لبنان: «داعش» تهدّد بقتل الأسرى
يرفع تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) منسوب ضغطه على لبنان كله، على الحكومة، وعلى الجيش وعلى أهالي العسكريين الرهائن أيضاً. أعلن التنظيم الإرهابي ذبح أحد الجنود، ثم نشر مقطع فيديو يُظهر تسعة جنود آخرين يناشدون ذويهم التحرّك لقطع الطرقات وإقفالها حتى يُخلى سبيل السجناء الإسلاميين من سجن رومية، قائلين إنهم سيُذبحون بعد ثلاثة أيام إن لم تُنفّذ الحكومة اللبنانية المطالب. تناوب العسكريون التسعة على الكلام. وهم من البقاع الغربي واللبوة وحورتعلا والشوف وفنيدق في عكار. ورغم أن المضمون واحد، وجّه كلٌّ منهم رسالة بطريقته. غاب عن الجنود رفيقهم الرقيب علي السيد الذي سربت له صورة تظهره جثة مقطوعة الرأس.
كما بقي مصير الجندي الحادي عشر مجهولاً، علماً بأن مصادر «هيئة علماء المسلمين» كانت قد ذكرت أن عدد الأسرى الموجودين لدى «داعش» يبلغ 11 مخطوفاً.
وتحدّثت مصادر وزارية عن «مجموعة من المبادرات التي يقوم بها رئيس الحكومة تمام سلام، بشأن ملف المخطوفين العسكريين، بما فيها مع تركيا وقطر». وشكّكت المصادر بأن يكون التنظيم قد نفّذ تهديده بقتل أحد الجنود، معتبرة أن «الصور المسربة يُمكن أن تكون ملفّقة». وتحدثت المصادر عن «امتلاك لبنان الأوراق الكافية للضغط على الخاطفين، وهي أوراق تتصل أساساً بالنازحين السوريين الموجودين في لبنان، وبينهم عائلات للمسلحين».
لا وساطات رسمية مع الخاطفين والحكومة تلوّح بورقة النازحين
وقال مقربون من الرئيس سلام إنه «لا يُمكن لأي جهة أن تضغط علينا، وما زال بين أيدينا الكثير من الأوراق التي لم نستخدمها بعد، وإن الحكومة لن توافق أبداً على طلب الإفراج عن موقوفين في سجن رومية، لأن هذه الخطوة تفتح الباب أمام كل من يريد إخراج موقوف أن يخطف عسكرياً ويفاوض عليه». وأشار المقربون إلى أن «كل الوساطات الجارية الآن ليست رسمية».
من جانبها، أعلنت هيئة العلماء المسلمين التي توقفت عن الوساطة مع الخاطفين، أنها «لا تستطيع أن تؤكد أو تنفي حقيقة الصور المنتشرة لذبح جندي لبناني». ولفتت في بيان إلى أن «موقفها يعود لتوقف المفاوضات وعدم وجود اتصال مباشر مع الجهات التي تحتجزهم».
ميدانياً، استمرت التوترات في منطقة الجرود وعلى مداخل قريبة من عرسال. وواصل الجيش نشر وحداته هناك، بينما كانت منطقة الطفيل تشهد مواجهات قاسية مع المسلحين.
وأكدت مصادر أمنية أن الجيش السوري وحزب الله يتقدمان من الجهة الشمالية لجرود الطفيل داخل الأراضي السورية ويستهدفان بالقصف أكبر مصنع لتفخيخ السيارات، ما أدى إلى تدمير 5 سيارات كانت معدة للتفجير. كما تمّت السيطرة على المنطقة ومصادرة 3 أطنان من المواد المتفجرة داخل مغارة، وعلى معمل يحتوي على مخرطتين لتصنيع القذائف والمدافع والعبوات وسيارة مفككة. مع الإشارة هنا الى أن هذا المكان تربطه بلبنان طرق ترابية.
وفي السياق، عبّر الرئيس نبيه بري عن قلقه ممّا يجري في عرسال. واعتبر أمام زواره أن «المرحلة دقيقة للغاية، وأن المطلوب هو الوعي، كي لا تقع فتن». وأشار بري إلى أنه تحدث بصراحة أمام سفراء الدول الخمس، وطلب منهم «جسراً جوياً من الأسلحة لدعم لبنان من مخازنهم الموجودة في الشرق الأوسط، لخوض هذه المعركة». وأعاد بري التذكير بالمبادرة التي طرحها في مثل هذه الأيام قبل عام، في ذكرى تغييب الإمام موسى الصدر، حين اقترح «الاستثمار بالأمن». وقال برّي «اقترحت يومها أن نطوّع خمسة آلاف جندي في الجيش، وها نحن اليوم نعود إلى النقطة نفسها. الاستثمار بالأمن يؤمن الاستقرار الاقتصادي». وأشار بري إلى أنه «لم يعرف تفاصيل الحوار السعودي _ الإيراني بعد، لكنه يرجّح عدم الحديث عن لبنان، وإن تم الحديث، فالأمور تحتاج إلى وقت».
المساعدات ألاميركية
وقد وصلت أمس الى بيروت طائرة أميركية محمّلة بالذخائر واﻷعتدة لدعم الجيش، وأشرف السفير الأميركي ديفيد هيل على تسليمها إلى ضباط عسكريين، معلناً عن «المزيد من الأسلحة التي ستسلم للجيش اللبناني». وأوضح أنه «تمّ العمل على تأمين النوعية والكمية الممتازة التي يحتاج إليها الجيش لمواجهة الإرهاب».
وفيما أبدى نواب في لجنة الدفاع النيابية استياءهم من «تقاعس بعض الدول عن إرسال الدعم للجيش، وخصوصاً فرنسا والمملكة العربية السعودية»، لفت هؤلاء الى أن «المساعدات الأميركية تشير إلى أنه رغم خطورة الظرف الذي نمرّ به، ما زال هناك وضع إقليمي ودولي لا يريد للأوضاع في لبنان أن تفلت». وأشار هؤلاء إلى أنهم تبلّغوا من بعض الوزراء ما قاله لهم الرئيس سلام عن أن «المليارات الثلاثة سيفكّ أسرها عمّا قريب».
المصدر: الأخبار
إضافة تعليق جديد