيرة ان تشافيز يتقدم بنحو 30 نقطة روزاليس، حاكم ولاية زوليا الغنية بالنفط.
وعلى غرار سيمون بوليفار، بطل الاستقلال الوطني الذي يقتدي به، يتطلع العسكري الذي كان انقلابيا قبل انتخابه في كانون الاول 1998 واعادة انتخابه عام 2000، الى توحيد اميركا اللاتينية في وجه "الشيطان" كما يسمي الرئيس الاميركي جورج بوش.
وبعد 11 انتخابات رئاسية نظمت في أميركا اللاتينية منذ تشرين الثاني 2005، تعتبر الانتخابات الفنزويلية المحطة الاخيرة هذه السنة في الصراع بين كراكاس وواشنطن، في هذه المنطقة.
ودانت المعارضة ديبلوماسية النفط التي ينتهجها نظام تشافيز بتقديمه براميل النفط الى زعماء اليسار من كاسترو الى رئيس نيكاراغوا دانيال اورتيغا، وتعزيز روابطه مع بلدان "محور الشر" الذي حددته واشنطن، وبينها ايران التي تدعم كراكاس برنامجها النووي المدني.
وينوي تشافيز الذي يبايعه سكان الاحياء الشعبية حيث يعيش نصف سكان البلاد والذي خصص نصف الموارد النفطية لبرامج اجتماعية، تنظيم استفتاء يسمح باعادة انتخاب الرئيس مرات غير محددة.
وينبذ خصمه "إيديولوجية سياسة الحرب" ويحاول الظهور على انه بديل من النظام باسم معارضة هزيلة تركت لتشافيز السيطرة على البرلمان بعد مقاطعة الانتخابات التشريعية قبل سنة.
ويدعو روزاليس الذي يعترف له بحسن الادارة على رأس ولاية زوليا الاكثر اكتظاظا بالسكان في البلاد، الى "الديموقراطية الاجتماعية" و"احترام الحياة الخاصة"، متهماً رئيس الدولة بانتهاج سياسة "فرّق تسد" والسعي الى "البقاء في السلطة الى ما لا نهاية".
وقال المحلل السياسي لويس فيسنتي ليون، مدير معهد الاستطلاع "داتاناليزيس":"من المحتمل جداً أن يفوز تشافيز في الانتخابات. الامر الوحيد الذي ليس أكيدا هو مدى انتصاره". واعتبر أن "روزاليس ذكي لكنه لا يتمتع بكاريزما. وقد لا يجلب له شعار القطيعة مع الخوف سوى مناهضي تشافيز وليس الناخبين المستائين من تشدد النظام".
وتخللت الحملة الانتخابية التي كثف خلالها المرشحان التجمعات الحاشدة، شائعات واتهامات ، وشكك تشافيز في ان خصمه الذي يصفه بأنه عميل لوكالة الاستخبارات المركزية الاميركية "سي آي إي" سيعترف بالهزيمة.
وفي نهاية الحملة، ابدى تشافيز الخميس ثقته بأنه سينتخب مجدداً، متهماً معارضه بالسعي الى "التسبب بالفوضى". وأثار صدمة بدعوته موظفي شركة النفط الوطنية العملاقة "بي دي في اس اي " التي تدر على النظام موارده المالية الى "دعم الثورة أو الرحيل الى ميامي".
واندلعت معركة اعلامية حامية بين قناة التلفزيون الحكومية الفنزويلية والقناة الخاصة "غلوبوفيجن" القريبة من أوساط المعارضة.
وتستعد السلطات لنشر نحو 130 الف جندي في 32 الف مركز اقتراع في حضور 1200 مراقب دولي، في انتخابات ستتم في جولة واحدة. وقد دار جدل في شأن استخدام الآلات الاوتوماتيكية التي تسجل البصمات فيها.
وفي شوارع كراكاس الغارقة في الملصقات الدعائية، تلخص الشعارات استراتيجية الجانبين. ففي حين يدعو حزب روزاليس الى "الجرأة على التغيير"، ترد "حركة الجمهورية الخامسة" التي أسسها تشافيز بالدعوة الى"الانتخاب ضد الشيطان".
وقال لويس لوبيز، وهو سائق سيارة أجرة ستّيني: "سنقدم تشافيز الى العالم اجمع. انه زعيم، رجل حركة حقيقي، نحن جميعا في حاجة اليه".
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد